دوار الداخلية في مناسبة مختلفة مع «سند»
د.مهند مبيضين
06-08-2013 05:42 PM
اليوم الثلاثاء تقيم مجموعة من الطلبة والشباب في «جمعية سند» إفطاراً جماعياً لمجموعة كبيرة من شرطة السير، تقديراً واحتراماً لجهود هذه الفئة من رجال المؤسسات الأمنية التي تسهر على أمن البلد وحراسة القانون، والجمعية برغم إمكانياتها البسيطة والتي لقيت دعماً بسيطاً ومحدودا لا تملك أن تسوّق نفسها في دوائر المنح أو الهبات أو الوصول إلى ملتقيات الشباب التي تدعم أحيانا بما يفوق الحجم المناسب للدعم، ومع أن توجيه أي دعم للشباب يجب أن يكون واضحا وممنهجا وله مخرجات مباشرة، إلا أن تعدد النشاطات والفعاليات يكون نوعاً من التنافس بين الجميع، واليوم تسجل جمعية سند الشبابية التي انبثقت في البداية باسم حركة «سند للشباب الأردني» إبداعا خاصا بها.
هذا الإبداع يمكن أن يتجدد في أكثر من صورة، والمسألة ليست التسابق في فعاليات خالية المعنى والمضمون، أو تحقيق أعلى مستوى من الرعاية، بل في تجديد صيغ العمل الشبابي بما يحولها إلى قوى منتجة وفاعلة في المجتمع، وبما يتيح لها الـتأثير بشكل أكبر في المجتمع لتحقق الخير بين الناس، وفي ذلك تأكيد على النص القرآني «فاستبقوا الخيرات».
«سند» كحركة وجمعية ولدت في رحم الربيع العربي، وشارك شبابها في كل الفعاليات الوطنية والمناسبات السياسية، وكانوا حاضرين مثل غيرهم من الشباب، لهم صيغهم التشاركية ولهم فعالياتهم الفكرية وقد استضافوا مناظرة فكرية جمعت آراء مختلفة وكنت حاضرا في إحدى حوارياتهم مع الدكتور ارحيل غرايبة في نادي أبناء الثورة العربية الكبرى، وقد أبدى الشباب تفاعلا ايجابياً في النقاش السياسي والوعي.
المهم أن هذا النوع من الحراكات الشبابية حين يؤطر ضمن القانون يصبح فاعلاً بشكل أكثر مؤسسية ويصبح العمل من أجل الخير والتنمية والديمقراطية والإصلاح خالٍ من البحث عن البطولات، ويصبح الشاب فيه أكثر نكرناً للذات ويبتعد عن الدوران حولها.
اختارت جمعية سند موقعا ظل محل جدل في الاختيار من قبل الحراكات السياسية المطالبة بالإصلاح نظرا لحيويته وحساسيته، لكنها في مناسبة الإفطار الجماعي لمجموعة من شرطة السير تقول للجميع أن الأمكنة يمكن أن تكون جميلة في السياسة والتضامن والانتماء للوطن والدولة.
أخيراً، ما كان ضير الآخرين لو بادروا أيضا للمشاركة أو التفاعل مع هذا الحدث؟ فبما أن الإفطار مقدم من حركة سند لماذا لا يكون العصير برعاية جماعة الإخوان المسلمين، أو القطايف ممولة من المستشفى الإسلامي؟؟، ومع ذلك ثمَّة من بادر لدعم جمعية سند ومبادرتها من شركات وبنوك وطنية فلهم الشكر والتقدير.