التيار الشعبي الديمقراطي ( إرادة شعب )
23-07-2013 07:44 AM
يمكن القول إن المتغيرات التي اجتاحت المنطقة العربية بعد النكبة الفلسطينية
التي حدثت عام/1948،وسببت هجرة الشعب الفلسطيني قسرا عن أرض فلسطين
أن هذه المتغيرات قد تحققت عن طريق الانقلابات العسكرية ،لاعن طريق العمل
الثوري للأحزاب الجماهيرية .
وإن الأحزاب لم تبدأ بتحسس أهمية المسألة التنظيمية إلا بعد تلك الانقلابات .
وبنفس الوقت علينا أن نقّر بأن عمل الأحزاب بين الجماهير هو الذي مهّد الجو
للانقلابات العسكرية التقدمية . وإن فشل الأحزاب في الاستيلاء على السلطة،
قد جاء ليبين حدود فعالية الأحزاب وسيطرتها على الأحداث.
لقد افتقرت الأحزاب التقدمية إلى الفعالية التنظيمية ،مما جعلها تفقد السيطرة
على الأحداث والتطورات في اللحظات الحاسمة. فبدلا من أن تبقى محركة
للأحداث تمشي لاهثة وراءها ،ويأتي في النهاية الانقلاب العسكري ليقطف
ثمار نضالها ،وكثيرا ما يصطدم معها أو تستسلم له.
إن أوساطا متعددة تعتبر اليوم إن تدخل الجيش في السياسة عن طريق الانقلاب
هو سبب الأزمة الراهنة ولكن إذا كانت المتغيرات قد أخذت شكل الانقلاب
العسكري فهذا يعود إلى عجز الأحزاب ،التي لم تستطع إيجاد حل،ومن هنا
يصبح تدخل الجيش كقوة منظمة ضروريا. وذلك لافتقار الأحزاب العربية
التقدمية إلى نظرية عن كيفية الوصول إلى السلطة،وليس الشكل الانقلابي
العسكري هو وحده الذي يعبر عن الأزمة السياسية والتنظيمية لهذه الأحزاب،
فمع تعقد النضال العربي في المراحل الأخيرة ،وارتفاع مستوى المهام التي
تواجهها أدوات التغيير ،نلاحظ انقسام الأحزاب السياسية القائمة ،وتبدو كأنها
قد استنفذت مهمتها في الأقطار التي تحررت من الأحلاف والقواعد العسكرية،
فهذه الأحزاب ولدت بعد الحرب العالمية الثانية،فكانت صفتها التقدمية تقتصر
على الاتجاه الوطني المعادي للاستعمار وعلى الشعارات الاشتراكية العامة.
ولكن مع إنجاز هذه الأهداف الأولية في مرحلة النضال ضد الإستعمار القديم،
وجدت هذه الأحزاب نفسها وقد أصبحت وراء الأحداث لا أمامها،مما جعل
المسيرة مهددة بالانقطاع وعدم ضمان مستقبلها.
وقد كانت النتيجة الطبيعية لهذا الوضع ظهور تمايزات اجتماعية وسياسية
عميقة داخل الأحزاب أدت إلى انقسامها على نفسها بشكل سريع ومتلاحق.
ومن المظاهر الأخرى لهذه الأحزاب ،أنها لم تستطع أن تتقدم بقضية الوحدة
إلى الأمام ،فالجماهير المؤيدة للوحدة على كثرتها ،لم تتمكن الأحزاب أن
تتقدم بقضية الوحدة العربية إلى الأمام ،لأنها تفتقر إلى جسد تنظيمي يعبئ
طاقات الجماهير وبقاؤها بلا تنظيم يدل على تخلف الأحزاب ،لا على تخلف
الجماهير،إذ أن مهمة الأحزاب هي على وجه التحديد تنظيم الجماهير.
إن الوطن العربي لا يواجه مشكلة التخلف فحسب ، بل يواجه أيضا مشكلة وحدته القومية . و من هنا فإن مسألة الوحدة تصبح مسألة إدارة ، و مسألة وعي و لا تزال تفتقر إلى الأداة الواحدة التي تتسلح بالنظرية السياسية و الفكرية القومية ، هذه الأداة هي الجماهير العربية ، التي تعبر عن نفسها كتيار شعبي ديمقراطي ، لا حزبي ، و لا يمكن حصاره أو تطويقه .
هو تعبير عن مجموع إرادات جماهيرية موحدة ، يسعى لتحقيق حرية و كرامة و أمن و رفاهية الشعب بكل مكوناته و أطيافه .
النائب حسن عجاج عبيدات