محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها زميلنا الصحفي العراقي حسين الجبوري رئيس تحرير جريدة السفير ، تؤشر بشكل ملحوظ الى ارتفاع نسبة الخطورة في العمل الصحفي في العراق الذي باتت الميليشيات هناك تنظر الى الصحافة نظرة عدائية مطلقة سيما بعد أن اصبحت فيه الكاميرا تشبه "الكاتيوشا" بالنسبة اليهم وأصبح فيه حبر القلم يشبه صوت ازيز الرصاص .الصحافة العراقية بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في مارس "2004" كان لها دور كبير في فضح الممارسات الامريكية وكشف الديمقراطية المزيفة التي اتى بها الامريكان الى العراق وما ظهر بعد ذلك من فضائح التعذيب المروع في سجن ابو غريب واغتصاب العراقيات جهاراً نهاراً واقتحام بيوت الله وقتل الابرياء من على "سجادة الصلاة" .. وهدم المساجد ودك المآذن .
لهذا كله .. اصبح الامريكان والحكومات العراقية المتعاقبة تنظر الى الصحافة الحرة على انها عدو شرس سيما بعد ان مارس الصحفيون العراقيون دورهم الطبيعي في الآونة الاخيرة من كشف فضائح التطهير الشيعي للسنة في مختلف المواقع ، وفضح فرق الموت التي اصبح الانسان بنظرها مجرد رصاصه تنطلق من مخزن اسلحة مركب على آله موت اسمها "بندقية"
هذا الاوان تحاول كل هذه الاطراف قتل صوت الحق وكسر الاقلام التي تحاول فضحها في الصحف والفضائيات ، لذلك لا عجب ان نقرأ عن محاوله اغتيال زميلنا حسين الجبوري او اختطاف زميلنا علي عبد الله فياض مروراً بالاعتداء المسلح على نقابة الصحفيين العراقيين قبل ايام .
ما يجري في العراق من قتل وخطف للصحفيين هو انتهاك مخزْ واعتداء مستنكر يجب الدعوة لوقفه فوراً خوفاً من تعرض مزيد من زملائنا لمثل هذه الامور الخطيرة اذ اصبح واقع العمل الصحفي في العراق يشبه العمل العسكري على جبهة القتال ، وأصبح زملاؤنا هناك كالقابضين على الجمر لسبب بسيط هو وجود مصلحة عليا لاطراف عديدة في العراق على كتم صوت الحق وكسر الاقلام التي تحاول الكتابة عما يجري هناك.
يفترض من باب الزمالة ان تضطلع نقابة الصحفيين الاردنيين بدورها في استنكار هذا العمل الجبان وهي قد فعلت في مناسبات عديدة لكنها غابت عن هذا الحدث الهام اذ ليس من الطبيعي السكوت على اقتحام مسلح لنقابة الصحفيين العراقيين دون ان يتحرك احد فيدين مثل هذا الانتهاك الصارخ.
بغداد... عمان.. خندق واحد... وقلم واحد يكتب ضد اي مس بحرية الصحافة.. وللحديث بقية.
hashem2007@yahoo.com