صناعة مؤسسة شبابية فاعلة؟
14-01-2008 02:00 AM
فليسمح لي السادة القراء الكرام بأن أبدأ المقال بالوقوف ملياً عند بعض التساؤلات التي تثور لدى غالب الشباب الأردني الذي يقف حائراً أمام رغبته بالتفاعل مع المؤسسات القائمة على العمل الشبابي والطلابي وحالة التعدد غير الإيجابية من حيث الأهداف والمضمون . وبعد ذلك أطرح مبادرة حقيقية لتوحيد هذه الجهود وتنظيمها وأبدأ التساؤلات التالية : 1.ما هو الدور الحقيقي للمجلس الأعلى للشباب وغاياته ؟ وما مدى تقاطعه مع الهيئات المختلفة باعتباره أداة الحكومة بالتعاون مع هذا القطاع .
2.وما هي العلاقة بين المبادرات الإيجابية مثل شباب كلنا الأردن والمؤسسات الشبابية القائمة من مجلس أعلى واتحادات طلبة والأندية الشبابية وغيرها من المؤسسات القائمة . وما هي مساحات التقاطع ونقاط الاختلاف بين هذه المؤسسات وتلك المبادرات . فالأصل أن هذه المؤسسات هي من تمثل القطاعات الشبابية والطلابية ؟؟
3.ما هو الدور الذي تمارسه هذه الهيئات والمؤسسات في تبني ومعالجة القضايا الطلابية والشبابية والتصدي لحمل همومهم وعدم الاكتفاء بممارسة أدور الوعظ والتنظير للانتماء فقط . فالاقتراب من القضايا الشباب وهمومهم هو السبيل الأمثل لأخذ زمام المبادرة بتمثيلهم والتعبير عنهم . وأن حالة الفراغ إن لم تقم المؤسسات الشرعية الحقيقية بملئها فإن الفراغ لا يدوم وقد يتم تعبئة الفراغ من حركات وتنظيمات غير شرعية أو علنية !! .
4.هل هناك تقييم حقيقي لإنجاز هذه الهيئات والمؤسسات لقياس مدى فاعليتها وانتشارها وهل هناك جهة قادرة على الوقوف على عمل وأداء هذه الهيئات والمؤسسات ؟
أعلم أنه لو أطلقنا عجلة التفكير والتأمل لواقع هذه المؤسسات فإننا سنجد سيلاً هائلاً من التساؤلات والملاحظات حول الأداء الرسمي في التعامل مع القطاع الشبابي الذي لا بواكي له . فقد أصبح حقلاً للتجارب - كما هو الحال في قطاع الإعلام – وأن هذه التجارب إن لم تحدث تقدم إيجابي فإنها للأسف تقدم مردود سلبي وتحدث حالة رد فعل عكسية من جدوى هذه المؤسسات . فالإكثار من الصخب والشعارات المنادية بتفعيل فئة الشباب دون فعل حقيقي لا شك بأنها أوجدت حالة من عدم الثقة ،
ويعزز الرغبة الشبابية بالنزوع إلى الحركات النضالية والشعارات الثورية فقط دون غيرها والناقمة على كل شيء . ومن هنا فإنني أقرع ناقوس الخطر لصانعي القرار بضرورة عدم إهمال هذا القطاع . ولا بد من العمل على إيجاد مؤسسة شبابية أردنية فاعلة ومؤثرة على مستوى الوطن وتكون هذه المؤسسة نموذجاً ًقادراً على احتواء أهم فئة من فئات المجتمع الأردني وتكون قادرة على التواصل و تجسير العلاقة بين صانع القرار والأغلبية الشبابية وقادرة على المساهمة بصنع القرار وأداة بناء حقيقية لهذا الوطن . ويمكن الوقوف عند بعض أهم المواصفات والمميزات الواجب توافرها في هذه المؤسسة حتى تكون قادرة على أداء دورها.
أ-أن تكون ممثلاً حقيقياً لفئة الشباب والطلبة بمختلف قطاعاتها الفكرية والاجتماعية والجغرافية والطبقية، فالاحتكار التمثيلي لفئة دون أخرى لهذه المؤسسة يفقدها القدرة على تحقيق الغاية التي جاءت من أجلها. ولا بد من أن تكون هناك آليات لتحقيق هذا التمثيل وضمانه وهي كثيرة.
ب-أن تقوم هذه المؤسسة على حمل قضايا الشباب بمختلف أشكالها وتبني قضاياهم بحيث تكون لسانهم ومعبرة عن همومهم و أن تكون صادقة بهذا التمثيل لا أن تمارس أدوار المديح والثناء فقط . فنحن بحاجة إلى مؤسسة تقترب من قضايا الشباب وآلامهم ومشاكلهم قبل أن تمارس أية أدوار أخرى . فإيجاد مؤسسة شرعية ممثلة لقضايا الشباب وهمومهم ادعى من ترك الفراغ لأشكال أخرى قد تنشأ نتيجة هذا الفراغ والأثر الاجتماعي والامني والاقتصادي السلبي الناجم عن ذلك .
ت-أن تكون هذه المؤسسة شريكاً في صنع القرار لمختلف القطاعات الشبابية التعليمية أو المهنية و حل مشاكل الفقر والبطالة ومحاربة ثقافة العيب أو تنمية المواهب الإبداعية وصقلها. و التعاون مع المؤسسات القائمة في تعزيز روح المشاركة فالقضايا الأكاديمية تعد الفئة الأكثر تأثراً هي فئة الشباب ، وقضايا البطالة كذلك . فالأجدى إيجاد مؤسسة شبابية حقيقية قادرة على تجسيد هذا التمثيل وتحقيقه.
ج-أن تكون هذه المؤسسة قائمة على العمل المؤسسي والشفافية والوضوح من حيث الهيكل الإداري و التنظيمي لمختلف المستويات وأن تنضوي الهيئات المنتخبة تحت أشرافها وأن تمارس عملها بإطار شرعي وقانوني .
د-يمكن أن تتحول هذه المؤسسة إلى رديف حقيقي لا غلب المؤسسات المعنية بهذا القطاع وأن تكون هناك أداة تقييم ومساءلة واضحة للقائمين على هذه المؤسسة بما يحقق التكامل ويحدث الحراك الحقيقي للأغلبية الشبابية
وأخيراً هي بعض الأفكار وهناك الكثير الذي لا يتسع المقال لذكره ولكن هي محاولة لقرع الجرس والتذكير بأهمية هذا القطاع وضرورة عدم إهماله وعدم الاسترسال بإجراء التجارب دون تقييمها. وإن هذا الحديث لا يعني بأي شكل من الأشكال هدم ما سبق والبناء من جديد وإنما محاولة لتصويب المسيرة والبناء على ما سبق مع بعض التعديلات على المسار . وأنا اعتقد أن مبادرة مثل مبادرة شباب كلنا الأردن تصلح لأن تكون نواة حقيقية لتقديم تجربة غير مسبوقة على مستوى الوطن العربي لا بل على مستوى العالم . بإيجاد مؤسسة شبابية قادرة على النهوض بهذا القطاع وتحقيق الأمل الذي يصبو إليه جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم لتفعيل فئة الشباب الذين هم حاضرنا ومستقبلنا .
Sami @ zpu.edu.jo