الاستشراق بين منحيين : النقد الجذري او الادانة
29-07-2013 05:43 PM
عمون - يناقش كتاب (الاستشراق بين منحيين : النقد الجذري أو الادانة) لمؤلفه الكاتب السعودي الدكتور علي ابراهيم النملة , مسألة التعاطي العربي الاسلامي مع اراء المستشرقين من المفكرين والباحثين الاجانب وهم يدرسون عادات وتقاليد وموروث الحضارة العربية الاسلامية .
ويبين الكتاب الصادر حديثا عن سلسلة كتاب المجلة العربية الصادرة في الرياض ان حركة الاستشراق فريدة من نوعها في تاريخ الفكر العالمي القديم والمعاصر خاصة عندما تقوم جماعة من الادباء والمفكرين والعلماء الاجانب بالتعاطي مع علوم واداب واخلاق ومعتقدات وثقافة وفنون وهوية المجتمع الاسلامي بالبحث والدراسة والتحقيق والقراءة النقدية والحفظ والترجمة.
ويشير الكتاب الى تلك التساؤلات حول دوافع هذه الفئة من العلماء الاجانب واهدافها التي يرى فيها البعض من العرب والمسلمين ان غايتهم تاجيج الخلافات والصراعات في حين يرى اخرون انها حركة تهدف الى بناء الجسور العلمية والثقافية والحضارية بين الشرق والغرب على غرار ما قام به المسلمون في عصر ازدهار الحضارة الاسلامية في القرون الاولى من ظهور الاسلام .
ويطرح الكتاب مدعما بالاسماء والاسانيد مواقف علماء الاسلام والمفكرين حول نقد الاستشراق من حيث اسهاماته في خدمة التراث العربي الاسلامي واداب المسلمين وسياساتهم ومجتمعاتهم وفنونهم وهو التفاوت الذي ادى الى الخروج برؤية اقرب الى الموضوعية من حيث النقد الجذري للاستشراق بدلا من الاستمرار في الادانة .
توزعت موضوعات الكتاب على فصلين رئيسين هما : البحث في المواقف، والاستشراق الالماني بالاضافة الى مدخل تناول فيه الكاتب الهواجس التي احاطت ببعض المفكرين العرب من طغيان العامل السياسي على القراءة العلمية لاثار المستشرقين واجتهاداتهم ، مبينا ان فئة من المفكرين العرب عملت على توظيف هاجس المؤامرة بقدر من التهويل غير الواقعي بالضرورة واعطاء الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا هالة جامحة من القدرات في الفكر التامري والتاثير على المنجز العربي الاسلامي والمسلمين .
يؤشر الكتاب الى العديد من المواقف الايجابية لاسهامات المستشرقين الاجانب في حفظ وحماية الموروث العربي الاسلامي على غرار جهود المستشرق الالماني هيلموت ريتر الذي انشأ مكتبة في تركيا تضم امهات الكتب والمخطوطات والنشرات التي تعنى بالمجتمع الاسلامي وحراكه اليومي على اكثر من صعيد وفي اكثر من بيئة انسانية وصلها المسلمون .
ويدعو المؤلف الى ان يتولى العرب والمسلمون العناية بتراثهم ومجتمعهم وثقافتهم بالدراسة والنقد والتحليل والترجمة بعمق ومنهجية لاخذ زمام المبادرة وتولي مسؤولية النهوض بمعارفهم وهوية حضارتهم وان لا يعتمدوا كل الاعتماد على الاخر الغربي بشكل خاص في انتاج هذه المعرفة التي تكفل فهم ماضيهم واستيعاب حاضرهم وبناء مستقبلهم .
( بترا )