عمون - قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم السبت إن على قادة مصر العمل الآن على إبعاد بلدهم "عن حافة الهاوية" مشيرا الى أن مصر تمر "بلحظة فارقة" بعد مقتل العشرات من المتظاهرين فجر السبت.

وأضاف كيري انه تحدث الى مسؤولين على مستوى عال بالحكومة المؤقتة في مصر وهما نائب الرئيس محمد البرادعي ووزير الخارجية نبيل فهمي للتعبير عن "القلق البالغ من اراقة الدماء والعنف في القاهرة والاسكندرية على مدى الساعات الأربع والعشرين الماضية والذي أودى بحياة عشرات المتظاهرين المصريين وإصابة أكثر من ألف شخص."

وقال كيري في بيان مكتوب "هذه لحظة فارقة لمصر. الولايات المتحدة ... تدعو كل القادة من مختلف الأطياف السياسية في مصر للعمل فورا من أجل مساعدة بلدهم على التراجع خطوة الى الوراء بعيدا عن حافة الهاوية."

ودعا كيري ايضا قوات الأمن المصرية لاحترام حق المصريين في الاحتجاج السلمي قائلا ان هذا "التزام أخلاقي وقانوني."

وأضاف قائلا "في هذه المرحلة الحاسمة من الضروري أن تحترم قوات الأمن والحكومة المؤقتة حق الاحتجاج السلمي بما في ذلك المظاهرات والاعتصامات ... إنها لحظة فارقة لمصر."

وحث كيري على إيجاد عملية سياسية لا تقصي أحدا وتضم ممثلين عن كل الأحزاب السياسية تفضي بأسرع وقت ممكن الى حكومة منتخبة بشكل حر ونزيه تكون ملتزمة بالتعددية والتسامح."

وكرر كيري دعوته لانهاء عمليات الاحتجاز لأسباب سياسية في مصر والافراج عن القادة السياسيين وفقا للقانون.

* هاجل :

وعبر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل عن قلقه العميق ازاء العنف في مصر ودعا في اتصال هاتفي السبت مع وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي إلى التحلي بضبط النفس بعد مقتل عشرات المحتجين في وقت سابق اليوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جورج ليتل في بيان "تعتقد الولايات المتحدة ان الفترة الانتقالية الحالية يجب ان تتسم بالشمولية وان على السلطات المصرية ان تتجنب الاعتقالات والاحتجازات ذات الدوافع السياسية وان تتخذ خطوات لمنع المزيد من اراقة الدماء وفقدان الارواح."

* كي مون :

و أدان الامين العام للامم المتحدة بان جي مون السبت العنف بعد احتجاجات في مصر وحث قوات الامن على احترام حرية التعبير والتجمع وحث المحتجين على التظاهر بطريقة سلمية.

وقال المكتب الصحفي لبان في بيان "يدعو الامين العام مرة اخرى السلطات المؤقتة للاضطلاع بمسؤوليتها كاملة وضمان حرية جميع المصريين."

وقال شهود ان قوات الامن المصرية قتلت بالرصاص عشرات المؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي بعد ايام من دعوة قائد الجيش الى تفويض شعبي للقضاء على "العنف والارهاب".

وقتل أكثر من 200 شخص في اعمال العنف منذ ان عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه الذي استمر عاما. وينفي الجيش الاتهامات بأنه قام بانقلاب قائلا انه تدخل لمنع الفوضى.

ومرسي محتجز في مكان غير معلوم منذ عزله ووجهت له اتهامات تشمل القتل. وقال وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم ان مرسي سينقل على الارجح الى نفس السجن بالقاهرة الذي يحتجز فيه الان الرئيس الاسبق حسني مبارك.

وقال المكتب الصحفي لبان "الامين العام يقول مجددا انه يجب الافراج فورا عن السيد محمد مرسي وقادة الاخوان المسلمين المحتجزين حاليا أو مراجعة اوضاعهم بشفافية كاملة."

ووجه بان نداء "الى كل شعب مصر لحل خلافاته عبر الحوار وجدد دعوته لكافة الاطراف بالدخول في عملية مصالحة جدية وشاملة."


* الاخوان :

وقال المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين أحمد عارف السبت ان الارقام الرسمية للاخوان تشير إلى ان 127 شخصا قتلوا في اعمال عنف خلال الليل عندما قتلت قوات الامن المصرية العشرات من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي.

وقالت الجماعة التي ينتمي اليها مرسي ان رجالا يرتدون خوذات وملابس الشرطة السوداء اطلقوا النار على متظاهرين تجمعوا قبل الفجر بالقرب من اعتصام دائم لهم عند مسجد رابعة العدوية في ضاحية مدينة نصر بشمال شرق القاهرة.

وعمق الحادث الذي وقع بالقرب من ساحة العرض العسكري الذي اغتال فيه اسلاميون متشددون الرئيس أنور السادات في 1981 الاضطرابات في مصر التي ما زالت تشق طريقها بصعوبة إلى الديمقراطية بعد عامين من الاطاحة بحكم حسني مبارك.

وقال عارف ان نحو 4500 شخص اصيبوا. وأحصى مراسل رويترز 36 جثة في مشرحة بينما قالت وزارة الصحة ان هناك 21 جثة اخرى في مستشفيين قريبين.

واتهم وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم جماعة الاخوان المسلمين بالمبالغة في عدد القتلى لتحقيق اهداف سياسية ونفى ان تكون الشرطة قد استخدمت الرصاص الحي.

وقال ابراهيم ان سكانا يعيشون بالقرب من منطقة رابعة العدوية اشتبكوا مع محتجين في الاعتصام في الساعات الاولى من الصباح بعد ان قطعوا جسر السادس من اكتوبر الحيوي. وأضاف ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع في محاولة لفض الاشتباك.

واعقب عزل مرسي اعمال عنف راح ضحيتها أكثر من 200 شخص وابرزت الانقسامات التي ادت لاستقطاب شديد في أكبر دولة عربية سكانا. وينفي الجيش قيامه بانقلاب عسكري ويقول انه تدخل لمنع وقوع اضطرابات.

وتدفق مئات الآلاف من المصريين إلى الشوارع استجابة للدعوة التي وجهها السيسي يوم الاربعاء للمشاركة في مظاهرات حاشدة يوم الجمعة لدعمه في مواجهة اعمال عنف مستمرة منذ اسابيع.

واعتبرت دعوته تحديا للاخوان المسلمين الذين نظموا مظاهرات يوم الجمعة داعين إلى عودة مرسي المحتجز في مكان مجهول منذ عزله ويواجه سلسلة اتهامات من بينها القتل.

وكالات