تمنيت على الشباب الأردني المنخرط عبر مواقع التواصل الإجتماعي بمناقشة مواضيع لا نملك القرار فيها بين مؤيد ومعارض وبعيدة كل البعد عن الشأن الأردني أن يتجه ولو بجزء من وقته لمساندة حملة صنع في الأردن التي أطلقت مؤخراً في المملكة على غرار الشباب المصري الذي ساند مبادرة "اشتري مصري" والتي أطلقها الإعلامي عمرو أديب لدعم الإقتصاد المصري وحققت نتائجة رائعة وملموسة ساهمت في تعزيز ثقة المستهلك المصري بمنتجاته الوطنية.
من حق الصناعة الأردنية التي يفخر بها العالم أن يفخر بها أبناؤها ومن حق الصناعة الأردنية التي وفرت الآف فرص العمل لأبناء الوطن أن تلقى منهم كل الدعم، ومن حق الصناعة الوطنية أن تلقى منا كل دعم ومؤازرة لأي جهد وطني رسمي أو خاص وحتى فردي يهدف لتشجيعها كجزء من مسؤولياتنا تجاه دعم إقتصادنا الوطني الذي نفخر بصموده أمام كل التحديات التي مرت وتمر بالمنطقة ودول العالم.
المنتجات الأردنية تصل إلى أكثر من 150 دولة في العالم لمن لا يعرف، والمنتجات الأردنية لا تقل جودة بل تنافس المنتجات العالمية ومن أفضل الماركات، هذا بالإضافة إلى أن أفضل الماركات العالمية والمنتجات الرائجة في الأسواق العربية والعالمية تصنع في المصانع الأردنية وتشكل نقطة جذب للعديد من المستهلكين وبأفضل الأسعار.
في فرنسا أطلقت حملة علي غرار حملة "اشتري مصري" بعنوان Made in france.، للفكاهة فقد تسببت الحملة بأزمة سياسية كبيرة حول تحديد هوية صاحب المبادرة، ففى الوقت الذى بدأ الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى فى مناصرة الفكرة وتشجيعها، زعم "فرانسوا بيروا" رئيس حزب الوسط أنه أول من اطلق المبادرة.. واقحمت "مارى لوبان" رئيس حزب اليمين المتطرف نفسها في الامر مؤكدة انها أطلقت المبادرة منذ وقت طويل إلا انها لم تلقي القبول اللائق !.
كثيرة هي المبادرات لدعم وتشجيع الصناعات الوطنية واستمرارها واحتمالية فشلها أكثر من نجاحها، لكن نجاح "صنع في الأردن" مرهون بوعي المواطن وتحركه على أرض الواقع، فلا نريد لحملة صنع في الأردن أن تشكل أزمة سياسية على الطريقة الفرنسية ولا على الطريقة المصرية على الرغم من تحقيقها لأهدافها بقدر ما نريدها على الطريقة الأردنية بسواعد شبابها عنوانها تكاتف الجميع نحو مساندة صناعاتنا فهي مستقبلنا ومستقبل أجيالا.
الحملة قاربت على الإنتهاء على الرغم من قصر الفترة الزمنية التي يفترض أن تمتد لفترات أطول ليكون الأثر أكبر، وعلى الرغم من قلة الدعم الذي يفترض أن يكون أكبر لهكذا جهد وطن، لكن نتمنى أن لا تنتهي من عقولنا وإصرارنا على استمرارها كجزء من حياتنا اليومية في سبيل دعم المنتجات الأردنية.