توسعت قاعدة الشكوى والتذمر وضيق ذات اليد بين شرائح مختلفة من المواطنين بشكل ملحوظ، وأكثر بكثير من ذي قبل، وبات الحديث عن قساوة الحكومة وقدرتها الغريبة على مضاعفة هموم وتعب المواطن حديثا يوميا في السهرات الرمضانية حيث تكثر الملتقيات الأسرية والعائلية.
في شهر رمضان الحالي رصدتُ انضمام شرائح إضافية من المواطنين إلى شريحة المواطنين الناقدين لسياسة الحكومة الاقتصادية على وجه التحديد، وانضمام أفواه جديدة كانت تتحفظ على النطق بكلام مسيء عن الحكومة أو ناقد لها في أوقات سابقة، بيد أنها حاليا تشارك وبحماسة في نقد سياسات الحكومة الاقتصادية، وبخاصة تلك السياسات المتعلقة برفع أسعار مواد أساسية على المواطنين.
توسع شريحة الناقدين والشاكين من ارتفاع الأسعار المتواصل، يعني بالضرورة توسع قاعدة الناقمين على الحكومة وغير الراغبين بوجودها.
قال لي صديق في إحدى الجلسات الرمضانية إن الحكومة اعتادت على مد يدها إلى جيوب مواطنيها، وإنها لم تجد وسيلة أسهل من ذلك، فآثرت أن تفعل ذلك بشكل متواصل دون أن تفكر في عواقب ما سيحصل لاحقا، لأنها باتت على يقين أن شيئا لن يحصل، وسيتوقف الأمر على حملة في "الفيس بوك" أو "تويتر" ثم يعود كل شخص لحيه دون أن تعود الحكومة عما أقدمت عليه من زيادة أسعار أو سن ضرائب جديدة.
كلام صديقي في السهرة الرمضانية يردده آخرون في سهرات أخرى، وتسمعه إن استقللت باص مؤسسة، أو جمعك طابور مع أشخاص في سوق معين لشراء حاجيات، أو وقفت في صف لدفع فاتورة كهرباء أو ماء أو إنترنت، أو عند ذهابك لدائرة المسقفات للاحتجاج على قيمة التخمين المرتفع جدا الذي وضعته عليك دائرة الأراضي والمساحة، أو عند وجودك في محطة وقود وأنت تنتظر دورك لتعبئة خزان البنزين أوكتان 90 قبل أن يرتفع سعره بداية الشهر المقبل، أو عند دخولك لمحل للخضار والفواكه والاحتجاج أمام البائع بان أسعار الخضراوات مرتفعة فيكون الجواب أن الحكومة هي السبب.
الحكومة في كل مكان؛ في المطعم تظهر لك من خلال زيادات متلاحقة على الضريبة، وفي الكهرباء من خلال رفع أسعار مقبل، وفي الماء وقد بشر وزير مياهنا بأن أسعار الماء سترتفع، وفي الاتصالات من خلال زيادة الضريبة عليها، وفي المأكل والمشرب والملبس وفي المدارس والجامعات حيث رسوم تتضاعف وأقساط مدرسية ترتفع دون حسيب أو رقيب، وحجة أولئك دوما أن التكلفة ارتفعت بشكل كبير بعد أن رفعت الحكومة الأسعار، الحكومة تحاصرك في كل مكان.
بالمقابل الحكومة لا تريد أن تدفع قرشا أحمر، فحال مدارسنا لا يسر، وامتحان التوجيهي أصبح مضربا للمثل في الفشل في إدارة الامتحان من خلال كثرة التسريب والتردد في الاعتراف، لدرجة أن ذلك أصبح مجالا للتنكيت عند الناس.
أيتها الحكومة عرفنا وظيفتنا، فنحن معشر الشعب كنا وما نزال وسنبقى في خدمتك، هل تريدين أيتها الحكومة منا قولا أبلغ من ذاك القول.
jihad.mansi@alghad.jo
الغد