*لا تصوت كي تشارك بالإصلاح
على مدار العامين الماضيين انطلقنا بحملات نظافة ودعونا الجميع للمشاركة فيها، ودعونا الاخرين لان يبادروا هم انفسهم بالقيام بمثل هذه الحملات، فقامت مجموعات مختلفة بتنفيذ حملات نظافة في المدينة تضمنت ازالة للمصلقات الانتخابية لدورات سابقة عن المرافق والجدران العامة.
وقبل اشهر وصل الامر ان استنفرت قيادة احدى الفرق العسكرية بعد ان بلغ السيل الزبى وقامت بتنظيم حملة نظافة للمدينة, رغم ان هذا ليس من واجبهم لكن لان حسهم بان الامور فاقت ما هو ممكن فقد بادرت بمثل هذا العمل الوطني.
القضية الاولى التي تشغل ساكني المدن اليوم هي تدني مستوى النظافة والاعتداء على الطرقات والأرصفة والفوضى العارمة التي تجتاح الاسواق والشوارع التجارية، وبعض المرشحين وجدوا في هذا الهم فرصة لاختيار شعاراتهم لكسب تأييد الناخبين فجاء التركيز على النظافة شعارا اساسيا في هذه الانتخابات.
وبذات الوقت قام بعض المرشحين كما يحدث في كل الانتخابات السابقة بإلصاق صورهم وشعاراتهم بمواد لاصقة " الغراء" وبشكل مباشر على المرافق العامة مما يتسبب بتشويهها الى سنوات طويلة.
لا ادري لكن مثل هذا التناقض يحمل عدة امور الاول استغباء المرشح للناخب والثاني يتعلق بالمرشحين والثالث ان المرشح على قناعة تامة في بعض المحافظات ان حسم وضعه في الانتخابات لا يعتمد على شعاراته ومدى مصداقيتها وإنما على قاعدته الانتخابية القائمة على اسس القرابة والصداقة بعيدا عن البرامج وخدمة المدينة وناسها. فأي نظافة وأي جمال سيحققه هذا المرشح، وأي استغباء يمارسه على الناخب.
لعلي افترض حالة مثالية في هذا الواقع فما نعتقده مثاليا لدينا هو واقع في مجتمعات أخرى أي ان يكون لدينا مرشح وناخب قادرين على تحديد القيم الايجابية والمصلحة العامة للمدينة وان ما يحركهم هو خدمة الصالح العام كي تحظى الناس بفرص عيش افضل في بيئة اكثر امنا وسلامة.
لكن اذا كان المرشح يتصرف كذلك من حيث تناقض شعاراته مع اعماله حتى اثناء حملته الانتخابية التي يقصد من ورائها كسب التأييد العام ويتناقض قبل ذلك مع مهام البلدية التي يترشح لها وهي الحفاظ على نظافة وتنظيم المدينة وجمالها، فما هو وضع الناخب وما هو موقفه. وباعتقادي ان هذه هي المعادلة الاهم اليوم. فعلى الناخب ان يقرر ما اذا كان سيتجه لمنح صوته للمدينة او للأشخاص. وبالتالي ما اذا كان مؤيد للإصلاح او عدوا له.
انا شخصيا قررت كي انسجم مع موقفي في عملية الاصلاح الموضوعي والحقيقي في حياتنا بان لا اصوت لكل مرشح يقوم بمثل هذه التناقضات والاعتداءات على مرافق المدينة ويشوهها. وان ابحث عمن لم يرتكب مثل هذه السلوكيات لمنحه صوتي من اجل مدينة افضل.
لا تصوت في الانتخابات البلدية كي تشارك بالإصلاح العام، لا تصوت لكل مرشح حتى وان كان اخ أو صديق أو قريب اذا قام بتشويه مدننا وقرانا بإلصاق صور حملته الانتخابية على المرافق العامة وعلى الجدران العامة، فمن يقوم بمثل هذا العمل او يسمح لأنصاره وأعضاء حملته الانتخابية بالقيام بذلك لا يمكنه ان يكون عضوا في عملية اصلاح البلديات وإصلاح الواقع البائس لمدننا على كافة المستويات الخدمية.
بالمقابل ما زال امام المرشحين الذين فاتهم الانتباه لمثل هذا الامر الكثير من الوقت فالحملة الانتخابية في بدايتها ويمكنهم تنظيم حملات نظافة وإزالة ما تم توسيخه من قبل اعضاء حملاتهم الانتخابية للمرافق العامة كي نعيد التفكير بموقفنا التصويتي منهم.
كل ذلك يحدث ايضا لان قانون البلديات لا يضع شرط كأمانة عمان يجبر المرشح على دفع مبلغ امانات مجزي كي تضمن البلديات عدم اعتداء المرشحين على المرافق العامة وان وجد مثل هذا البند فهو غير مفعل... لا ادري لماذا فهل المحافظات تعيش في جزر معزولة أم انها خارج فكرة القوانين والتنظيم.