حبيبتي يافا .. و الجزائر العاصمة أيضاً
عودة عودة
23-07-2013 08:40 PM
في الذكرى الخمسينية لإنتصار الثورة الجزائرية , و الظفر بالاستقلال التام 1962 .. يطيب لي أن استرجع الذكرى عن « أيام فاتت « في الجزائر العاصمة التي وقعت في حبها و من أول نظرة!!
شاء طيب الذكر رئيس التحرير المرحوم استاذنا محمود الكايد أن أقوم بتغطية إجتماعات المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في أيلول العام 1990 .. و مع أن المرحلة كانت صعبة .. و فاصلة بالنسبة للقضية الفلسطينية إلا أن الإجتماعات كانت طويلة و صاخبة و غاضبة أيضاً و الصخب و الغضب كان من الجميع لأنهم كانوا يدركون بحدسهم أنهم بصدد الزج بهم في عمق الظلام و الضياع و قد صدق حدسهم فيما بعد .
لقد مر أكثر من ثمانية أيام و المرحوم الرئيس عرفات لم يظفر بالرفض أو الموافقة على المشاركة في عملية السلام .. هل ينحني الفلسطينييون للعاصفة حتى تمر و التي اجتاحت المنطقة العربية بعد عدوان الولايات المتحدة « و أخواتها « على العراق في السابع عشر من كانون الثاني العام 1991 .. و قد كان رأي «الداخل الفلسطيني» على الإنحناء للعاصفة و على رأسهم المرحوم فيصل الحسيني الذي يتمتع بكاريزما مذهلة و رؤية بعيدة و صادقة ...
و لإنقاذ المنظمة من إنشقاق آخر غير إنشقاق العام 1983 .. استدعى أبو عمار من عمّان ثلاث شخصيات أردنية : مشهور حديثة و الدكتور حسن خريس و الدكتور حسني الشيّاب و قد رأوا المشاركة الفلسطينية المشروطة في السلام و لمدة ستة أشهر « كتجربة» و اذا لم توافق إسرائيل على انسحابها من القدس و الضفة الغربية و قطاع غزة و إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس ستنسحب المنظمة و تعود الى الإنتفاضة من جديد .. إلا أن ما حصل فيما بعد و رغم عدم تلبية المطالب الفلسطينية فالمفاوضات مع إسرائيل استمرت أكثر من واحد
و عشرين عاماً و هي كما يبدو مستمرة من منطلق « الحياة مفاوضات « كما يراها صائب عريقات.
و للتاريخ .. و رغم موافقة الأغلبية على المشاركة في عملية السلام فقد انسحب بهجت أبو غربية و حسيب الصباغ و آخرون من الإجتماع و من منظمة التحرير الفلسطينية أيضاً .
زيارتي الثانية للجزائر و في مهمة صحفية لتغطية مؤتمر طبي أردني جزائري كانت في حزيران 2010 و بدعوة من الدكتور جمال ولد عباس نقابي و مناضل معروف و رئيس اتحاد الطب الجزائري ... لم تشدني كثيراً مشاورات لرأب الصدع في اتحاد الأطباء العرب فقد سبق هذا الصدع صدوع في معظم الإتحادات المهنية العربية و بدعم دول بترولية بعد و قبل العدوان الأمريكي على العراق و بهدف توسيع و تعميق الجرح العراقي .. فالذي يقبل قسمة الوطن « التراب و الشعب « عليه أن يتحمل آلام و أوجاع إقتسام كل شيء حتى رأسه ..!!
و أنا أشق طريقي في شوراع الجزائر العاصمة التي تشبه حيفا في بيوتها ناصعة البياض و أبوابها شديدة الزرقة و الجبال المحيطة بها كانت قبل نصف قرن تعج بالمستعمرين الفرنسيين و ها هي تعج الآن بأهلها الجزائريين .. فهل يتكرر المشهد في فلسطين المحتلة ذات يوم .. إنها تحتاج الى مليون و نصف مليون شهيد و ربما أكثر..!!
Odeha_odeha@yahoo.com