في يوم 19 أيار 1948 ؛ كان اللواء لاش قائد الفرقة الأولى يراقب هجوم قوة الواجب لكنه جرح وهو يصدر أمره إلى المقدم محمد المعايطه ؛ وأمر وكيل القائد بيوكانن أن يتولى قيادة قوة الواجب. لكنه جرح ؛ فأمر لاش الرئيس صادق الشرع بقيادة القوه. وبادر صادق الشرع بإرسال فئة مدرعات إلى بيت النشاشيبي لمشاغلة جبل سكوبس ؛ وفئه لمواجهة مياشيرم وسعد وسعيد ؛ وفئه ثالثه في العمق لمواجهة قلعة الشيخ جراح ؛ مع إحتياط من سرية المشاة التاسعه ؛ وسرية الأمن الثانيه في تلة شعفاط. وفي الساعه 2100 قامت سرية الأمن الثانيه بقيادة الرئيس محمد خلف العمري بالهجوم على على قلعة الشرطه وبعد قتال عنيف وخسائر فادحه في الطرفين فازت قوة الواجب بتحقيق المرحله الأولى من واجبها.

خلال ليلة 20/21 قامت سريتان من لواء البالماخ بهجوم معاكس على قلعة الشرطه. ؛ وعندما وصل العدو إلى الأسلاك الشائكه فتحت سرية الأمن الثانيه النار عليهم بمساندة مدفعية 25 رطل فهرب العدو بعد أن تكبد خسائر فادحه . وهربوا وهم يحملون قتلاهم وجرحاهم.

في يوم 21 أيار إلتحق الملازم محمد نجيب بركات من بطارية مدفعية الميدان بقوة صادق الشرع . وعند وصوله إلى عبارة الشيخ جراح أصيبت مدرعته بصاروخ واستشهد ؛ وسائقه ومامر لاسلكي المدرعه. وكان الملازم زعل رحييل يراقب الموقف ؛ وتقدم محاولا سحب مدرعة محمد نجيب ؛ ولكنه أصيب أيضا وتمكن من الإنسحاب بمساعدة سائقه. وعند العصر إنضمت سرية المشاة الثالثة عشر إلى قوة الواجب وتمركزت في عمارة النشاشيبي.

في يوم 22 أيار إستلم اللواء العراقي منطقة نابلس ؛ وتحرك لواء المشاة الأول إلى القدس الشريف .

في الساعة 0350 من فجر يوم 22 أيار 1948 ؛ تقدمت كتيبة المشاة الثالثه عبر المنخفض الحاد من تلة شعفاط إلى الشيخ جراح تحت نار شديدة من قوات العدو. وسارعت السرية الرابعه بقيادة الملازم غازي الحربي بهجوم خاطف عبر حي المصراره. وواصلت هجومها نحو عمارة نسيبه وجمعية الشبان المسيحيه ؛ وطهر غازي الحربي المنطقة من قوات العدو بهجمات صاعقة حتى وصلت سريته إلى أسوار القس القديمه.

وتقدمت السرية الثالثه بقيادة الملازم عيد أديلم واحتلت البيوت المقابلة للقنصلية البريطانية ؛ واستدارت لليمين وهاجمت عمارة النوتردام. وعندما اقتربت من الجدار الشمالي إستشهد الملازم عيد أديلم ؛ وبعد قتال يدا بيد صدر الأمر للسرية بالإنسحاب.

وفي يوم 23 أيار ذهب الكولونيل دزموند جولدي قائد لواء المشاة الأول لزيارة كتيبة المشاة الثالثة في مواقعها في القدس الجديده. وكان في مدرعة كشافه ومعه ركن الإداره الملازم معن أبو نوار في برج المدرعه خلف رشاش برن. وعندما وصلت المدرعه إلى المنعطف المزدوج بعد عمارة النشاشيبي ؛ أطلق العدو النار عليها بالرشاشات من اليمين. وكتب معن: " كانت أصوات الصليات مثيرة لشتى الأحاسيس. شعرت أن نبضات قلبي تتسارع ؛ وجف فمي ولساني ؛ وكانت أول مرة في حياتي تطلق النار الغاضبة علي. بالرعم من أنني دربت غالبية ضباط الجيش العربي على تطعيم المعركه عندما كنت مدربا للأسلحه في العبدلي. وصاح جولدي وهو يضحك: " هل أنت على ما يرام يا معن ؟." ولم أجبه خوفا من أن يلاحظ جفاف في. وعندما وصلت المدرعه إلى عبارة الشيخ جراح مر صاروخ فوق برجها ؛ وبحالة عفويه حولت البرج باتجاه الصاروخ وأطلقت النار بكثافة حتى أنحمت المدرعه بعمارات المصراره وسعد وسعيد من نار العدو. والعجيب أنني لم أصب بمثل تلك الحالة النفسية حتى اليوم.