عمون – محمد الخوالدة - تعيش قرابة 2300 أسرة في منطقة الأغوار الجنوبية ضمن خط الفقر المدقع.

وتعاني هذه الاسر حياة الكفاف بكل تفاصيلها المؤلمة في منطقة تخطت البطالة فيها حاجز الـ22 بالمائة ونسبة فقر تزيد على 40 بالمائة.

غالبية الاسر في الاغوار الجنوبية لا تعرف التسوق ولا تعرف موائدها الرمضانية سوى الخبز والشاي وبعض الخضار المطبوخة بالماء احيانا اذ لا زيوت وبطبيعة الحال لا لحوم او حتى بعض من دهون وابرز ما في المواسم الرمضانية الاخيرة ان الشهر الفضيل لا ياتي في مواسم زراعية قد تساعد الاسر المحرومة في الحصول على شيء من مال نتيجة العمل في مزارع الخضار.

هذا الوضع جعل الاسر اياها تنتظر حلول شهر رمضان بفارغ الصبر لانه شهر الحسنات والاعطيات والشهر الذي يكثر فيه توزيع طرود الخير التي يحضرها محسنون ممن انعم الله عليهم من المقيمين في المنطقة او من المؤسسات والهيئات الخيرية والانسانية ووزارة التنمية الاجتماعية ومن الشركات الكبرى الوافدة من داخل وخارج محافظة الكرك، اضافة الى مايقام من موائد الرحمن التي تؤمن للمحتاجين لقمة افطار مشبعة.

تقول الارملة (ص. خ) انها تعيش واطفالها الاربعة في غرفة متداعية تنعدم فيها الكثير من متطلبات الحياة الاساسية، وتضيف ان لا دخل للاسرة الا في موسم قطاف البندورة، اما في بقية اشهر السنة فانها تعيش على حسنات واعطيات الموسرين في رمضان وفي غير رمضان.

اما (ا.ع) فيقول ان اسرته مكونة من 6 افراد وأنه مريض وعاطل عن العمل الا مما تؤمنه زوجته من مال عند عملها في مزارع الغير في المواسم الزراعية، واكد ان شهر رمضان الحالي جاء وليس في جعبته أي مبلغ يمكن ان يوفر من خلاله لقمة افطار حتى لو كانت متواضعة لزوجته واطفاله.

مواطنون عديدون من ابناء المنطقة تساءلوا هل حصول شخص على راتب متواضع تآكل بفضل ارتفاع تكاليف المعيشة كفيل بحرمانه من اية مساعدات تقدمها الجهات الرسمية والاهلية بمناسبة شهر رمضان، ويؤكدون ان اكثر المتقاعدين ممن يحصلون على رواتب متدنية من مؤسسة الضمان الاجتماعي هم اقرب الى حالة الفقر المدقع مطالبين بدراسة هذه الحالة التي تنطبق على عشرات ان لم يكن مئات الاشخاص وانصافهم.