رسالة إلى ولي أمرنا: عيد مبارك وتعبنا .. أ.د.محمود الحبيس العبادي
12-08-2013 09:22 PM
كما هو شأن ودأب المخلصين من أبناء الأردن، يطيب لي أن أبارك لولي أمرنا جلالة الملك عبدالله الثاني بعيد الفطر المبارك ، وكما نحن ،ندعو الله بأن يديم عليكم الصحة ويلبسكم بهجة العيد ويديم عزكم ويرفع مجدكم ، والتمتع بأطيب الأفراح ويبعد عنكم كل سؤ ومكروه ،ونحفظ شعار : الله ،الوطن ، الملك..والسمع والطاعة التزاما (اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم).
فهو حبنا الصادق المتشدد المتجدد بأيمان قوي وإخلاص بالدعاء عقب كل صلاة عملا وتنفيذا لأمر الله لنا بقوله:(يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر) وهو ما يلزمنا به المطلعين منا بديننا الحنيف ، وأخذنا منهم لنزرعها بوجداننا..أوفياء صادقين الوعد والعهد.. نحن نمسك ونحفظ القول "اللهم ولي أمرنا خيارنا ولا تولي أمرنا أشرارنا" ....
ولي أمرنا : شهد عهد جلالتكم خلال 13 عام تغيرات في تركيبة اتخاذ القرار فأصبح لدينا أكثر من 13 تشكيل حكومي وتعديلات تجرى بين فترة وأخرى مما زاد من عدد الوزراء بالاظافة إلى رؤساء الديوان الملكي وزحزحة لآخرين أو تنفيع لهم وصولا إلى قادة الأجهزة الأمنية وأصاب التغيير مناصب الدولة العليا وتزبيط وإنزال الأمناء العامين والسفراء والمحافظين في غير استثمار للموارد البشرية ، في الغالب،.. وهذا العدد من الرسائل الملكية والتوجيهات المكتوبة والشفوية ومع كل تشكيل حكومي نقف أمام رسالة ملكية موجهة إلى دولة الرئيس عند تشكيل أي حكومة وتحددون الخطوط العامة لها لتسيير بهداها .. وهاهي الزيارات في داخل الأردن ومن ثم زياراتكم الخارجية المتكررة وتسعون لجذب استثمار ما ، وتشهدون توقيع الاتفاقيات.. فماذا نتج؟
ولي أمرنا: لربما يقف أهل البطانة من حولكم ليقولوا أن كاتب المقال يريد شرا بالأردن وقيادته يكثرون مما لديهم من بضاعة النفاق .. وهم لم يقدموا لكم النصيحة الخالصة لبرمجة حب القيادة مع شعبها متمترسين بقربهم من حولكم يقدمون ما ينفعهم من عطايا ومكرمات لهم ... يركضون بمصالحهم فقط وليس خدم لمصلحة تمتين علاقة ولي الأمر مع شعبه.. أنهم يؤزمون ويؤثمون في تلك العلاقة، وسابقا كان لي رسالة لجلالتكم بأن برامكة يخربون الأردن ، ومقال آخر عن البطانة.. أنهم طلاب السلطة الذين تجاوزا كل القيم والثوابت وتمادوا في تعديهم على المسلمات الوطنية مطالبين بمصالحهم الشخصية واستحوذوا على السلطة وخطفوا الصلاحيات واحتكرت مواقع الدولة لهم وأهديت في العلن لممارسة في السر للعمل لتحقيق خدمة مصالحهم ولا علاقة لهم بتنمية مجتمع وهم أضاعوا علينا وطننا هو الأغلى ،وكنا من أهل الريادية ،وخاضوا بنا صراع المصالح والتي زج اسمكم بأنكم تجمعون الإمارة والتجارة.. هم الذين عملوا بالظلام لبناء جدار العزل ما بينكم وشعبكم .. وحتى في الولائم والزيارات تبرمج بدهاء ليبقى ولي أمرنا مقتنعا أن كل شيء تمام.. الم تشتكي ألينا يا ولي الأمر؟؟ وماذا فعلت بهم وانتم صاحب القرار؟؟ كيف تحولت تقارير الأجهزة الأمنية لخدمة أشخاص وليس لخدمة الوطن.. وألان يقف مدير المخابرات الحالي ليرمم ما افسد من علاقة.. لماذا لا تعود الدائرة الأمنية إلى فلثرة الهموم وتهذيب الشبكة الداخلية .. فحتى ألان نرى أن مدير المخابرات قادر على إعادة بناء أعمدة البيت الأردني ضمن الحداثة التي ينشدها الأردن..
ولي أمرنا: لقد اشتد ظلم حكوماتكم السابقة وضاقت علينا بالخناق ونحن في هم وغم وارق وتعب، وهاهو رئيس الوزراء الحالي لا يجد في موازنة وزارة المالية ما يثلج الصدر ويجدها خاوية .. فيما أن رؤساء وزارات سابقون قد أمطرونا بالحلول وبغد مشرق ، وبشرونا بخروجنا من الأزمات التي تحدق بنا من حولنا معافين وبوضع أردني ممتاز ،وتقبلنا كل شيء .. مصدقين رغما عن الإخفاق بسياساتهم ، هذا وقد وجدنا مسئولين آخرون ينسجون الخيال لنا .. وهم جالسون ألان في بيوتهم التي بعضها جاءتهم بعطايا وسمعنا عن مبالغ ماليه تعطى لهم .. ونسمع عن أعطيات لآخرين في مواقع الدولة ..فلماذا؟ هل هم الجزء الأهم ممن خدم أكثر من غيره براتب محدود ويعمل بصدق؟ وهل قدموا لنا نماذج في تحمل المسؤولية ؟ وهل كان لهم انجازات فعلية ؟ أم أنهم كحال خط الباص اللاسريع الذي قيل فيه الكثير؟...؟؟؟؟
ولي أمرنا: شعبكم يعرف المخفي كما هو المعلن .. ويدرك بإمعان أكثر من زمرة الفساد .. وندرك هموم بلدنا والتحديات والإخطار الخارجية ، ونؤمن بوحدة الشعب والمحافظة على أمنه واستقراره.. ونعرف ونقرأ الدروس جيدا من تجارب الآخرين ونحن من الشعب الذي لا يؤمن بهذا من شرقي النهر أو غربيه ، أو شمالي وجنوبي أو من حارة كذا بقدر ما كان حب الأردن هو القيمة المضافة في حليب أم لابنها الوليد : ترضعه مواطنا مخلصا.. فلماذا غادر الرجال المخلصون مواقعهم ونحي بهم جانبا ، وابتعدوا أو ابعدوا وفي قلوبهم غصة في وطن أضاعه قلة من فئة الاحتكار بالأزمات ومن قال إن المخلص فقط هو من يعرفه الملك فقط أو يعمل معه مباشرة .. ماذا عن الآخرين : فهل هم غير ذلك..ألا نستحق استراحة المحارب .. أليس هذا الشعب الذي اثبت قدرة عظيمة على الصبر بان تفرح كربة مواطنيه وأنهم ضمن العدل الذي تقوله لنا ... وأين هي المساواة ومتى تزال المنغصات الاقتصادية ومتى يستعيد الأردن نضارته.. أين هو التطبيق الفعلي لنطقكم السامي بكل ما صدر عنكم من رسائل وتوجيهات..فنحن نفهمها ونصدقها ببساطة الأردني الواثق من قيادته وحكمتها ..
نعرف أننا أحسن حالا من آخرين ممن حولنا، ولدينا قيادة ليست دموية، لا سمح الله،ولسنا بلد قمع وإرهاب ، ولدينا انجازات نعتز بها على الرغم من الأحوال الخانقة ، وفي الأردن الأهل المخلصين الطيبين...وتحملنا نتائج سياسية فرضها واقع مؤلم ، أثرت على تغيير كلي وتفصيلي بكل الاتجاهات...
لكن، خطط لتحويل ثروات البلد لأشخاص وليس للمجتمع .. فأصبحت حالنا غربة بوطن مجردين من فضل بناء السابقون وأصبح الإصلاح ميئوسا منه وبحاجة إلى عملية اختطاف لإعادة الحياة الحرة لنا ،وهاهي نظرة على ما يكتبه المخلصون من أفكار وقد أصبحت تنفخ الكثير من الهموم والمتاعب ودون علاج لانعدام الحلول ، والتي لن تجد لها إلا بوجود موازنة .. فمن أين سيكون لدينا أموال والأموال بيد الآخرين ، ومن حقنا أن نسأل ولي الأمر: من هو ألحرامي الذي أوغل بنا ذلك؟ لماذا يتسابق بعضا من رجال الحكم والسلطة باستغلال فقر المواطن .. لماذا يلبس مسئولين ثيابا بشراء الأراضي من مواطنين هم بحاجة إلى بيعها بثمن بخس من اجل تعليم الأبناء؟... أين مواطنة أولئك الذين أحب فيهم ولي الأمر وكرمهم بإدارة الدولة ضمن أي مستوى كان... هل هم عونا لكم آم هي التجارة بسبب ذلك التكريم...
نحن بحاجة إلى فرحة عز في وطننا تعيد لنا ضياء نفوس أبناء الوطن ولتكون الكرامة هي الأغلى في أعماقنا.. سواعد تعمر الأردن وليس سواعد الفساد...وهكذا نريد وطنا نحلق فيه عاليا مكرما في علو قامة الأردنيين وتصبح الراية خفاقة جميلة بألوان الفخر والمحبة...
ولي أمرنا: ماذا تقول لنا عن نتائج السياسات التي نجم عنها ارتفاع معدلات البطالة وتفشي الفقر وأصبح الفقر بساطا عميقا في دولة هدرت مواردها وسرقت الأرزاق ، ولا أظنكم ترضون ... وماذا عن انتشار السرقات والإجرام وتعاطي المخدرات وإمراض اجتماعية وهجران واغتراب وطني صعب.. هل تستطيع الحكومة أن تبني بيوت إيواء للفقراء أو ما يصطلح عليه الأردنيين :مخيم للاجئ الأردن بالأردن.. لماذا لا يحاسب فعليا من تقلدوا أمور الدولة والذين هلكوا العباد وحولوا الشعب إلى متسولين بانتظار برامج اللاتحول الاقتصادي والاجتماعي...هل هم خط احمر .. هل هم سبب أزماتنا التي أوصلتنا لهذه الحالة... نريد إجابة عليها ..
ولي أمرنا: لقد بايعناك وأنت أهل للمبايعة وكلنا ثقة من قبل ومن بعد بحبكم وقدمنا الولاء والطاعة ،...وها نحن شعبكم وهذا قدركم في حمل الأمانة، نتطلع إليكم بعين الرجاء بحمايتنا من وأد قادم بسبب البطالة والفقر وغلاء المعيشة... ولن يكون ذلك بمزيد من اللجان والاجتماعات وإنما إلى قرار حكيم العائلة الأردنية ، سيدنا، الذي نحبه ، ولسنا من المطالبين بحكومة جديدة تتغير فيها عدد قليل من الأشخاص ، لان المطلوب هو أن يعمل رئيس الوزراء الذي يؤمن بان التخطيط الهادف هو السبيل لإنقاذنا بدون تحميلنا جباية لتامين موازنة منهوبة، وذلك يتطلب السرعة بإعادة الأموال والثروات المنهوبة أو التي أعطيت كعطايا أو التي انتفخت حساباتهم من جيوب ومقدرات الوطن وأبناؤه، وان تعمل الحكومة على تحديد برمجية زمنية، تقاوم غلاء الأسعار وتسعى لضبط الأمن ، ولسنا بحاجة إلى حكومة أخرى رقمها 14 في عهدكم الميمون يهدر الوقت من خلالها، فأن الحراك القادم سيكون طوفان يهز بلدنا .. كيف يجلس أولئك الذين منحهم سيدنا ثقته .. وولي الأمر يعاني هموم شعبه .. لماذا لا يقرضوا وطنهم حبا وانتماء صادق .. أليس الشارع الأردني يحدد الأسماء ..ويذكرها ..
سيدي ولي أمرنا: نحن شعبكم نكتوي بجمر نتائج الفساد ونشاهد خراب غير مسبوق.. وسقطت أقنعة الإصلاح وورطت مؤسسات الدولة بمخالفات وقد تنصل أهل الفساد من فسادهم ..ووصل الإجرام بحق تشويه السلطة التشريعية والقضائية .. وكانوا زحفوا على مواقع السلطة التنفيذية .. ومن المفيد أن نعود للتاريخ لنرى كيف تعاظم نفوذ البرامكة في عهد هارون الرشيد وكيف انه تخلص منهم وحمى دولته.. ونال عواطف شعبه وعاد متربعا بحماية دولته وشعب سجل له عدم اندثار الدولة بوحدة متجددة، وهذا الفعل هو ما نريده ونراه لشعبكم... إذ اثبت شعبكم انتماء وطنيا غير مرهون بمطامع وعطايا، ويدركون أن مبادرات قد انتهت إلى سؤ في الطالع وإخفاق الغايات وخاب ظن من بث السموم من العابثين .. ولذا يقف الأردنيين بحكمتهم ووطنيتهم.. ونطالبكم بالخروج من النفق المظلم الذي نعيش فيه ضمن حالة من اليأس والإحباط..و نستنجد بكم .. تعبنا ... هرمنا بأزماتنا.. أنقذنا أعانك الله ، فمن ابسط حقوقنا عليك أن نعرف من هو سارقنا ، وماذا ستعمل لنا ، مستذكرين قول الإمام علي كرم الله وجهه: ليس كل ما يعرف يقال، ولا كل ما يقال جاء أوانه، ولا كل ما جاء أوانه حضر رجاله... ونحن معك بالعسر كما هو في اليسر،وعلى الباطل ومع الحق....وباختصار، ثورة بيضاء تسر الناظرين وتنفع القلوب وتروي العطشى والظمأ...لأننا نريد أن نرفع رأسنا في العالم بأننا في المملكة الأردنية الهاشمية وملكنا الغالي هو : سيدنا عبدالله ابن الحسين نقف خلفه ، وكل عام وولي أمرنا بخير.. هل من الممكن من بطانة الملك إيصال الرسالة كاملة وتركها بين يدي حبيب الأردنيين.. أم المطلوب نشرها بموقع خارج الأردن...