شعبٌ جاهل مقيت به مصلحون اقوياء ، من سيحكمه ان اقمنا الديمقراطية ؟ ... و شعب جاهل مقيت به مصلحون أقوياء ، من سيحكمه ان اقمنا الشورى.

الشورى تراعي كل الظروف لتحقيق غاية واحدة هي العدل . اما الديمقراطية فلا تراعي الا ظرفا واحدا لاقامة العدل هو وعي الشعب وخيريته. فلتسقط الديمقراطية ، وان عاشت فلتعش في الجمهورية الافلاطونية الموجودة في السحر والقصص الخيالية فقط . ولتحيى الشورى التى تراعي كلّ الظروف وتختار الخيار المصلحين ، وليحيى العدل والسلام ، وليحيى الفطرةُ الاسلام.

انظروا ماذا فعلت الديمقراطية في مصر ؟ قسمت شعب مقسوم الظهر اصلا ، وعمّقت الخلاف ، واسست لحرب اهليّة -هذا بصرف النظر عن المؤامرات والاموال التي صرفت لاسقاط الديمقراطية التي توصل أيّ مسلمٍ الى الحكم- . ألم يقل السيناتور الامريكي المتصهين اليميني المتطرف "مارك كيرك" في خطابه الذي القاه في مجلس الشيوخ الامريكي بتاريخ ٢٠١١/١٢/١٣ : "إنّ الأمريكيين يدعمون كلا من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, لكن الديمقراطية التي تؤدي إلى وصول الإسلاميين للسلطة -كما حدث في غزة سنة ٢٠٠٦ ومصر عام ٢٠١٢ و ٢٠١٣- يجب أن تحارب من السلطات الأمريكية بكل وسيلة ممكنة" . وكان ما اراد المتصهين فعلا . اقرؤوا كل خطابه وسياسات امريكا لتكتشفوا حجم زيفها. واقرؤوا بحث العلامة الدكتور زغلول النجار ان كنتم تبحثون عن الدواء الشافي والحقيقة في شأن مصر.

فلتسقط الديمقراطية وليحيى الصلاح و الاصلاح .والله ان اجتمع العرب على الاصلاح لنبنيّن دولة عظمى يسودها العدل والانسانية والرفاه من الشرق الى الغرب في ظرف عشر سنين . لكننا ببساطة لن ننجح في ذلك و سنحتاج الى اكثر من ذلك الوقت بكثير لان "حكّام" العرب لن يجتمعوا أبدا -كما لم يجتمعوا قط- ؛ ولن ننجح حتى يسقط "العملاء المتعنتون" منهم -أي جلّهم- ، وحتى ننصب خيارنا حكاما علينا . نسأل الله النهضة ولا سواها ، ونعلم ان كل الامكانات متاحة لها . قيس العجلوني - ٢ شوال ١٣٣٤ للهجرة الشريفة.