فيدرير وعشاقه يتساءلون .. ماذا بعد؟
23-07-2013 02:04 PM
عمون - بعد أداء أقل ما يقال عنه أنه متواضع قدمه السويسري روجيه فيدرير منذ مطلع الموسم الجاري، الذي لم يفز فيه سوى ببطولة هاله، بدأ عشاق "المايسترو" ولعبة الكرة الصفراء في التساؤل.. ماذا بعد؟
وبكل تأكيد جال هذا السؤال برأس فيدرير، الذي يكمل في الثامن من الشهر المقبل عامه ال32، وان كانت معطياته مختلفة بعض الشيء.
فقد أكد النجم السويسري، صاحب 77 لقبا، قبل انطلاق بطولة هامبورج، التي قرر المشاركة فيها بعد الخسارة في ثاني أدوار بطولة ويمبلدون، ليتراجع إلى التصنيف الخامس، أنه خلص إلى حاجته لخوض مزيد من اللقاءات.
وقال فيدرير "فكرت في خياراتي الآن: هل أحتاج لمزيد من التدريب؟ هل أحتاج لمزيد من المباريات؟ بم ينبئني قلبي؟ كنت في حاجة لخوض مزيد من المباريات"، لمنحه الثقة قبل موسم الأراضي الصلبة.
ولكن يبدو السبب بعيدا كل البعد عن خوض مزيد من المباريات أو الحاجة لمزيد من الثقة، فقد خرج صاحب الرقم القياسي في الفوز ببطولات الجراند سلام الأربع الكبرى (17 لقبا) أمام لاعب من خارج قائمة أفضل 100 لاعب في العالم، هو الأرجنتيني فيدريكو ديلبونيس، في نصف نهائي بطولة هامبورج وبمجموعتين دون رد.
ولم تكن نتائجه في البطولة قبل الهزيمة تليق بصاحب فضية دورة الألعاب الأوليمبية لندن 2012، حيث عاد أمام الألماني دانيل براندز المصنف 58 عالميا، بعد تأخره بمجموعة، كما خسر أخرى أمام الألماني أيضا فلوريان ماير.
وعلى ما يبدو فإن المضرب الجديد الذي قرر فيدرير الاستعانة به قبل انطلاق البطولة الألمانية، والذي يفوق عرض مضربه السابق بثمانية إنشات، لم يغير الكثير حتى الآن، فالنتيجة لا تزال خيبة أمل لقطاع كبير من عشاقه.
ربما يكون عامل السن له دور في الوضع الحالي الذي يمر به فيدرير، الذي بدأ مسيرته الاحترافية عام 1998، واعتلى صدارة تصنيف رابطة لاعبي التنس المحترفين لمدة 302 أسبوع على ثلاث فترات منفصلة.
وإن كان فيدرير ليس الوحيد من بين اللاعبين الحاليين الذي تجاوز الثلاثين من عمره، فربما يكون أسوأهم على الأقل خلال الموسم الجاري.
وأبرز هؤلاء اللاعبين الذين تجاوزت أعمارهم 30 عاما الأمريكية سيرينا ويليامز، التي تحتل صدارة تصنيف لاعبات التنس المحترفات، والتي فازت هذا الموسم فقط بسبعة ألقاب، آخرها بطولة باشتاد.
الإسباني دافيد فيرير هو الآخر يقدم أداء متميزا وهو ابن 31 عاما، حيث يحتل المركز الثالث في تصنيف "إيه تي بي"، الأعلى الذي يصل إليه في مسيرته الاحترافية.
كما وصل هذا الموسم في فرنسا لنهائي إحدى بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية، وذلك بعد أن فاز الموسم الماضي للمرة الأولى في باريس أيضا بواحدة من بطولات الأساتذة.
وفي المقابل لم يحقق فيدرير هذا الموسم سوى بطولة واحدة، هاله، ووصل لنهائي بطولة واحدة أخرى، روما، حيث خسر على يد الإسباني رافائيل نادال، ما جعله يحتل المركز السادس في تصنيف الموسم الحالي الذي يؤهل للبطولة الختامية.
إذن فيدرير في حاجة لتغيير ربما يكون جذريا ليعود إلى تألقه كما كان في عام 2005 حيث فاز ب11 لقبا و2006 حيث فاز ب12 لقبا.
ربما يكون فيدرير في حاجة لمدرب جديد، يجيد استغلال لمساته الفنية بما يعوض تقدمه في السن أمام منافسين بقوة نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش.
وقد شهد عالم الكرة الصفراء أمثلة عدة على المدربين الذي كانت الاستعانة بهم نقطة تحول في مسيرة لاعبين بحجم البريطاني آندي موراي، والفرنسية ماريون بارتولي.
وبدا التغيير واضحا على موراي منذ تعاقده مطلع العام الماضي مع اللاعب السابق إيفان ليندل، سواء على الصعيد البدني، أو الصعيد الذهني، ليتأهل في أول موسم له بقيادة اللاعب السابق للمرة الأولى في مسيرته إلى نهائي بطولة ويمبلدون.
وبعد أقل من شهر على خسارة نهائي بطولة ويمبلدون أمام فيدرير، عاد ليفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأوليمبية بلندن، قبل أن يفوز ببطولة أمريكا المفتوحة على حساب ديوكوفيتش.
بارتولي مثال آخر على هذا الأمر، فبعد أن أنهت علاقتها مع والدها كمدرب، واستعانت بمواطنتها المعتزلة إميلي موريسمو، تمكنت من الفوز ببطولة ويمبلدون، أول لقب لها في بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى.
وربما يرى البعض أن مدربا جديدا لن يكون أكثر نفعا من المضرب الذي استعان به، وأن الوقت قد حان لاعتزال السويسري، حفاظا على تاريخه الكبير.
ويستند أصحاب هذا الرأي على خبرات سابقة مع أسماء بحجم جون ماكنرو وأندريه أجاسي، وان كانا قد اعتزلا عن عمر يناهز 37 و36 عاما على التوالي، ولكن في ظروف مشابهة.
فقد اعتزل ماكنرو عام 1992 بعد موسمين حقق لقبا واحدا في كل منهما فيما اعتزل أجاسي عام 2006 بعد عامين حقق في كل منهما بطولة واحدة.
وعلى أية حال، فإن موسم الأراضي الصلبة ومن قبله بطولة جشتاد ربما يحمل في طياته أجوبة شافية حول مستقبل فيدرير.EFE