الباحث والمتابع والقاريء والمحلل غير المتحيز يضع النقاط بشكل جيد فوق الحروف، ولا تخرج الكلمات عن معانيها، هذا ما لمسناه ونحن نتابع ونقرأ الكلمات ونلتقط الاشارات التي صدرت في اول خطاب القاه الشيخ تميم بن حمد امير دولة قطر بعد تسلمه امانة المسؤولية بتاريخ 25/6/2013 عندما تنازل له والده الشيخ حمد بن خليفة عن الحكم.
الاشارات التي التقطناها تؤكد أن الشيخ الشاب "تميم"يؤسس لمرحلة قادمة ستشهدها دولة قطر داخليا وخارجيا، فكان الشيخ تميم شفافاً وواضحا وجريئا عندما اعلن عن برنامجه في اول خطاب له بعد توليه الحكم، فالشيخ ابن المدرسة العسكرية القطرية الذي كان يشغل فيها منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة القطرية، بالإضافة الى كونه نائب رئيس مجلس العائلة الحاكمة في قطر، هذه الخبرة مكنته من التسلح بالقيم النبيلة والمعطاءة والتسامح والتعاون والضبط والربط والجدية في العمل، لهذا نلمس ان الشيخ في اول اطلالة له يعلن أن الاستثمار في الإنسان القطري هو الأهم باعتباره رصيد الدولة في المستقبل، وسيكون عنوان التنمية وحامل لوائها، ويشدد على الاستثمار السليم في المال!!، وهذه اشارة واضحه ان مصلحة الوطن والمواطن ستبقى فوق كل اعتبار وعلى أساسها ستبني دولة قطر علاقاتها مع الدول كافة. وفي المقابل يعزز الشيخ تميم قيم العمل ويطالب ببذل الجهد والعمل المخلص في الوظيفة وتحمّل المسؤولية وألاّ يكون الرخاء مبعثًا للاتكالية والاسترخاء، وينطلق الشيخ في اشاراته من التسلح بالحكم بالعدل وتحرّي الصدق والقدوة الحسنة وأداء الأمانة بما يُرضي الله وعلى واقتران القول بالفعل. واعتبر رؤية قطر الوطنية بركائزها الأربع في التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية خريطة طريق تجعل من البلاد دولة عصرية بمعنى الكلمة بحلول العام 2030 .

هذا على الصعيد الداخلي ، اما على صعيد السياسة الخارجية فنقرأ في فكر الشيخ تميم تاكيدة على ان دولة قطر ستكون على مسافة واحدة في علاقاتها مع الدول لا تنحاز أو تُحابي فئة أو حزبًا على آخر وإنه لا يُمكن أن تُحسب على تيّار دون آخر ويشدّد على احترام التنوّع في المذاهب والديانات وعدم تقسيم المجتمعات على أساس طائفي. ويؤكد على تعزيز وتوثيق علاقات قطر الخليجية والعربية والدولية والمحافظة على التضامن والأمن القومي العربي ووحدة أراضي الدول العربية.

من خلال هذه التاكيدات والالتزامات التي عبر الشيخ القطري " تميم" الذي لقي تقلدة مسؤوليه الحكم ترحيبا عربيا ودوليا ، نجزم أن رؤية الشيخ وافكاره ستتحول الى افعال ، ولن يسمح باي اختراقات او تجاوزات على الثوابت الوطنية والعربية والدولية لدولة قطر ، فالامير الشيخ له رصيد ومكانة مرموقة انجزها وسيحافظ عليها ويعززها ويستثمرها لدمة قضايا الامة العربية جمعاء، فالشيخ "تميم" اختير في عام 2006 أفضل شخصية رياضية بالوطن العربي في استفتاء مجلة الأهرام الرياضي المصرية. وله حضور في المنتديات الدولية والعربية في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، ويتميز بحبه للعلم ودعمه للمؤسسات التعليمية ، ويعشق الثقافة والابداع والابتكار والتطوير، فالشيخ " تميم" منذ سنوات يشرف بشكل مباشر في دولة قطر على ( التنمية والاحصاء ، والمجلس الأعلى للتعليم ، والمجلس الأعلى للاتصالات ، ومجلس ادارة جهاز قطر للاستثمار وتتبع له عدد من المؤسسات من بينها الحي الثقافي (كتارا) وجهاز الإحصاء والأمانة العامة للتخطيط التنموي، بالإضافة إلى أكاديمية التفوق الرياضي (أسباير).
وبعد ،،، هذه الخبرة المرموقة للشيخ" تميم "في مجالات التنمية والفكر والسياسة ورؤيته لدولة قطر سوف لن يسمح لاي مؤسسة فيها ان تنحاز الى حزب على حساب دولة ، او تجعل من حزب فوق دولة ، هذه الرؤية ستدفع الشيخ المتفاني الى الطلب من المؤسسات والقنوات الاعلامية ان تتبنى فكره ورؤيته التنويرية لخدمة المصالح العامة والقضايا العربية والدولية، وسوف يوقف اي تجاوزات قد تنحاز من قبل مؤسسات او قنوات اعلامية الى حزب على حساب حزب او فكر على حساب فكر، وسيمنع اي تطاول او تهجم على دولة او شخصية عربية، ولن يسمح للقنوات الاعلامية ان تكون ابواقا للرداحين والمأجورين ومتقني فن اثارة الفتن بين الشعوب والدول ، ولن يسمح للمؤسات الاعلامية في قطر ان تبث البرامج الحوارية التي تغذي ثقافة العنف اللفظي والجسدي والفكري والسمعي وتؤثر على قيم الحوار النبيل بين المتحاورين وتوصل الفكرة الصحيحة التي تشكل الراي العام الصحيح بدلا من قضاء اوقات البرامج الحوارية في السباب والشتائم والاتهامات والتقاذف بالادوات ، والشيخ " تميم " لن يسمح للمارقين والمأجورين ان تطأ اقدامهم تراب دولة قطر ، وهذا يدفعني للاشارة إلى قناة الجزيرة القطريه، والتي ساغامر بالتنبؤ إلى ان الشيخ القطري " تميم " سيغلقها او يحولها الى قناة فضائية ملتزمة، محايدة ، مهنية، تخدم التنمية والتطوير والفكر للمجتمع القطري والعربي بلا تجريح او تحريض، وسيطلب من ادارة القناة عدم السماح ان تكون شاشتها ملجأ للردح والعويل ونشر الاجندات وغسل الادمغة من خلال برامج معروفة تبث عبر هذه القناة. فالشيخ الشاب المعروف بحكمته وعشقه لمستقبل دولته سوف يغلق قناة الجزيرة اذا لم تلتزم بالثوابت الوطنية لدولة قطر والتي تنطلق من عدم التحيز اوالتخندق خلف فكر او حزب سعي للنجومية على حساب الحقيقة.

مسك الكلام ، نتمنى للشيخ الطموح " تميم " التقدم والنجاح ، ودعاء للمولى الذي لا يرد سائله ان يحفظ دولة قطر والشعب القطري ويحقق لهم المزيد من التقدم والرقي .

ohok1960@yahoo.com