نزاع الشمال يشل "بحارة" الجنوب
25-07-2013 03:52 PM
عمون - تبدو مدينة الرمثا، ميناء الاردن البري الشمالي، هادئة على غير عادتها مع غياب او تراجع حركة التجارة البينية بين البلدين الجارين الاردن وسورية، خاصة ما يطلق عليه تجارة (البحارة) التي كانت تضفي على المدينة حركة تجارية مزدهرة .
ووفق مواطنين، فان الرمثا كانت الأكثر تأثرا بالحرب الدائرة رحاها في القطر الشقيق، ذلك انه وبعد اغلاق الحدود توقف عمل قطاع كبير من "البحارة"، ولم تعد شوارعها ومحالها التجارية كما كانت تعج بالزبائن الذين كانوا يقصدونها من سائر اطراف المملكة ليتسوقوا ويلبوا احتياجاتهم بالتحضير للشهر الفضيل والعيد المبارك وفي مواسم الصيف والشتاء.
مالك محل تجاري، الشاب فهد الزعبي ابدى تذمره من وضع السوق هذه الايام، وقال لــــــــــ (بترا) " فقدنا زبائننا، كانوا في السنوات الماضية وطيلة ايام السنة يحضرون الى الرمثا من كل مناطق المملكة للتسوق في كل فصول السنة وخصوصا في رمضان والأعياد".
واضاف "وبسبب الحرب السورية واغلاق الحدود وشح البضاعة، وارتفاع اسعار سائر البضائع، تراجع وضعنا وهجرنا الزبائن الى اسواق اخرى لتلبية احتياجاتهم".
ويقول شادي، بائع آخر في سوق الرمثا السوري "كانت محلاتنا في مثل هذه الايام من شهر رمضان من كل عام تزدحم بالناس"، لكن منذ الازمة السورية وحتى الآن تراجعت المبيعات بشكل ملحوظ والوضع يزداد سوءا".
وعلقت البائعة فاطمة على الوضع بقولها "انها كانت تشاهد الزبائن من خارج الرمثا اكثر من الزبائن المحليين، معللة ذلك بأن الزبون الذي كان يقصد الرمثا هو واسرته من الكرك والطفيلة والسلط، كان يشتري كل حاجاته من تموين وملبس ومأكل ومشرب برحلة واحدة وبأسعار منافسة، تخفف عنه عناء الجهد والوقت والمال .
وتابعت "لكن الآن فالزبائن لا يجدون شيئا في سوق بضائع الرمثا السوري اذ تراجع كل شيء، الخضار والفواكه والملابس".
مستثمر سوري من حلب مقيم حاليا في الرمثا قال لـ (بترا) "ان الدمار الذي حصل في حلب اضر بكثير من مصانع المواد الخام بنسبة كبيرة، فضلا عن ترحيل بعضها الى تركيا وسرقة الاخر منها".
ويضيف ان سعر مواد الخام بنوعيتها وجودتها في السابق كان مناسبا للتاجر السوري والاردني بالجملة على حد سواء، موضحا انه كان من الممكن تقليد اي قطعة تركية في سورية بسرعة كبيرة لتصل المستهلك بكفاءة جيدة وبسعر مناسب.
ويستدرك، ان المواد الخام المحلية والمستوردة ارتفعت اسعارها بشكل مضاعف لشحها، اضافة الى ارتفاع كلف نقلها، والضرائب المدفوعة عليها، والمخاطر التي تتعرض لها اثناء نقلها، لافتا الى ان المعاناة طالت الجميع سوريين واردنيين، وبالتالي فالمواطن البسيط هو الذي يتحمل كل المآسي.
--(بترا)