اعلامنا أشبه بدكاكين * سحر الجوابرة
23-07-2013 12:24 AM
ثورات ,غضب ,مظاهرات ,عنف جامعي ,اضطرابات نفسية ..حالة من فوضى العارمة , بلبلة ..ولكن لم نسأل أنفسنا هل هي يا ترى عدوى أو لربما مرض وبائي .ففي كل يوم نراقب شاشات التلفاز الذي يعلو في أرجاء البيوت والحارات وبين أزقة الشوارع أيضا والذي بالخط العريض "صرنا بنفطر أخبار على الريق " فأصبحنا ننظر الى قنوات الأخبار أكثر من النظر الى أنفسنا بالمرآة ونجلس لساعات طوال (بكسر الطاء ) وحتى بتنا نجلس أمامه أكثر من جلوسنا مع عائلتنا أو محيطنا الاجتماعي ..ونتاقل الأخبار تارة عبر الفيس بوك وتارة أخرى عبر المواقع الإلكترونية وأخرى عبر الجرائد والهواتف النقالة ..فكل منا يبث قناعاته الشخصية بغض النظر عن مدى صحتها ومطابقتها للواقع .
ولكن من فحوى مقدمتي وكلامي إستلهمت سؤال هل نحن نصطنع ذلك العنف الجامعي ,الثورات ؟؟!!..أم هل خلقنا من أجل بث تلك المظاهر اللاحضارية وتناسينا الغاية الرئيسية من خلقنا وهي: إعمار الارض !!..أم هي من طبيعة الأحداث الراهنة وسيطرت المخططات الاستعمارية على بلادنا وأفكارنا وحتى على ادمغتنا وانخراطنا بمن هم ليسو من ابناء جلدتنا ...حتمت علينا أن نفتعل هذه التصرفات.؟؟؟ وهل لإعلامنا دور رادع عن هذه المظاهر أم هو : (( جسر لمن لا جسر له ))يؤجج الهمم ويحرض الشعوب ويبث الفتن ..؟؟ ..أسئلة كثيرة تطرح نفسها ..فهل لها من اجابات .
.وبنظرتي الشخصية "الإعلام هو جملة جهلها البعض ..صغيرة حقا .احرفها رقيقة ..ولكن صداها وأثرها كبير ..الإعلام هو جسر لمن لا جسر له ..وبحقيقة الأمر برغم من دوره الايجابي احيانا الا ان له طابع ودور سلبي في بعض الاحيان..وهو يشكل نقطة ضغط وتأثير في مجتمعاتنا ..في ثقافتنا ..في ترسيخ القيم . فببساطة شديدة "إعلامنا هو أخلاقنا "!!؟؟فأصبح هو المؤثر الرئيسي في اخلاق الناس وسلوكياتهم .في محاربة الرذيلة وبث الفضيلة وفي تسليط الضوء على البؤر المعتمة والقضايا الساخنة وتنمية ثقافات الشعوب ولا ننسى دوره في التقريب بين الجماعات والمذاهب "وكل هذا من نظرة ايجابية للإعلام ".
هذه هي نظرتي للإعلام بشكل عام ((( وكأي نظرة سطحية من محلل سياسي مبتدأ ))) ولكن عند التعمق بحقيقة الاعلام توصلت أن أعلامنا أشبه ما يكون بدكاكين :تبيع ثقافتنا وحضارتنا ..تبث فينا ما عجز المجتمع منحه إيانا من عادات سيئة ..من سلوكيات غير حضارية بعض الشيء ..أصبحنا نبيع بتلك الدكاكين قيمنا وتربيتنا وننشر أفكار وتحليليلات سلبية ونكدسها في عقولنا حتى بتنا مغيبين عن الحقيقة والواقع تماما ..فهم يبثون بنا ما أرادو ونحن نتناسى دوما قضيتنا الفلسطينية ..حرب الخليج ..مجازر العراق وسوريا ..والخ من أحداث مهمة ...وما خلفته من آثار سلبية على بلادنا العربية ,حتى أصبح بعضنا يمتص دماء الآخر كمصاص دماء... عجز عن سحب الدماء من أجسادنا حتى بات يمزقها إربا إربا ..فالأصل بالإعلام حر مستقل ينقل الينا الحقيقة والخبر ((الزبدة )) كما هي ..وبمقارنة بسيطة بين الاعلام العربي والغربي الذي لربما الفارق بينهما هو "النقطة " التي تعلو حرف احدهما ولكن بالحقيقة الفارق بينهما بين الشمس والقمر ..لا بل بين الارض والسماء ..فأغلب المؤسسات الاعلامية الغربية حرة مستقلة ..عن التسييس تنشر الخبر كما هو – يتحرون الحقيقة ويتركون للقارئ أو المستمع تكوين قناعاتهم الشخصية ..فإعلامنا هو في معظمه مسيس ومملوك لحكومات ولأشخاص حتى انعكس ذلك على كل منا .. وبدأنا نكون قناعات خاطئة بعض الشيء حتى باتت تحرفنا عن ديننا الاسلامي ..ويحاول هذا الاعلام التأثير على المجتمع وبرمجة عقول البعض فيما يتوافق مع مصالحه واهوائه؛ ومن عجب العجاب انه في احدى المواقع الاعلامية الضخمة ..تبث سبقها الاعلامي محرضة "ضد جماعة معينة" وفي موقع آخر تخالف معتقداتها ..فيقسمون الشارع لفريقين بين مؤيد ومعارض - بين الضد ولا ضد- فوظيفتهم تفتيت الشارع الى طبقتين لا بل الى اكثر من ذلك وايجاد اعداء افتراضين ؛اشبه ما يكون" بفلم سينمائي مدبلج" .
..وسأكررها مرارا وتكرارا فنجد هذه الممؤسسات" أشبه ما تكون بدكاكين " تلبي رغبة ماليكيها الخاصة وجيوبهم او بالعامية رغبة " الجماعة الفوق :سيدي وسيدك " هذه الدكاكين التي قارمتها :حرب ,فتنة طائفية ,تحريض على العنف سواء كان جامعي أو حتى جماعي عن طريق الثورات والمظاهرات الغير حضارية ..برمي الحجارة.. اطلاق النار ..وترويع الآمنين .
فنرى تزيفا للحقائق والوقائع دون مراعات لأدنى اعتبار لعقل الانسان والمنطق السليم فتجدهم يؤججون المشاعر تارة والنعارات الطائفية والمذهبية تارة اخرى ..وهم في ظل غياب مؤسسة التربية والتعليم ودورها في إنشاء مجتمع مثقف ..يحركون الشارع ببساطة شديدة ...وخصوصا جيل" الشباب" لإنهم يعلمون حقا أن الشباب هم نواة المجتمع ..(هو أخي وأخاك ..عمي وخالك ..أختي وعمتك) ..هم هؤلاء . بالطبع لهم تأثير على كل منا فببساطة( الإعلام يبرمج عقولهم وهم بدورهم يقومون ببث قناعات زائفة بنا من غير سابق انذار )– وكأن الاعلام هو الصفعة أو قضمة السقيع التي تنهش بمجتمعاتنا العربية من المحيط الى الخليج ..فوسائل اعلامية تجدها احيانا مغيبة ..تبث الاغاني او المسلسلات في ظل وجود حدث محلي ضخم يؤثر في بنية المجتمع ..تبثه جميع وسائل الاعلام العالمية ونحن جالسين "مكوعين عالمسلسل " وتارة أخرى يخرجون الميت من قبره ويبثون الحياة في موضوع عفا عليه الزمن وحتى قد "نسيته كتب التاريخ "هذه المنهجية والمزاجية في التعاطي مع الانسان يجعل هذا الإعلام فارغ المضمون ولا يؤدي دوره في أن ينهض بمجتمعاتنا ..فهذا حقا هو اعلامنا المسيس من مالكيه!! . تجدهم لا يقومون الا بافساد الوعي فوظيفتهم ببساطة "صب الزيت عالنار" وكأنه أشبه" بمرض وبائي ينهش بجسد إنسان فيبدأ بعضو ويمتد الى جميع أجزاء جسده وحتى يخترق اعماق عقله ويتلفها ويغرس فيها عقول ليست بعقل الانسان العربي المتفتح الواعي الخلاق ..ربماعقل : رجل صهيوني, عقل ليبرالي او يقوده الى الفكر الشيوعي أو حتى ان عجز عن ذلك :حرفه عن الدين وغرس فيه مبادئ ما كانت ولم تكن يوما من إسلامنا وما زرعة فينا قدوتنا وحبيبنا :محمد -صلى الله عليه وسلم-
ليست نظرة سوداوية للإعلام بقدر ما هو مثل ما قالوا "الجرح بالكف" ......
كلماتي هي رمز للحرية أو لربما لتحرر من ذلك التخلف الإعلامي والعبودية التى اسرتنا بداخل زنزانتها الضيقة.. فالننظر الى الحقيقة.. فأنظارنا ملك إرادتنا ومحاسبين عليها من خالقنا "جل وعلا" وعقولنا رهننا... وكم هي القنوات والاذاعات والصحف التي تبث السبق الاعلامي ولكن ما اقل من ينشر الحقيقة ..فاكتشفو وتعرفو الى حقيقة ما تنظرون وتذكروا دوما أن:امتنا الاسلامية تواجه اليوم محور شر ثلاثي الأضلاع ،يتكون ذلك المحور من اسرائيل الصهيونية وامريكيا المتسلطة ولا وعي العربي ولكي تنتصر الامة على هذا المحور لا بد من العودة الى دين الله فلا عزة ولا منعة للأمة بدونه ..وسأختم بأبيات شعرية " ومَكائدٌ صارَتْ تُحاكُ لِدِينِنا
نَهشَتْ عقِيدَتنا الكِلابُ الحُوَّمُ" .،وأتشكر من راقب كلماتي بصمت ومن اقتبسها وراقت له واتأسف على الاطالة ...بقلمي :سحر مصطفى الجوابرة ..