قالت المراة الريفية لتلميذ كونفوشيوس بعدما سألها عن سبب بكائها بمرارة: أكل النمر زوجي وقبله والدي. رد الحكيم عليها متسائلا بعد ان زارها : لماذا لا تبرحين قرية ناسها فرائس للنمور؟! أجابت المراة : لا اغادرها ففيها حكومة عادلة! خلص كونفوشيوس الذي وجه كلامه إلى تلاميذه المتحلقين: نعم إن الحكومة الظالمة أخطر على البشر من النمور المفترسة.
استحضرت هذا الايحاء اليوم لحظة اجابني بمثله غاضبا قريب وهو يخرج من بقالة للخضروات خالي الوفاض، لان " الاسعار نار" و" ضيقوها علينا حتى اصبحنا نقتر مكرهين على صغارنا الذين لا يعرفون ان الحكومة والتجار احالوا حياتنا جحيما". قريبي تساءل وهو يمضي: ماذا بعد قطع الرزق واعدام الناس وسائل العيش؟!
والحال هذه فان الهجوم المتواصل بنجاح على قوت غالبية الناس، يتمادى في ظل عجز هؤلاء عن الدفاع عما تبقى من شروط حياتهم البائسة.
صاحب البقالة من جهته قال : اللي معوش ما يلزموش!!
نعم هو كذلك، فالذي لا يملك المال لن يتسنى له الحصول على اقل القليل، وتلك كارثة ستاتي على غالبية الناس لتفقرهم وتمنعهم من الحصول على الحدود الدنيا من الحقوق الادمية، وعما قريب سنرى العجب العجاب ياخذ اشكالا تعبيرية في الشارع . سنرى التسول مستشريا وطاحنا مزيدا من الناس . وسنرى فيضا من اشكال الفساد والافساد والحاجة والافقار والموت جوعا، فهذه نتائج حتمية للسياسات القائمة على جعل الحياة لا تطاق .
الموجع حقا ان الرجل مضى وهو يردد : يا ربي وين نروح؟!!!