الملخص في الشأن المصريّ والاسلاميّ! *قيس العجلوني
15-08-2013 04:30 AM
لقد قرأتُ في الشأن المصريّ الكثير ، وشاهدت الكثير ، وسمعت الكثير ، وحكّمت عقلي ؛ ما جعلني اشعر بالحقيقة تجول في قلبي تقارب اليقين. والذي ساكتب هنا هو ما اعتقد انه اليقين ، وقد اخطئ ؛ فانا بشر وقد اصيب.
منذ قديم الزمان تكالبت الامم على الفطرة وعلى الاسلام ، وفي العصر الحديث ارتأت الدول العظمى ان العدو الابرز الذي يستطيع ان يزيحها عن عرش العالم -بما امتلك من مبادئ وقيم- هو الاسلام. عمل الغرب بشكل محكم في العصر الحديث طوال القرون الثلاثة الماضية على تفتيت مبادئ الاسلام والمسلمين ؛ فزرعوا الجواسيس والعملاء في كل البلاد العربية الاسلامية ، وظهرت بشكل ممنهج كثير من الجماعات التكفيرية والارهابية تحت امرة غربية او دافع غربي . ثم حرص الغرب ان يسلموا الحكم لمن يحافظون على تخلف المسلمين -الذي صنعتهم ايديهم الباطشة انذاك وعوامل اخرى- ويضمنون ظلمهم وتفتيتهم وقمع الاسلام فيهم .. وقتلهم احيانا. في هذه الاثناء شوّه الغرب بصورة مدروسة الاسلام بين شعوبهم الغربية ؛ لانهم يعلمون انه ينتشر في اي مكان نزل فيه ، ولانهم دفعوا مئات الملايين لدراسة تاريخ المسلمين ؛ وعلموا انه الدين الوحيد الذي انتشر بشكل غير مسبوق بالحجة والاقناع والاخلاق العظيمة.
رغم كل ذلك لم ينجح الغرب في القضاء على الاسلام ؛ فهو يخرج كالنور من شمس الظلام ، وقد تكفل الله تعالى بحفظه الى يوم الدين . من يقول ان الاسلام عائد وبقوة فهو صادقٌ لا محال ؛ انه يخرج في هذه الايام من اعماق البحر الظالم كالسهم المنير . نعم فانظروا الى مبادئ الحرية والشجاعة والمروءة والشهادة التي تظهر اليوم جليةً في شعب مصر العظيم . نعم ان الشعب الذي تجرع الكرامة والحرية يوما لن يعود ابدا الى الذل والهوان . ان رجال مصر ونساءهم لا يفرقون اليوم بين الحرية والشهادة ؛ فكلاهما هدف محتمل . واما النصر واما الشهادة.
لا يختلف عاقل على الخيانة العظمى والمؤامرة الصهيو-عربيه-امريكية التي حصلت في مصر ؛ لكنها في الحقيقة امر متوقع ، فالذي حاربك مئة عام لن يتركك وحدك عندما تختارك الديمقراطية. نعم فان الاخوان المسلمون هم اكثر الحركات في العالم ربما عرضة للتضييق والظلم والحرب الممنهجة ومنذ تاسيسهم . ليس لانهم اخوان بل لانهم يمثلون جزءاً من الفكر الاسلامي العظيم ؛ ولهذا اعدم عبد الناصر قطب ؛ لانه حمل فكرا يهدد عرشه ومصالح الغرب. رحم الله كل الشهداء في مصر ، وفي سوريا ، وفي كل بلد حر مسلم . لا تحزنوا على الشهداء بل افرحوا لهم ؛ فهذا ديننا ودينهم ؛ وهمُ الاعلون باذن الله. كل الذي حصل حتى اليوم يبشر بالخير كلِّ الخير ، هل تعلمون لماذا ؟! لان الغيمة السوداء التي وضعها الغرب وعملاؤهم على عيون العرب والمسلمين قد أزيلت كليا ؛ وقد ظهر كل الفاسدين وكل العملاء وكل المتآمرين ، والذي بقي فقط ان تريد شعوبنا العربية الحياة ، وان يستجيب القدر . إنّ الفرقان عندما يأتي ؛ لا يأتي بعده سوى النصر ؛ ولا يأتي بعد النصر سوى النهضة الشاملة . فأبشروا ايها المسلمون أبشروا. قال تعالى (( اذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا ، فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا)) . والله اني ارى الناس يعودون الى دين الله افواجا -كما في مصر - ، وفي الغرب بين سيوفهم يدخلون فيه افواجا ؛ ففي الغرب -وفي بريطانيا بالتحديد- اسم "محمد" هو من اكثر الاسماء تسمية بين المواليد.
لن يعود الاخوان المسلمون الى الحكم ؛ فهم رغم خيريتهم لم يكونوا جاهزين للحكم وما جهزوا انفسهم وما استعانوا بالسياسيين المسلمين المحنكين من امثال رجب طيب اردوغان ، ونسوا ان الاقتصاد والجيش والاعلام المصريّ والمؤسسات الدينية لم تكن في ايديهم ؛ بل على العكس كانت تعمل مجتمعة ضدهم وبالمطلق وبالتعاون مع الغرب واعوانهم . لم يحسن الاخوان استثمار فرصتهم التاريخية في مصر ؛ وستكون مصر هي الغلطة العظمى في تاريخهم ؛ وربما ستقضي عليهم كتنظيم عالمي ، لكنها لحسن الحظ لن تقضي على اهدافهم الاساسية ومبادئهم التي بنوا جماعتهم على اساسها ؛ وهي نصرة الاسلام والمسلمين والنهضة الشاملة .
انّي ارى المسلمين في القمة في المستقبل القريب ؛ واني ارى الخونة العملاء القتلة عبدة المال في جهنم والحضيض. سيحكم المسلمين قريبا باذنه تعالى من هم خيرٌ من الاخوان ، واكثر خبرة وسياسة وعدلا ؛ لست انا من يقول ذلك ؛ لكن المنطق و"الفرقان" والوعي الشعبي غير المسبوق هو من يقول. نسأل الله النهضة ولا سواها ، ونعلم انها قريبة جدا .