مؤامرة أمريكا لإنقاذ 'الإخوان' لتقويض جيش مصر .. وتقود حملة لإطلاق سراح'مرسى'
05-08-2013 06:10 AM
عمون - عن العهد - كشف المركز العربى للدراسات والتوثيق المعلوماتى بالجزائر فى تقرير له حول التدخل الأمريكى فى مصر وتصعيد جماعة الإخوان المسلمين، عن أن الحصاد المر الذى تجنيه مصر جراء تصاعد مستوى التدخل الأمريكى فى الشؤون المصرية، كان ولا يزال وبالا على الشعب المصرى، ويعتبر المحور الرئيسى الذى تدور حوله هذه التدخلات ومعها التدخل الأوروبى، هو ممارسة مزيد من الضغوط على السلطة من أجل المزيد من التراخى فى التعاطى مع الفوضى التى تمارسها حركة الإخوان المسلمين ومعها حلفائها كى تصل إلى مستوى الفلتان، بحيث تستحيل السيطرة عليها بعد ذلك.
وأوضح التقرير الصادر اليوم السبت 3 أغسطس أن سيناريو التدخل الأمريكى يتكرر ويتصاعد من خلال تصريحات تنهمر يوميا ومن قبل عدة مواقع، كالرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيرى ووزير الدفاع تشاك هيجل ومستشارة الأمن القومى سوزان رايز، فى الإطار السياسى الصريح الذى تتم فى سياقه هذه التصريحات تتبدى بوضوح رسالة ذات معنى واحد، وإن اختلفت مضامينها مزيدا من الضغط ومزيد من الإكراه والإملاء.
وأوضح التقرير أن التدخل الأمريكى المباشر أخذ بعدا خطيرا فى الآونة الأخيرة تمثل فى قرار الإدارة الأمريكية إيفاد ويليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الأمريكى وللمرة الثانية إلى القاهرة لإجراء اتصالات مع السلطة ومع قيادات الإخوان المسلمين، إلى جانب قرار أوباما شخصيا إيفاد عضوى مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسى جراهام إلى القاهرة فى نطاق حملة الضغوط على القاهرة بدعوة إبداء درجة عالية من المرونة والحوار مع قيادات الإخوان المسلمين وحتى مع الرئيس المعزول محمد مرسى عن طريق إطلاق سراحه والسماح له بالعودة إلى المسرح السياسى.
وبيّن التقرير أن القرار الأكثر خطورة ودلالة هو تعيين روبرت ستيفان فورد سفيرا جديدا للولايات المتحدة فى مصر بدلا من السفيرة آن باترسون، نظرا لما للسفير الجديد من باع طويلة فى إثارة الصراعات والحروب الأهلية فى العراق وفى سوريا والعديد من الدول.
وأضاف التقرير: 'لم يكن اختيار روبرت فورد ليشغل منصب السفير الأمريكى فى القاهرة عفويا أو اعتباطيا وإنّما مدروسا وممنهجا، من خلال العودة إلى الأدوار التى قام بها الرجل فى عدّة دول عربية، مثل الجزائر والبحرين ومصر والعراق وكذلك تركيا، حيث يوصف بأنّه مهندس إثارة الصراعات والتوترات بين مكونات المجتمع وبين الدول، ففى الجزائر مارس أنشطة وقام بأعمال تخرج عن قواعد العلاقات الدبلوماسية بل واللياقة من خلال التدخل فى كل شىء حتى فى عمل الدراسات وطاف جل مدن الجزائر، و كان له دور خطير فى توليد التوترات بين الأقباط والمسلمين فى مصر وكذلك فعل فى العراق.
وعرض التقرير السيرة الذاتية الكاملة للسفير الأمريكى بالقاهرة الجديد ' روبرت سيتفان فورد' قائلا على لسان الباحث العربى الدكتور على كامل أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة جورج تاون، إن السفير الأمريكى الجديد فى القاهرة رجل الغامض وتسند إليه دائما المهمات الصعبة والخفية، وهذا التوصيف لم يأت من فراغ وإنّما يتأسس على جملة من الخلفيات والمهمات التى أسندت إليه من قبل، فى تركيا ثمّ البحرين ومصر ثمّ الجزائر ثمّ العراق وعودة أخرى إلى الجزائر بدرجة سفير ثم دمشق.
روبرت فورد حسب سيرة حياته هو من مواليد مدينة ماريلاند وحائز على شهادة الماجستير فى الاستشراق من جامعة هوبكنس فى عام 1983 وهو متزوج بـ (أليسون باركلي) التى تعمل هى الأخرى بوزارة الخارجية الأمريكية , ويجيد ستيفان عدّة لغات فى مقدمتها، اللغة العربية والتركية بالإضافة إلى الألمانية والفرنسية.
سبق لـ' فورد' أن عمل ضابطا فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ' cia' قبل أن ينتدب فى الخارجية ليعمل فى السلك الدبلوماسى الخارجى، وقد عمل فى سلك آسيا وتخصص فى الشؤون الإسلامية وخاصة دولا مثل السعودية وتركيا وإيران ومصر، وانتدب للعمل فى وزارة الخارجية فى عام 1985 بعد ذلك عمل قنصلا فى مدينة أزمير التركية ثمّ رئيس البعثة الدبلوماسية فى البحرين ثم مصر كملحق إعلامى ما بين عام 1988-1992 حيث أبدى عناية خاصة بنشاط الجماعات الإسلامية فى مصر الممارسة للعنف وكذلك الجماعات الإسلامية السياسية مثل الإخوان المسلمين.
ورصد التقرير الصادر عن مركز بحوث جزائرى أن فورد فى عام 1996 أو ما يقرب من هذا التاريخ عيّن فى السفارة الأمريكية بالجزائر كمسؤول عن الشؤون الثقافية، تزامن هذا التعيين ووصوله إلى الجزائر مع تطورات داخلية خطيرة كانت تشهدها الساحة الجزائرية جراء موجة العنف والإرهاب التى كانت تتلاطم أمواجها فى كلّ أنحاء الجزائر، وكانت تقاريره عن الوضع الجزائرى تضخ إلى الخارجية الأمريكية لتحال بعد ذلك إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التى كانت تتابع هذا الوضع باهتمام زائد.
ولفت التقرير الذى حصلت عليه 'اليوم السابع ' أن (فورد) حظى بتقدير عال من جانب وزيرا الخارجية السابقين (كريستوفر ومادلين أولبرايت) إلى جانب تقدير المسؤولين عنه فى وكالة الاستخبارات المركزية , بعد انتهاء مهمته فى الجزائر عام 2000 وبعد تولى الإدارة الجمهورية برئاسة (جورج ووكر بوش) مقاليد الأمور فى البيت الأبيض، عاد إلى عمله فى وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية، حيث تزامنت عودته مع بدء التحضيرات والاستعدادات لاتخاذ إجراء عسكرى ضدّ العراق لمجرّد تشكيل الإدارة الجديدة والشروع فى وضع الخطط والتقديرات لاجتياح العراق حتى قبل هجمات سبتمبر 2001.
وكشف التقرير عن أن فورد تركز عمله فى الوكالة على عدّة جوانب تتعلّق بالعراق من أهمها إعداد تقارير تقديرات موقف حول القوى الإقليمية من استخدام خيار القوة العسكرية لإسقاط النظام فى العراق لذريعة تطويره لأسلحة الدمار الشامل ونسج علاقات مع تنظيم القاعدة وهذه الدول هى إيران والأردن وتركيا وباكستان بالإضافة إلى دول الخليج ومصر.
كما تم تعيينه ضابط اتصال مع قيادات قوى المعارضة العراقية ومن بينهم إياد علاوى وقادة آخرين مثل أحمد الجلبى ووفيق السامرائى وعبد العزيز الحكيم وإبراهيم الجعفرى ونورى المالكى وكذلك قيادات كردية تمثّل مسعود البرزانى وجلال الطالبانى وبالذات هوشيبارزيبارى، وبعد احتلال العراق فى أبريل 2003 وتعيين (بول بريمر) حاكما على العراق وافتتاح سفارة أمريكية فى بغداد أعيد (فورد) إلى الخارجية استعدادا لنقله إلى بغداد ليتولى منصب سكرتير أول فى السفارة، كان ذلك بداية عام 2004.
وبيّن التقرير أن التدخل الأمريكى فى مصر لا يهدف إلى بناء نظام ديمقراطى كما تزعم واشنطن وإنما لإنقاذ حركة الإخوان المسلمين وانتشالها من سقوطها نظرا لاقتناع الإدارة الأمريكية بأن دور الإخوان هو تدمير الدولة المصرية وتقويض الجيش المصرى وهو دور يمارسه الإخوان فى سوريا وفى ليبيا وفى تونس، ومثل هذا الهدف يحقق مصالح إستراتيجية عليا للولايات المتحدة ولإسرائيل إعمالا لنظرية الرئيس الأمريكى باراك أوباما القائلة:' أمن الولايات المتحدة وأمن إسرائيل أمن واحد لا يتجزأ ولا ينفصل أحدهما عن الآخر'.
وذكر التقرير أن الجزء الأكبر من تداعيات التدخل الأمريكى فى مصر، يأتى استجابة لدعوة واستدعاء من قيادات الإخوان المسلمين الذين أقاموا شبكات وقنوات اتصال مع الإدارة الأمريكية الحالية وعلى مدى سنوات حتى فى عهد جورج بوش الابن، كما أن هذا الاستدعاء انطلق أيضا من خارج مصر من قبل حركة الإخوان فى تركيا وتونس وليبيا وقطر والحركات المنتشرة فى أوروبا، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل وصل إلى أن مواقف شخصيات تصنف بالليبرالية داخل السلطة الجديدة تسهل مهمة التدخل الخارجى فى مصر تحت ذريعة الانفتاح على الخارج والإصغاء إلى صوت الأصدقاء الأمريكان والأوروبيين حتى ولو كان ذلك على حساب انتهاك سيادة الدولة المصرية.
وقال التقرير: 'ليس صدفة أن يتزامن التدخل الأمريكى الغربى فى مصر مع مستند سرى إسرائيلى أعدته وحدة الأبحاث فى شعبة الاستخبارات العسكرية التى يقودها العميد ' إيتى بارون' تحت عنوان مصر نحو نفق مخيف ومرعب، يكشف خلاله وفقا لمصادر إسرائيلية فى القاهرة أن حركة الإخوان المسلمين شكلت ميليشيات الموت فى العديد من المحافظات وأن ما تقوم به الآن فى القاهرة وسيناء هو مجرد بداية متواضعة'.