عمون - كان يوما مشهودا اخر في مصر، اذ خرج الملايين الى الشوارع رغم الصيام وحرارة الطقس في اجواء من ‘حرب المظاهرات’ اما تفويضا للجيش في ‘عمل اللازم للقضاء على العنف والارهاب’ استجابة لطلب نائب رئيس الوزراء قائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي، او للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي الى الحكم استجابة لدعوة جماعة الاخوان.
وبينما اعتبرت القوى الثورية ان الشعب منح التفويض بالفعل للجيش، اعلن انصار مرسي مواصلة التظاهر غير مبالين بالإجراءات الصارمة التي قد تتخذ قريبا ومتعهدين بعدم الإذعان لطلب الجيش الإنهاء الفوري لاحتجاجاتهم.
ومن المتوقع ان يبدأ الجيش عصر اليوم السبت التحرك ضد ‘الارهاب’ وفق استراتيجية جديدة حسبما اعلن الخميس، وسط مخاوف من تصاعد العنف او اندلاع مواجهات دموية بين الطرفين.
وخيمت الانباء بشأن حبس الرئيس المعزول محمد مرسي على الاجواء المتوترة اصلا، ما ادى لوقوع اشتباكات اودت بقتيلين وعشرات الجرحى في عدة محافظات.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الجمعة إن قاضي تحقيق أمر بحبس الرئيس المعزول محمد مرسي فيما يتصل باتهامات من بينها التخابر وخطف وقتل.
وقالت الوكالة إن لائحة الاتهام الموجهة لمرسي تشمل ‘السعي والتخابر مع حركة حماس للقيام بأعمال عدائية في البلاد والهجوم على المنشآت الشرطية والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها وإشعال النيران عمدا في سجن وادي النطرون وتمكين السجناء من الهرب وهروبه شخصيا من السجن.’
وأضافت أن الاتهامات تضمنت أيضا ‘إتلاف الدفاتر والسجلات الخاصة بالسجون واقتحام أقسام الشرطة وتخريب المباني العامة والأملاك وقتل بعض السجناء والضباط والجنود عمدا مع سبق الإصرار واختطاف بعض الضباط والجنود.’
وتتصل الاتهامات بفراره من سجن وادي النطرون عام 2011 بعد أن ألقي القبض عليه خلال الانتفاضة المناوئة للرئيس الأسبق حسني مبارك. وتوفر تلك الاتهامات أساسا قانونيا لاستمرار التحفظ عليه.
وعلت الهتافات فى محيط قصر الاتحادية بعد إعلان المنصة عقب الإفطار عن تحويل الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سجن طرة حيث يقبع الرئيس المخلوع حسني مبارك، في الاتهامات الموجهة إليه بالتجسس والتخابر.
وفي وقت الافطار امتزجت اجراس الكنائس باصوات الاذان بعد ان اعلنت الكنيسة صيام المسيحيين تضامنا مع المسلمين تكريسا للوحدة الوطنية ضد التطرف والارهاب، في اشارة الى الجماعات المؤيدة للرئيس المعزول.
وبدأ المتظاهرون يعاودون نشاطهم بعد الإفطار وأداء صلاة المغرب بإذاعة السلام الجمهوري الذى أجج المشاعر وألهب حماس المتواجدين امام الاتحادية، وبعدها قام المتظاهرون بإطلاق الألعاب النارية وترديد الأغاني المؤيدة للقوات المسلحة ‘ تسلم الأيادي تسلم يا جيش بلادى ‘ ورفعوا أعلام مصر وصور الفريق السيسى .
وردد المتظاهرون الهتافات المؤيدة للقوات المسلحة والهتافات الرافضة للإرهاب ولجماعة الإخوان المسلمين ، ووجهوا التحية للشرطة ووقوفهم إلى جوار الشعب المصرى .
وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد ‘في نهاية المطاف نعلم أن كل هذه الاتهامات ليست نابعة سوى من وحي خيال قلة من قادة الجيش ودكتاتورية عسكرية… سنواصل احتجاجاتنا في الشوارع.’
وقال القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي مخاطبا المحتشدين في مقر الاحتجاج الرئيسي لمؤيدي مرسي بالعاصمة ‘نحن موجودن هنا حتى النصر على الانقلاب وإما الشهادة.’
وتبدو المواجهة حتمية بعد اشتباكات على مدى شهر قتل خلالها ما يقرب من 200 شخص أغلبهم من مؤيدي مرسي. ويخشى كثيرون في مصر من الأسوأ.
وبث التلفزيون المصري الجمعة صورا للاحتفالات التي تفجرت في الليلة التي أعلن فيها السيسي عزل مرسي. ووصف الراوي هذا اليوم بأنه ‘يوم الاستقلال من الاحتلال الإخواني لمصر’.
ووضع التلفزيون المصري شعارا على الشاشة يقول ‘مصر ضد الإرهاب’.
وقال شهود عيان إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش أسقطت منشورات على اعتصام مؤيدي مرسي تدعوهم فيها إلى الامتناع عن العنف. وتقول جماعة الإخوان المسلمين إن السلطات هي التي تحرض على العنف لتبرر الإجراءات الصارمة التي توشك على اتخاذها.
وأكدت حركة تمرد – التي ساعدت على حشد الملايين في الشوارع للمشاركة في المظاهرات المناوئة لمرسي قبل أن يعزله الجيش – دعمها للسيسي الجمعة.
وحذر الرئيس التركي عبد الله غول الجمعة من أن الحشود الكبرى في مصر قد تخرج عن السيطرة ما يهدد بفوضى في البلاد.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن غول قوله ‘قد تطرأ أحداث كبرى غير مرغوب بها، وقد تحصل أعمال فوضى’. (القدس العربي , رويترز , ا ش ا)