بعد الهدنه ؛ كان لواء المشاة الأول يدافع عن قطاع القدس الشريف ؛ الجديدة والقديمه. وقد استغل الهدنة لإعادة التنظيم ؛ وتعزيز وحداته بجنود أحداث لتعويض الخسائر. كانت كتيبة المشاة الخامسة تدافع عن منطقة بدو والنبي صمؤيل ؛ وكانت كتيبة المشاة الثالثة تدافع عن قطاع القدس الجديده من قرية شعفاط حتى باب العمود. وكانت كتيبة لمشاة السادسة تدافع عن القدس القديمة وإلى جنوبها حتى منطقة الثوري ؛ وفي 8 تموز 1948؛ جلبت سرية المشاة الثانيه عشر من الخليل ؛ وتمركزت في القدس القديمه بأمر كتيبة المشاة السادسه ؛ لتتولى الدفاع عن مواقع سرية المشاة الثامنه ؛ التي انتقلت إلى الإحتياط في رام الله.

في يوم 10 تموز: استمر تبادل إطلاق النار طوال اليوم بين كتيبة المشاة السادسة والعدو المقابل لها. واستخدمت الكتيبه مدافع 7؛3 لقصف مواقع مدافع الهاون اليهوديه ؛ لآنها قصفت المسجد الأقصى المبارك ؛ وأصابت قنبلة منها قبة لصخرة المشرفه ؛ مما أثار غضب الأردنيين في القدس. وإستمر تبادل نيران الرشاشات ومدافع الهاون في جميع المنطق: الثوري ؛النبي داوود ؛ باب الجديد ؛ وباب النبي داوود.

وقبيل الغروب من يوم 12 تموز : هاجمت قوات الهاجناه جميع مواقع كتيبة المشاة الثالثه ؛ من باب العمود ؛ وحتى منطقة جسر الشيخ جراح ؛ بما في ذلك: المصراره ؛ وسعد وسعيد ؛ والوادي المؤدي إلى جبل سكوبس. وقد نجم عن ذلك واحدة من أشد المعارك في القدس الشريف. وتكبد الجانبان فيها خسائر فادحة. لكن كتيبة المشاة اثالثة صمدت صمودا باسلا في مواقعها وتمكنت من صد الهجوم نهائيا عند فجر يوم 12 تموز.
كاد ذلك الهجوم اليهودي أن ينجح بسبب قرب منطلقه وخط البدء الذي تقدم عبره من المواقع الدفاعية لكتيبة المشاة الثالثة . وفي مواقع معينة مكتظة بالعمارات لم تتجاوز المسافة بين الجانبين فيها بضعة أمتار. وحتى يوم 15 تموز كانت الطريق بين الشيخ جراح وباب العمود مغلقه من قبل بيوت قليلة يحتلها اليهود. وقررت كتيبة المشاة الثالثه طرد العدو اليهودي منها. وفي يوم 16 تموز : قامت الوحدات التالية من الكتيبتين الثالثة والسادسة بهجوم على عمارات المندلبوم ؛ ومياشيرم ؛ وجميع العمارات المحاذية لطريق الشيخ جراح حتى باب العمود.

السرية الثانيه من كتيبة المشاة الثالثه بقيادة الرئيس خالد مجلي الخريشا؛
السرية الثالثة من كتيبة المشاة الثالثه بقيادة الملازم غازي الحربي؛
فئة مشاة بقيادة الملازم أحمد عبد القادر؛
فئة مشاة بقيادة الرئيس عثمان بدران ؛
فئه من الجهاد المقدس ؛
فئة التدمير من كتيبة المشاة السادسة بقيادة الملازم أحمد ظاهر الديك بني دومي.

وبدأ الهجوم في فجر يوم 16 تموز ؛ واستمر حتى بعد ظهر ذلك اليوم. وفي القتال القريب الذي جرى من بيت إلى بيت ؛ وأحيانا من غرفة إلى غرفه ؛ تمكن الهجوم من الفوز بجميع أهدافه ما عدا في مستعمرة مياشيريم. وقد تكبد الجانبان خسائر فادحه.

وفي مساء ذلك اليوم ؛ بدأت المدفعية اليهودية ومدافع الهاون بقصف شديد على القدس القديمه ؛ لتغطية هجوم كبير من قبل كتيبة من لواء عتزيوني ووحدة من عصابة الإيرغون . وبدأ الهجوم في الساعة العاشرة من يوم 17 تموز ؛ وكان هدف اليهود إحتلال منطقة باب الجديد وحتى باب الخليل ؛ وأن يخترقوا الأسوار إلى باب النبي داوود. كما قام العدو بهجمات على قطاع كتيبة المشاة الثالثه ؛ وعلى منطقة الثوري وقد أرسلت عصابة الإيرغون مفرزة تدمير إلى السور المقابل لباب الجديد في محاولة لتدميره بشحنة متفجرات. وقد سمح لهم الجنود الإردنيون المدافعين عن السور بالإقتراب إلى مسافة تؤثر عليهم فيها القنابل اليدويه. وعندما وصلوا إلى تلك المسافة ألقيت عليهم عدة قنابل يدويه أدت إلى تفجير شحنة المتفجرات. وقتل أكثر من عشرة جنود من العدو بمتفجراتهم.