يحملون شهادات عليا من أرقى الجامعات الغربية، يتحدثون عدة لغات بطلاقة، يتكاثرون ويتكاتفون معا لدرجة إيهام من حولهم أنهم الدولة والمستقبل لهم. يلقبون بالإصلاحيين الجدد، ويسمون أحيانا "أبطال الديجيتال"، ومرات شلة المعلوماتية.لكن الشعب الأردني لا يثق بقدراتهم ونواياهم، ليس بسبب موقف سلبي ضد ثورة المعلومات، بل لأن لديه تحفظات على بعض المجموعات التي بسطت سيطرتها على المعلوماتية.
يقول البعض إن أسلوبهم في التعامل يرتكز على العنجهية والفوقية، واخرون يقولون إنهم يفتقرون إلى أي نوع من التواصل مع عامة الشعب ويجهلون طبيعته ولا يهمهم معرفته عن كثب.
إلا أن الأخطر من ذلك أنهم متهمون بالعمل على تفكيك مؤسسات الدولة وإضعافها وهلهلتها، فهم دخلوا مجال الاقتصاد كخبراء لم يسبق لهم مثيل، وطرحوا أفكارهم المبجلة والنتيجة كانت أنهم كادوا أن يعرّضوا خزينة الدولة للخطر.
أما الآن وقد أصبحوا خبراء في السياسة بعد "إبداعاتهم" الاقتصادية، يتساءل البعض أين يريدون للأردن أن يتجه، في وقت يتم فيه طبخ مفاوضات السلام في القدس وانابوليس.
فهل يستطيع "الديجيتاليون" صنع برنامج كومبيوتر يكون بمثابة سور مانع حول الأردن لحمايته من كل محاولات المس بسيادته واستقراره؟ هذا نموذج من الأسئلة التي تدور في أذهان الكثير من الناس.
لكن في الأردن شعبا واعيا وصامدا قال عنه وصفي التل انه تحمل مالا تتحمله الملائكة في السماء، شعب لا يسمح بأن يغدر به أو يطعنه أحد.
واستذكر ما قاله لي الملك الراحل الحسين بن طلال ردا على سؤال تعلق بأزمة سياسية حادة آنذاك: "من كان يعتقد أنْ ليس في الأردن رجال يعرفون تماما كيف يدافعون عن وطنهم ومليكهم فهو غلطان وغلطان جدا".