الطبقة " الإسفلت "حمزة المحيسن
12-08-2013 08:48 PM
من " الهندام " حتى " المنام " تغيرت لدينا الآن مظاهر الطبقة الوسطى في الأردن ، فلا زال الأردنيون يذكرون هذه الطبقة التي مرت بحياتهم في سبعينيات وأوئل الثمانينات من القرن الماضي عندما كانت تعمل في " بدلاتها السفاري " تحرث الأرض وتقوم بكافة الأعمال المنوطة بها و في مختلف مجالات القطاع العام من التعليم إلى الصناعة ، يفتخرون بالعرق النازف على جباههم وإبتسامة الرضا التي تعلوا محياهم بل والاجمل من ذلك كله تواجدهم في ميادين العمل ويشهد على ذلك كميات الغبار المتراكمة على " نعالهم " – أكرمكم الله- ، فبنوا بإخلاص فنشأت نتيجة لذلك مؤسسات عامة كانت مفخرة للأردنيين جميعا آنذاك ، من صروح متقدمة في التعليم حتى الطب ، ومرد ذلك كله ان الخطط التنموية آنذاك كانت تسير بشكل محوري وأساسي على إنطلاقة هذه الطبقة لينعكس ذلك في المقابل على عطاء مثمر وجهد بارز ومبارك في العمل العام ، والأجمل من ذلك كله ان هذه الطبقة كانت هي المصدر الأساسي لرجالات الدولة في الحكومة والمؤسسات العامة ولو عدنا للتاريخ قديما لوجدنا ان هنالك الكثير من رؤساء الوزراء والوزراء والمسؤولين في تلك الفترة كانوا من هذه الطبقة تحديدا ، إلا انه وبعد تلك الفترة وبعد التحول التنموي في مجال الخطط والسياسات الحكومية نحو إستنزاف هذه الفئة وبوسائل شتى من الضرائب إلى تدني مستوى الدخل والرواتب وضعف الخدمات وإدماج أشخاص من ذوي " البزنس " ليمتطوا المسؤولية العامة في الحكومات والمؤسسات الرسمية وامور اخرى يطول شرحها ، أصبحت هذه الفئة تراوح مكانها فلم تتقدم بخطوة في ظل هذا التسارع الزمني الذي نعيش بل واحيانا تلمس وفي شواهد عديدة بانها أصبحت أقرب إلى الطبقة الفقيرة ليكون حصيلة ذلك إحباط مجتمعي لا يخفى على الجميع وبما انه لكل فعل ردة فعل يساويه بالحجم والمقدار ، انعكس هذا التهميش لهذه الطبقة في حجم التخبط والتراجع الكبير الذي تعيشه مؤسساتنا العامة ، والمصيبة العظمى ان السياسات الحكومية ما زالت – للأسف الشديد- تمشي قدما لإستنزاف هذه الفئة وآخرها ما رشح للإعلام من مسودة جديدة لقانون ضريبة الدخل وأجزم بانه لو تم إقراره بشكله الحالي فسيلقي في هذه الطبقة إلى أسفل طبقات الأرض .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة