أيام فاتت .. ونظمي السعيد !
عودة عودة
28-07-2013 02:38 AM
في الذكرى الثالثة والأربعين لولادة الغالية "الرأي" الذي نحتفل به كل عام ، تُذكرنا الأسماء و الأمكنة والديار وغيرها بالأحباب والأصدقاء، وتدفعنا للحديث عن شهامتهم وفروسيتهم ونُبلهم اللا متناهي.
أثناء قدومي من منزلي بالأشرفية إلى "الرأي"، تُصافح عيناي على يساري بوابة نظمي السعيد احدى بوابات المدينة الرياضية بشارع الشهيد، وهذا يعني: أن في هذا المكان كان جندياً باسلاً مضى وله محبون ومعجبون وأصدقاء. وأبو السعيد الذي أفخر انني من تلاميذه ومريديه كان أستاذاً للجميع عندما كان مربياً فاضلاً في كلية الحسين بوزارة التربية والتعليم ومهنياً فذاً في جريدة الرأي .
قبل أيام قليله كنت في الغالية (الرأي) وتحدثت والزملاء عن روعة هذا الرجل وشهامته وكرمه ونبله وتفانيه في العمل. وأهم ما يميز الصحفي أبو السعيد اصراره على القيادة الجماعية للدائرة الرياضية فالعناوين يضعها الجميع ولا تجد أية فروق بين المحرر في الجريدة والمندوب في الميدان ومادة المندوب وعنوانها مقدسان.. وسألني في أحد الأيام: من يصنع التاريخ، القائد أو الشعب فيجيب نفسه: الشعب والقائد معاً؟!. ومن ذكرياتي عن الأستاذ المرحوم نظمي السعيد كثيرة ولا يمكن ان تمحوها الأيام والسنون.
في العام الستين من القرن الماضي كنت واحداً من طلابه في كلية الحسين كمدرس للتربية الرياضية قد عقدنا العزم في الصف الخامس الثانوي المشاركة في تظاهرة لنصرة الجزائر التي كانت تكافح للوصول الى الاستقلال عن فرنسا، وعندما دخل الصف قال: إلى الساحة.. فأجابه معظمنا: اليوم ستنطلق مظاهرة في عمان لمناصرة الجزائر ولا بد أن نكون في مقدمتها فأجاب دون تعثر: الجزائر بحاجة إلى مساندة أخرى غير المظاهرات واخرج من محفظته كما اذكر خمسة دنانير ووضعها على الطاولة ثم انهالت القروش والتعاريف والشلنات على طاولة الصف جمعها أحدنا ليضعها في صندوق التبرعات لجهاد الجزائر بالكلية وذهب الصف كله الى ساحة الملعب لنلعب كرة اليد التي جاء بها المرحوم وطيب الذكر نظمي السعيد إلى الأردن بعد دراسته في كلية سرس الليان بمصر.
وفي العام 94 من القرن الماضي، كانت هيئة تحرير جريدة الرأي مجتمعة برئاسة عميدها المرحوم الأستاذ محمود الكايد "ابو عزمي"، وفي الاجتماع: المديرون والرؤساء للمديريات والأقسام للمحليات والتربية الرياضية والثقافة والاقتصاد والعربي والدولي، وكما نُقل لي: أن هيئة التحرير كانت حائرة فيمن ترسله من الزملاء الى بيروت لتغطية وقائع المؤتمر القومي العربي وقد فك نظمي السعيد حيرة القوم فاقترح اسمي مع الاشادة، فرحب أبو عزمي والجميع باقتراحه.
وفي العام 96 من القرن الماضي، اختارت لجنة البعثات بوزارة التربية والتعليم ابنتي الحاصلة على معدل 93% في الفرع العلمي لتدرس الطب البيطري في جامعة الموصل بالعراق مع أن مثل معدلها قد ادرج اسمه لدراسة الطب البشري وقد رآني أبو السعيد شارد الذهن متألماً، واذكر أنه اتصل بشوكت يدج مدير البعثات وقال له: اعدلوا بين الناس.. ، وفعلاً ذهبت اليه وكان في معهد معلمي عمان بجبل الحسين في جامعة البلقاء الآن..، فغيّر بحبر الطمس كلمتي الطب البيطري إلى الطب البشري ؟! أستاذي العظيم أبو السعيد.. لم ولن ننساك، وسلامٌ عليك في عيد الرأي وفي كل عيد..
Odeha_odeha@yahoo.com