لا احد يستطيع ان ينكر ان الوضع البيئي في الاردن يزداد سوءا كل يوم.. فالهواء الذي نتنفسه بدلا من ان يحتوي على الاوكسجين فإنه مشبع باكاسيد الكربون والكبريت والمعادن الثقيلة كالرصاص وغيرها، الناجمة عن احتراق مشتقات نفطية غير نظيفة كالديزل المحلي، كما ان الهواء مشبع بالرمال والغبار والبكتيريا والفطريات الصاعدة من ورشات انشائية متعددة ومنتشرة في الاحياء السكنية.
فها هي شركات الاسكان لا تراعي ادنى شروط المحافظة على البيئة والسلامة العامة ابتداء من الحفريات العشوائية المؤدية الى تصاعد الاتربة والرمال والغبار بين البيوت ,واستخدام الكمبريسرات المتهالكة التي تعمل على الديزل والتي تضخ الاف الاطنان من الدخان الاسود الذي يدخل الى بيوت الناس لتصيب قلوبهم بالجلطات وتسبب السرطان لاجهزتهم التنفسية، هذا ناهيك عن المخالفات الاخرى مثل تنظيف الحجر بالقذف الرملي الممنوع الذي يشكل خطرا حقيقيا على الرئتين ويسبب اختناقا عند الاطفال...
اما عن النظافة العامة فحدث ولا حرج , فنحن نرى بام اعيننا حاويات القمامة الممتلئة واكوام الزبالة من حولها والتقصير الكبير في تنظيف الشوارع من قبل عمال النظافة واقتصار هذة العملية على الاحياء الراقية في العاصمة والمدن الاخرى مما يعد تمييزا طبقيا يقسم المدن الى احياء غنية وفقيرة...
كما يجب ألا ننسى انحسار المساحات الخضراء داخل المدن وحلول الغابات الاسمنتية مكانها وكأني بالشعب الاردني لا يستحق قليلا من الحدائق والاشجار وبعض البرك والنوافير كما نرى في كل مدن العالم المتخلف والمتحضر، وذلك لتلطيف كل هذه الاجواء الملوثة.
ان كل ما ذكرت يحصل في بلد يعج بجمعيات الحفاظ على البيئة وحماية البيئة ومكافحة التلوث بالاضافة الى وزارة للبيئة والتي تحاول جاهدة التصدي لهذا التلوث دون جدوى...
اعتقد ان الوقت قد حان لان تتضافر كل الحهود الرسمية والشعبية لمكافحة اخطار تلوث البيئة الذي بدأ يشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين وسلامتهم بحيث تشارك كل هذة الاطراف مثل مصفاة البترول ومديرية ترخيص المركبات ودائرة السير ووزارة الصحة والزراعة وامانة عمان والبلديات في المدن في مشروع وطني متكامل وتراقبة لجنة البيئة والصحة في مجلس النواب التي ابدت مشكورة اهتماما كبيرا لهذا الموضوع وتقوم بكل ما بوسعها لمكافحة هذا الخطر المحدق , حتى يتمكن الانسان الاردني الغالي من تنفس هواء نقي وتناول غذاء سليم وشرب ماء غير ملوث وحتى يستطيع ان ينام دون سماع دوي انفجارات الالعاب النارية واطلاق الرصاص الحي في الافراح ....كما انني اقدر الدور العظيم الذي تقوم بة هيئة المواصفات والمقاييس في هذا الصدد.
عندها فقط نستطيع ان نتفاخر باعلى صوتنا بان الاردن بلد الامن والامان، هو حقا اجمل وانظف بلد عربي!!