يبدو أن المواطنين العرب وقعوا في فخ المغريات الأجنبية , حتى أصبحت أحوالهم حال دجاج الصيف : الذي يأكل اليوم ليكبر وغدا يذبح للضيف , فسرعة التطورات التكنولوجية والصناعية جعلت منهم استهلاكيين لدرجة الجنون حتى أصبحوا مهووسين بألوان السلع الباهرة وأشكالها الساحرة، هذا عدا دخولهم وخروجهم من المولات والمتاجر الكبيرة مثلما هي جيوش النمل ولكن على العكس تماما هذه تعمل وتلك تستهلك، فالسؤال: إلى متى هذا الهوس ؟ وكيف السبيل للخلاص منه؟

فإذا نظرنا إلى كثير من الدول الصناعية المتقدمة كدولة الصين العظمى على سبيل المثال تجد صناعاتها في كل حدب وصوب , وكأنها مرت بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الذين أسسوا الدولة الاسلامية على اقتصاد قوي ومنيع وأخذت منها الدروس والعبر, ونحن للاسف كل يوم نقرأ سيرة المصطفى ولم نأخذ منها شيئاً يخدمنا في حياتنا ولو بقليل , فالصحابي الجليل ابوهريرة ذكر لنا ان المهاجرين انشغلوا بالتصافق (التبايع) والانصارانشغلوا بالزراعة حتى باتت دولتهم ذات قوة اقتصادية لتكون لهم الشوكة , ونحن في أيامنا للأسف ما زلنا نرجو أضغاث أحلام , كراسي مدورة وطاولات مكورة .حتى آل المآل كذلك بابنائنا خريجي المعاهد والجامعات أن تطول آمالهم لسنوات بانتظار الوظائف الحكومية بالرغم من كمال قواهم الجسدية والعقلية .فلم تنشغل عقولهم بما يحقق لهم الخير ويسموا بهم للدرجات العلى.

الذي أسمو إليه ألا نكون الدرجات التي ترقى بها تلك الأمم أو الجسور تسير عليها لتصل إلى الطرف الآخر ,فأغلب دولنا العربية غرقت وأغرقت مواطنيها بالديون والضرائب الأجنبية التي فاقت قواهم مما أثقلت عاتقهم .ولا زلنا نسمع عبارات تبكينا وتضحكنا في الوقت نفسه وتدل على التخلف عن الركب كعبارة "ادفع ما في الجيب يأتيك ما في الغيب".

والذي أراه أن هذا لا يتوافق مع مصالحنا , فاليوم نتنعم بالقروض والمنح - التي ما كانت في يوم من الأيام لسواد عيوننا بل لنبقى تحت رحمة تلك الدول العظمى - وغدا ما الذي سنفعله؟