منذ حوالي عشر سنوات من المطالبات والدراسات والمناقشات والمشاورات والتقييمات تم اتخاذ قرار بتعديل الاجازة الاسبوعية في المملكة العربية السعودية لتصبح الجمعة والسبت بدلا من الخميس والجمعه وقبل هذا التعديل كانت المؤسسات المالية والمصرفية والاستثمارية والاقتصادية السعودية تنقطع عن العالم الخارجي لمده اربع ايام في الاسبوع من صباح يوم الخميس والى مساء يوم الأحد اي مايعادل (١٠٤) أيام سنويا ومانسبته ٤٠٪ من ايام العمل السنوية وبنفس الوقت تنقطع عن دول الخليج والدول العربية حوالي (٥٢) يوما وهذا الانقطاع الطويل له تكلفته وآثاره السلبية نظرا للمكانة الاقتصادية والمالية والاستثمارية والسياسية التي تتمتع بها السعودية باعتبارها تملك اكبر اقتصاد على مستوى المنطقه وتصنف من الدول العشرين على مستوى العالم في القوة الاقتصادية واغلاق المصارف السعودية على سبيل المثال يومي الخميس والجمعة وهما اليومين الأخيرين من الاسبوع وحيث يشهد القطاع المصرفي العالمي نشاطا ملحوظا خلالهما بينما تفتح المصارف السعودية أبوابها يومي السبت والأحد عندما تكون البنوك العالمية مغلقه كان له تاثيرات سلبية كبيرة في تداخل الاقتصاد السعودي بشكل كبير مع الاقتصاد العالمي باعتبارها من اكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط وهذا التعديل في الاجازة سوف يساهم في التوافق الزمني لقطاع المال والاستثمار والأعمال السعودي مع دول الخليج ودول المنطقة ودول العالم نتيجة تقليص فجوة الانقطاع عن العالم الخارجي من اربعة ايام الى ثلاثه ايام مما يساهم في توفير حوالي (٥٢) يوم عمل وتعديل الاجازة سوف يكون له تاثيرات ابجابية على الاسواق المالية الخليجية والعربية وحيث تحتل السوق السعودي المرتبة الاولى على مستوى اسواق المنطقة في القيمة السوقية وفي حجم التداولات وقاعدة المضاربين والمستثمرين وحيث بلغت القيمة السوقية للسوق السعودي في نهاية النصف الاول من هذا العام حوالي (٤٠٠) مليار دولار وسوق ابوظبي ١٠٢,٣ مليار دولار وسوق دبي ٥٨,٦ مليار دولار وسوق قطر ١٤٠,٧ مليار دولار وسوق الكويت ١٠٦,٧ مليار دولار وسوق مسقط ١٧,٣مليار دولار بينما تستحوذ تداولات السوق السعودي والتي بلغت قيمتها خلال النصف الاول من هذا العام حوالي (٢٠٤) مليار دولار على حصه الاسد من تداولات اسواق الخليج والأسواق العربية كما يلعب المستثمرون السعوديون دور هام في معظم اسواق المنطقة والارتباط النفسي والمادي مابين المضاربين في اسواق الخليج وبعض الاسواق العربية والسوق السعودي كنا نلاحظه كل يوم سبت وحيث يتابع المضاربون في اسواق المنطقه والخليج اداء السوق السعودي والذي كان يعكس مايحدث في الاسواق المالية العالمية بعد إغلاقها يوم الجمعه وانعكاس اداء السوق السعودي على اسواق المنطقه عند افتتاحها يوم الأحد والملاحظ انحسار تدريجي في الارتباط مابين اداء السوق السعودي واسواق المنطقة خلال هذا العام بعد تحسن اداء الاسواق العالمية وتركيز المستثمرين والمضاربين في دول المنطقة على الأساسيات المحلية وارباح الشركات المدرجة واداء القطاعات الاقتصادية بحيث لاحظنا على سبيل المثال ارتفاع مؤشر سوق دبي المالي بنسبه ٣٧٪ خلال النصف الاول من هذا العام وارتفاع مؤشر سوق ابوظبي بنسبه ٣٥٪ بينما ارتفع مؤشر السوق السعودي بنسبه ١٠٪ وانتشار اعمال العديد من الشركات الخليجية والعربية في السعودية ومنها على سبيل المثال شركة إعمار وشركة أرابتك وشركة دريك اند سكيل الاماراتية سوف يساهم تعديل الاجازة ادراجها في السوق السعودي مما ينعكس إيجابا على اعمال هذه الشركات واتساع قاعدة مساهميها مع توقعات السماح للاجانب بالاستثمار المباشر في السوق السعودي مما يعزز من تدفقات الاستثمارات الدوليه والإقليمية على اسواق المنطقة ويساهم في انضمام السوق السعودي الى المؤشرات الدوليه كما ان تعديل الاجازة يلبي احدمتطلبات قيام سوق خليجي وعربي موحد والذي تدعمه معظم دول الخليج ويرفع من درجه تفاعل السوق السعودي مع التطورات في الاسواق المالية العالمية نتيجة تخفيض الفجوة التي تفصله عن هذه الاسواق اضافة الى توقعات ارتفاع قيمة تداولات السعوديين في اسواق الخليج والعديد من اسواق المنطقه وللحديث بقية.

* مستشار بنك ابوظبي الوطني للاسواق المالية

"الرأي"