المفاوضات الفلسطينية و السير للضعف بارادتنا
ظاهر عمرو
25-07-2013 02:30 PM
عندما تقدم وزير الخارجية الامريكية جون كيري بمبادرته لاعادة المفاوضات الفلسطينية كان من وجهة نظره و نظر اسرائيل ان الوقت مناسب لذلك و خاصة للاحداث المحبطة في العالم العربي ان كان في سوريا او مصر او العراق .... الخ.
اعتقد ان اسرائيل تدرس الزمان و المكان و تنظر لمصلحتها , و المصلحة العليا و الاساسية و الاستراتيجية لاسرائيل هي الاعتراف الفلسطيني المباشر و الموقع من الفلسطينين بان فلسطين دولة يهودية و هذا نهاية المطاف بالنسبة لهم .
اعتقد ان قبول الطرف الفلسطيني في هذا الوقت بالعودة لطاولة المفاوضات هو قبول الانسان الضعيف و قبول السجين لاوامر جلاديه , و لذلك ما هي كروت التفاوض مع الطرف الفلسطيني ؟
فاول كرت للتفاوض هو وقوف الشعب الفلسطيني خلف البرنامج التي يجمع عليه و اعتقد ان هذا البرنامج غير متوفر في العقل الباطن و الظاهر لدى اغلب الشعب الفلسطيني اذا كان من يعيش في الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلطينية او من هم في غزة تحت حكم حماس او فلسطيني الـ 48 و الذين يعيشون داخل الخط الاخضر و جميعهم يشكلون 50 % من تعداد هذا الشعب و هم حوالي ستة ملايين انسان و النصف الباقي و المقدر ستة ملايين اضافية و المشتت في كل انحاء العالم اغلبهم جميعا لن يوافقوا على ان يتنازلوا عن مسقط راسهم و مسقط راس ابائهم و اجدادهم و ترابهم المقدس .
فلا احد مجبر على التوقيع بان ارض فلسطين و القدس خاصة هل ملك لليهود .
و اتسائل الان ماذا حدث في تغيير العقلية الصهيونية اليهودية الاجرامية حتى يقبلوا بما لم يقبلوا به سابقا و فاوضنا و وقعنا و شاهدنا اوسلوا و شاهدنا وادي عربة و شاهدنا كامب ديفيد فما هي النتائج التي حصلت !
اعتقد بانه بدون كروت قوة مع المفاوضين الفلسطينين فلن نستطيع ان نحصل على شيء مطلقا و انما ذراً للرماد في العيون و كسبا للوقت و مصير كل ذلك سيكون الرفض المطلق .
و بقاء الامور كما هي معلقة افضل بكثير من التوقيع و التنازل عن هذه القضية و هو المطلوب حاليا من المفاوضات .
لان التنازل و التوقيع هو اعتراف للطرف الاخر بحقه في هذه الارض و سينتهي الامل بعودة هذه الارض لاصحابها .
فعندما تملك سند تسجيل لأرض ورثته عن ابائك و اجدادك و تذهب لدائرة الاراضي و تتنازل عنه فلا قوة في الارض تعيد لك هذه الارض لانك قبضت الثمن و وقّعت بارادتك و هذه هي فلسطين التاريخية كاملة من النهر الى البحر , فإما تكون لليهود إما تكون لنا .
و الكرت الحالي و القوي و الذي له مفعول السحر على طاولة المفاوضات فهو المسيرات المليونية الرافضة لهذا الاحتلال و وجوده و التي يجب ان تنطلق تحديدا من مدينة رام الله اولا و سيتبع ذلك مسيرات في كل مدن و قرى فلسطين التاريخية و في العالم العربي و الاسلامي و هذا العمل يعيد للشعب الفلسطيني قوته و قدرته على تغيير المعادلة من سيطرة القوي على الضعيف .
فالجريمة الكبرى في حق هذه القضية هو ان يجلس المفاوض الفلسطيني ضعيفا امام عدو يملك كل مقومات لقوة لانه بدون تفويض من شعبه , و هذا الشعب بيده كل عناصر القوة و هو رفض الاحتلال و عدم القبول به مهما كانت الظروف و الضغوطات و هنا تكمن المصلحة العليا للفلسطينين .