facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثورات هتلرية و الربيع العربي *فراس الور

21-07-2013 02:54 AM

مَنْ يَقْرأ التاريخ السياسي لِهِتْلَر و حَيْثِيَات صُعودِهِ الى حُكْم ألمانيا سَيَفْهَمْ العوامِلْ التي شَكًلَتْ عَقْلِيَتَهُ السِيَاسِيَة و طَبيعَةْ إنْتِمَائَاتِهِ الى الأَحْزاب الغَرْيبَة التي إنْتَشَرَتْ بألمَانِيَا في ذالِكَ العَصْر الذي شَهِدَ أَكْبَر حُروبْ طَاحِنَة مَرًتَ بِتَاريخ البَشَرْ على الإطْلاق، فَمِنْ الإِنْسِحَابْ الأَلْمَاني الغَيْر مُبَرَرْ بالنِسْبَة إلَيْه و الى الكَثيرْ مِنْ السَاسَة الأَلْمَان في تِلْكَ العُقودْ مِنْ الحَرْب العالَمِيَة الاولى الى عَدَمْ تَقَبُلْ هذا الشَابْ مَعْ الكثيرين لِهَذِهِ الحَقيقَة و رَغْبَتِهِ بَعْدَها بالإنْخِراط بالعَمَلْ السِيَاسي شَهِدَ التاريخ ميلاد أَوَلْ دِكْتَاتور اوروبي فولاذي الإرادة بالقَرْن العِشْرينْ لِحُكْم العَالَمْ، و شَأَتْ الأَقْدار أَنْ يَتَعَرًفْ على بَعْض مِنْ الشَخْصِيَات التي قَدًمَتْهُ الى احزاب كانَتْ فَاعِلَة في العَمَلْ السِيَاسي بألْمَانِيَا و التي كَانَتْ تَشْهَدْ تَقَلُبَات سِيَاسِيَة كَثيرَةْ عَاصِفَة و مُدَمِرَة، و مَعْ الأَسَفْ كانَتْ مِنْ الأَحْزاب التي تُؤْمِنْ بِسِيَادَة العِرْق الآري، و هُوَ عِرْق يَتًصِفْ بِهِ بَعْض مِنْ جِنْس الأوروبيين فَكَانَتْ هَذِهِ الأَحْزاب تَتَمَتَعْ بِفِكْر يُنَادي و يُؤْمِنْ بِضَرورَة تَقْديسُه فَوْقَ الأَعْراقْ الإنْسَانِيَة البَاقِيَة...و رُوَيداً رُوَيداً مَعْ إنْخِراطْ هذا الطَاغِيَة السياسي إتَضَحْ لِلْنَاس إمْتِلاكَهُ لِمَوْهِبَة المُخَاطَبَة لِلْجَمَاهيرْ حَيْثُ تَمَتًعَ بِقُدْرَة نَادِرَة بِأَسْر الحُشودْ بِكَلامِهِ الوَطَني و بِقُدْرَتِهِ و حِنْكَتِهِ الخِطَابِيَة بِإِقْنَاعِهِمْ بِمَبَادِئِهِ و مَبَادِئْ العُنْصُرِيَة التي كان يُؤْمِنْ بِهِ، و مَا إنْ وَصَلَ الى سُدَةِ الحُكْم حتى طَبًقَ افْكَارَهُ العُنْصُرِيَة و رَتًبَ أُمورْ دَوْلَتِهِ لِتَخْدِمَ اراءَهُ السِيَاسِيَة و طُموحَاتِهِ العَسْكَرِيَة و إبْتَدَأ ابْنَاء جِنْسِهِ حَمَلاتِهِمْ العَسْكَرِيَة التي لَمْ تَعْرِف الكَلَلْ و لا المَلَلْ لِعِدَةِ سِنينْ شَهِدَةْ حُروبْ و دَمَار لأوروبا...فإبْتَدَأ هِتْلَر بِبِنَاء إمْبَراطورِيَتِهِ الكَبيرَة بِتَزامُنْ مِثَالي مع الإمبراطورية الفَاشِيَة في ايطاليا التي كَانَتْ تَتَرَعْرَعْ على يَدْ موسوليني و في اليابان على يَدْ الإمْبَراطورْ الحَاكِمْ...

ما يُلْفِتْ الإِنْتِبَاه هو البَطْش الذي غَالِباً ما كان يُمَارِسُهُ الجَيْش الهِتْلري في اوروبا، فَبِمَا انًهُ مِنْ العِرْق الآري و يَمْلِكْ الجَبَروت العَسْكري المَطْلوبْ فَيَجِبْ انْ تَخْضَعْ لَهُ كَافَةْ اعراق الأرْض...فَكُل مِمَا هُوَ لَيْسَ مِنْ هذا الجِنْس يُعَد واطي و لا يَجِبْ ان يَتَمَتًعْ بِنَفْس الحُقوقْ الإنْسَانِيَة التي يَتَمَتَعْ بها الجِنْس الألْمَاني، عُنْصُرِيَة سِيَاسِيَة إجْتِمَاعِيَة غَيْر مَقْبولَة بِحَسَبِ الأَعْراف الإنْسَانِيَة السَائِدَة في ايَامِنَا هَذِهِ، و كُلْ المُمَارَسَات العُنْصُرِيَة كَانَتْ مُمْكِنَة و حتى البَطْش بالمَسَاجينْ مِنْ دون مُراعَاة ايًةْ حُقوقْ لَهُمْ فَهِتْلَر على ابواب الحَرْب العَالَمِيَة الثَانِيَة و خِلالَهَا ايْضاً كان يَمْتَلِكْ جُزْء واسِعْ مِنْ اوروبا...بل حتى امْتَدً جَبَروتْ جَيْشِهِ لِيَصِلْ الى روسِيَا...و لَكِنْ...غَطْرَسَتْ الجَيْش الياباني إسْتَفَزًتْ الآلة العَسْكَرِيَة الأمريكية التي كَانَتْ سَاكِنَة عَنْ الأَمْر الأوروبي بالنُهوضْ...و مَعْ الضَغْط الذي كان يُمَارِسُهُ الجَيْش الهِتْلَري على بَريطَانِيَا و مَعْ حَمْلاتِهِ التي رَأَتْ النَجَاح و الفَشَلْ ايْضَا بِروسِيَا...تَلَقَى البَيْتُ الأَبْيَضْ صَفْعَة قَوِيَة مِنْ الجَيْش الياباني حينما غارَتْ طَائِرَاتِهِ على بيرل هَاربَرْ...فإنْقَلَبَتْ موازين هَذِهِ الحَرْب الضَروسْ و فَتَحَ الجَيْشُ الأمريكي الجَبَار ثَلاثَةِ جَبَهَاتٍ كُبْرَى على اليابان و ايطاليا و المانيا لِتَبْدَأْ إمْبَراطورِيَة هِتْلَر التي بَنَاهَا بالإنْهِيَار...بِغُضونْ سَنَتَينْ انْتَهَتْ هَذِهِ الحَرْب لِيَنْتَهي آخر عَصْر مِنْ الإمْبِرْيَالِيَة العَسْكَرِيَة و كابوس مِنْ العُنْصُرِيَة العِرْقِيَة و الإجْتِمَاعِيَة التي كَادَتْ انْ تُحَوِلْ العَالَمْ الي غَابَة بَرْبَرِيَة لا يُحْمَد عُقْبَاها،

لَعَلً المَبادِئْ العُنْصُرِيَة العِرْقِيَة و الفَاشِيَة السِيَاسِيَة التي حَاوَلَ هِتْلَر و موسوليني تَطْبيقُهَا في اوروبا و الإمْبِرْيَالِيَة العَسْكَرِيَة القَاسِيَة التي كَانَتْ تَتَصِفْ بها سِيَاسَةْ تِلْكَ الدُوَل كَانَتْ مِنْ أَكْبَر الأَسْبَابْ التي دَفَعَتْ فَرَنْسَا و الصين و روسيا و بريطانيا و أمريكا بالسَعي وَراءْ إقَامَةْ الأُمَمْ المُتَحِدَة في عام 1946...فالمَلايين مِنْ الجُنودْ الذين تَوَفْوا بالحَرْب العَالَمِيَة الثانية و هُمْ يُحَارِبونْ المَيَاكِنْ العَسْكَرِيَة الفاشِيَة العُنْصُرِيَة و اليابانِيَة اثْمَرَتْ دِمَائَهُمْ و تَمً تَأْسيسْ هَذِهِ المُنَظَمَة العِمْلاقَة لِأَنً العَالَمْ شَعَرَ بِمَرارَة مِنْ احداث الحَرْب العَالَمِيَة الثَانِيَة و لِأَنًهُ لَمْ يَرْغَبْ بِأَنْ تَكونْ هُنَالِكَ حَرْب عَالَمِيَة ثَالِثَة و شَعَرَ بِوُجودْ فَراغْ بِغِيَابْ راعٍ يُنَظِمْ أُمورْ السِيَاسَة العَالَمِيَة و شُؤونْ الدُوَلْ و أَيًةْ نِزاعَاتْ قَدْ تَقومْ بَيْنَها، بَلْ شَعَرَ بِأَنً اي حوار دُوَلي غَائِبْ تَمَاماً عَنْ السَاحَة السِيَاسِيَة و الإقْتِصَادِيَة و الإِنْسَانِيَة...فَتَمً إنْشَاء هَذِهِ المُنَظَمَة العَالَمِيَة على أَمَلْ...أَنْ لا تَعودْ العُنْصُرِيَة و الإمْبِرْيَالِيَة بِكَافَةْ انواعِهَا و التي سَحَقَتْ القِيَمْ الإِنْسَانِيَة مِنْ عالَمِنَا و أَدَتْ الى نُشوبْ الحُروبْ العَالَمِيَة الأولى و الثَانِيَة...بَلْ أَصْبَح بِوُجودْ هَذِهِ المُنَظَمَة العِمْلاقَة حُقوقْ مُتَسَاوِيَة بَيْنَ ابْنَاءْ جِنْسِ البَشَرْ...فَلا عِرْقٌ يُفَضًلْ عَنْ غَيْرِهِ مِنْ الأَعْراق و لا دينٌ يُفَضًلْ في أَرْوِقَتِهَا عَنْ دينْ آخَرْ و لَيْسَ هُنَالِكَ ثَقَافَة تَعْلو شَأْنْ أكْثَر مِنْ ثَقَافَةٍ أُخْرَى و لا حتى سِيَادَة حَضَارَة على أُخْرَى...بَلْ هُنَالِكَ إحْتِرامْ لِلْجِنْس الإِنْسَانِيَة و هذا ما تَسْعَى جَميعْ مُؤَسَسَاتْ الأُمَمْ المُتَحِدَة تَرْسيخَهُ حَوْلَ العَالَمْ...الإحْتِرامْ و الحُقوقْ المُتَسَاوِيَة بَيْنَ كَافَةِ اجْنَاس البَشَرْ و الدُوَلْ...دَوافِعَهُ انْسَانِيَة راقِيَة جِداً...و عَبْر السِتينَ عَاماً السَالِفَة كَبُرَتْ هَذِهِ المُنَظَمَة لِتَكونَ الراعي الأَوْحَدْ بَيْنَ دُوَلْ العَالَمْ كَافَةْ على صَعيدْ سِيَاسي و عَسْكَري و إقْتِصَادي و ثَقَافي بَلْ رَعَتْ حِوارْ الأَدْيَان حَوْلَ العَالَمْ لِبِنَاء تَفَاهُمْ اقوى بَيْنَ ابْنَاء دِيَانات البَشَرِيَة كَافَة فَروحْ الإنْسَانِيَة التي يَتَمَتَعْ بها كَافَةْ اجْنَاسِ البَشَرْ مُنْطَلَقْ هَذِهِ المُؤَسسَات الإنْسَانِيَة و الثَقَافِيَة...

فلا أَعْلَمْ على ضوءْ هَذِهِ المَعْلومَات التي سَرَدْتُهَا كَيْفَ أُصَنِفْ الربيع العربي الذي أتانا مُؤَخَراً في عَالَمِنَا العَربي و أيَنَ ما نَراهُ مِنْ وَيْلاتْ و حُروبْ دامِيَة سَيَتِمْ تَصْنيفُهُ مَعْ ما تُنَادي بِهِ الأُمَمْ المُتَحِدَة، فَمُنْذُ انْدِلاعِهْ و لَمْ يَسْكُتْ شَلالْ الدِمَاء في بِلادِنَا العَرَبِيَة و لَمْ تَسْكُنْ المَشَاكِلْ السِيَاسِيَة و الإقْتِصَادِيَة...و كَأَنًهُ تَمً قَطْفُ غُصْنِ مِنْطَقَتِنَا العَرَبِيَة عَنْ شَجَرَةِ الأُمَمْ المُتَحِدَة بهذا ىالربيع الغَيْر إنْسَاني و رَمْيِهِ بِأَتونْ مُلْتَهِبْ مِنْ العُنْصُرِيَة الدينية و العُنْصُرِيَة الحَضَارِيَة و العُنْصُرِيَة الثَقَافِيَة و المَشَاكِلْ و حَمَامَاتْ الدِمَاء، فلا أَعْلَمْ مَنْ سَيَتَحَمًلْ مَسْؤولِيَة إنْشِقَاقْ الدُوَل العَرَبِيَة عَنْ الإرادَةْ الدُوَلِيَة بهذا الشَأْن و بِهَذِهِ الصورَة...و مَنْ سَيَتَحَمًلْ مَسْؤولِيَة الاف المَدَنيينْ الذين سُفِكَتْ دِمَائَهُمْ بِسورِيَا و مِصْر و تونس وعَدَدْ مِنْ دُوَل الخَليجْ. و حَيْثُ انْ مَبَادِئَهُ لا تَنْسَجِمْ مَعْ المَبَادِئْ التي تُؤْمِنْ بِهَا الأُمَمْ المُتَحِدَة و تُحَاوِلْ تَرْسيخَهَا بالدُوَل حَوْلَ العَالَمْ، و مِثَال على ذَلِكْ النُخْبَة مِنْ الناس التي صَعِدَتْ الى الحُكْم بِمِصْر في العام الماضي و التي تُمَارِسْ العُنْصُرِيَة الدينية تِجَاهْ الكَنيسَة و هذا كان واضِحْ مِنْ الصِراعْ على الدُسْتورْ الذي لَمْ تُوَافِقْ الكَنيسَة عليه في خريف عام 2012 و حَيْثُ إشْتَكَتْ الكَنيسَة و المُعَارَضَة السِيَاسِيَة مِنْهُ كَثيراً، و قَامَتْ بإلغاء كُلْ القِيَم الثَقَافِيَة و الفَنِيَة المَوْجودَة بِمِصْر مُعْلِنَة انً الفُنونْ حَرام و مُضْطَهِدَةً كُلً القِيَمْ الثَقَافِيَة التي سَادَتْ بِمِصْر بِبُعْدَهَا الدرامي و الأَدَبي بالسَابِقْ و التي كَانَتْ خَيْرَ سَفيرٍ فني لِجُمْهورِيَة مِصْر العَرَبِيَة حَوْلَ الوَطَنْ العَربي...فَعَزْل مِصْر ثَقَافِياً بِهَذِهِ الطَريقَة هي عُنْصُرِيَة لا تُطَاقْ إذ سَيَنْعَكِسْ هذا على مَسَارْ الحُرِيَات الفِكْرِيَة و سَيُؤَثِرْ بالتالي على قِيَمْ الإِبْداعْ الثَقَافي و الفَني و السِيَاسي بالبِلادْ، كَمَا سَيُؤَثِرْ على تواصُلِهَا مَعْ باقي الحَضَارات المُحيطَة بها و التي كَانَتْ تَتَواصَلْ مَعَهَا عَنْ طَريقْ مَسيرَتِهَا الأدَبِيَة و الثَقَافِيَة و الفَنِيَة، بَلْ مَارَسَتْ أيْضاً فِكْر جِهادي حينما تَمً عَزْل الرَئيسْ السَابِقْ محمد مرسي مِنْ الحُكْم حَيْثُ قَامَتْ بِتَحْريضْ اتْبَاعِهَا و كَمَا تَنَاوَلَتْ وَسَائِلْ الإعْلامْ بِمِصْر على قَتْل شُيوخْ و اطْفَال و نِسَاءْ نَاصَروا عَزْل الرئيس مُرْسي لِتَنْكَشِفْ لِلْعَالَمْ رَدَةْ فِعْلِهَا الغَيْر نَاضِجَة سِيَاسياً مُقَارَنَةً بالديمُقْراطِيَة التي تُمَارَسْ بالغَرْب و دُوَل الجوار،

و الجديرُ بالذِكْر انً رِعَايَةْ الفُنونْ و الثَقَافَة موصى بِهِ مِنْ قِبَلْ الأُمَمْ المُتَحِدَة و حَيْثُ تَمً تَشْجيع مِراراً و تِكراراً الإِنْفِتَاح الثَقَافي لِلْحَضَارات على بَعْضِهَا البَعْض بِمُحَاوَلَة مِنْ الأُمَمْ المُتَحِدَة لِتَأسيسْ تَبَادُل ثَقافي بَيْنَ حَضَارات العَالَمْ و تَنَاغُمْ أَكْبَر...و العُنْصُرِيَة ضَدْ الدِيَانات غَيْر مَقْبولَة بالفِكْر المُعَاصِرْ لِلْبَشَرِية و حَسَبِ ما توصي به الأُمَمْ المُتَحِدَة، فَتَسْعى مِنْ وراء رِعَايَة حوار الأديان بِنَاء تَفَاهُم اشْمَل بَيْنَ ادْيَان العَالَمْ تَجَنُباً للإحْتِقَانات، كَمَا توصي الأُمَمْ المُتَحِدَة بِمُراعاة روح المُواطَنَة بِدَسَاتير البُلْدانْ التي تَنْتَمي الى مُنَظًمَتِهَا فَأَيْ عُنْصُرِيَة ضِدْ اي عِرْق انْسَاني او ايًةْ عُنْصُرِيَة ضَدْ اي دين او اي مُمَارسَات بها انْتِزاعْ لِحُقوقْ الإنْسِانْ و كَرامَة الإِنْسِانْ غَيْر مَقْبولَة اطْلاقاً...فأي فِكْر تَكْفيري عِنْد المَسيحِيَة و الإسْلامْ معاً بِمِنْطَقَتِنَا غَيْرُ مَقْبولْ و حتى عِنْدَ باقي دِيَانات العَالَمْ..فلا أَعْلَمْ عُنْصُرِيَة الربيع العربي مَنْ المَسْؤولْ عَنْهَا...فَنَرى صُوَر لِبَشَرْ في سورِيَة يُجَاهدوا لِبِنَاء دَوْلَة أُسُسَهَا لا تَنْسَجِمْ مَعْ مبادئ الإنْسَان المُعاصِرْ...فَيَتِمْ قَتْلُ المَسيحينْ بِسورِيَا و تُدَقْ اعْنَاق مَنْ لا يؤمنوا بالإِسْلام بِصورَتِهِ المُتَشَدِدَة، و الجِهَاد الديني مُبَاح و حتى تَمً تَطْبيقْ الحُدود بِكُلْ مَفَاهيمِهَا مِنْ دونُ الإمْتِثَال الى ما توصي بِهِ الأُمَمْ المُتَحِدَة...و كأَنًهَا مُحَاوَلَة لإقْتِطَاف سوريا و المِنْطَقَة العَرَبِيَة عَنْ سِيَادَة الأُمَمْ المُتَحِدَة و اعْرافَهَا...

يَجِبْ انْ نَعْلَمْ انًنَا كَعَرَبْ جُزْء مِنْ هذا الكَيَانْ الدُوَلي الذي رأى انً الحُدودْ مُمَارَسَات كَانَتْ مُنَاسِبَة لِعَصْر عَتيقْ في حَيَاةْ الإنْسَان...بَلْ كَانَ الإعدام بالسَيْف و جَلْد المُتَهَمين عُقوبَات تُطَبَقْ عِنْد الإمْبَرَاطورِيَات المَسيحِيَة و الوَثَنِيَة التي سَبَقَتْ الإسْلامْ قَبْلَ المِيلادْ و مِنْهَا على سَبيلْ المِثَال لا الحَصْر الفَرْعونِيَة و الرومَانِيَة و الحِثِيَة و العَرَبِيَة القَبَلِيَة قَبْلَ الإسلام و البَريطانِيَا و غَيْرِهَا، و اسْتَمَرَتْ هَذِهِ العُقوبَات بِحَيَاةْ البَشَرْ لِمِئَاتْ السِنينْ الى حَقَبَةِ الحَرْب العَالَمِيَة الثَانِيَة و لَكِنْ نَادَتْ الأُمَمْ المُتَحِدَة بِضَرورَة تَوَقُفِهَا مُعْلِنَةً بِدْء عَصْر جَديدْ مِنْ الإنْسَانِيَة التي يَجِبْ ان تُنَفَذْ انْسِجَاماً مَعْ روح دُوَلِيَة لِتَأْسيسْ مَفَاهيمْ انْسَانِيَة اكْثَر و بها احْتِرامْ لِكَرامَةْ الفَرْد أَكْثَر، فالمُنَاسِبْ للإنْسِانْ مُنْذُ مِئَاتْ السِنينْ غَيْرُ مُنَاسِبْ لَهُ في عَصْر اصْبَح الوعي بِهِ اكْبَر و اشْمَل و اصْبَحَتْ كَرامَة الإنْسَانْ بِصَرْف النَظَرْ عَنْ عِرْقِهِ و دينِهِ مٌسَلًمْ لا يَجِبْ النِقَاشْ بِهِ...و الحُدودْ جُزْء مِنْ قوانين تَمً انْزَالَهَا مُنْذُ مِئَاتْ السِنينْ مُنَاسِبَة لِدَوْلَة تَأَسًسَتْ بِمَفَاهيمْ و ثَقَافَةْ انْسَانْ عَاشَ بالعُتْقِيَة القَديمَة...فَلَمْ يَكُنْ لَدى الإنْسَان حينَهَا عُلومْ مِثْل عِلْم النَفْس و عِلْم الإجْتِمَاع و ثَقَافَةْ التَشْريعْ و المَنْطِقْ القَضَائي الذي يَتَمَتًعْ بِهِ حَالِياً مَعْ سَائِرْ العُلومْ العَصْرِيَة المُخْتَلِفَة، فإنزال الأَلَمْ و القَصَاصْ على جَسَدِ المُذْنِبْ هُوَ الأَكْثَر شُيوعاً بَيْنَ كُلْ الحَضَاراتْ العَتيقَة قَبْل و اثْنَاءْ وجود الدِيَانَة الإسْلامِيَة و كَأَنًهَا ثَقَافَة العُقُوبَة المُتَفَقْ عليها بِتِلْكَ العُصورْ، و لَكِنْ الحَالْ اخْتَلَفَ كُلِياً فالعَمْلَقَة الثَقَافِيَة التي وَصَلَ اليها الإنْسَان في عَصْرِنَا الحالي و الثَقَافَة القَانونِيَة و القَضَائِيَة و القُدْرَة القَانونِيَة التي يَتَمَتًعْ بها وَضَعَتْ حُلولْ تنسجم مَعْ فِكْر الإنْسَان المُعَاصِرْ أكْثَر مِنْ الحُدود لِرَدْع المُجْرِمينْ...

أُكَرِرْ مَنْ المَسْؤولْ عَنْ مُحَاوَلَة انْتِزاعْ دُوَلِنَا العَرَبِيَة عَنْ الإرداة الدُوَلِيَة؟...فالسُؤَالْ لَيْسَ إذا سَنُطَبِقْ دُسْتورْ اسْلامي ام لا بِدُوَلِنَا العَرَبِيَة...السُؤَالْ لَيْسَ إذا كُنَا سَنُطَبِقْ حُدودْ ام لا...السُؤَال لَيْسَ بِإِقَامَةْ دُوَل تُسَاسُ بالمَنْطِقْ الإسلامي امْ لا..فَالجَوامِعْ لِلْمُصَليينْ مَوْجودَة و تَعْتَرِفْ الدَسَاتير العَرَبِيَة بالإسْلامْ دين لِلْدَوْلَة و الشَرْع مَوْجودْ بِقُوَةْ...و حتى الدَوْلَة اللُبْنَانِيَة تَعْتَرِفْ بالإسْلامْ كَدينْ رَسْمي لَهُ حقُوقْ مُتَسَاوِيَة مَعْ المَسيحينْ داخِلْ اراضيهَا...و لَكِنْ كَعَرَبْ يَجِبْ ان نَكونْ واعين انًنَا امام إلتِزامَات اكْبَر مِنْ الذي يُنَادي بِهَا الربيع العربي...كإحْتِرامْ مواثيق الأُمَمْ المُتَحِدَة لِنَكونْ بِتَواصُلْ مَعْ هَذِهِ الأرادَة العِمْلاقَة التي تَصونْ حُقوقَنَا كَبَشَرْ حَوْلَ العالم و انًهُ مَعْ الأَسَفْ يَتِمْ انْتِزاعُنا بَعيداً عَنْهَا...فَطَريقْ الأُمَمْ المُتَحِدَة و مَواثيقُهَا واضِحَة امام الكُلْ...و لَكِنْ طريق الربيع العربي مَجْهولْ يَشوبُهُ الغُموضْ و العُنْصُرِيَة و حَمَلاتْ سَفْك الدِمَاء...و مَعْ الأَسَفْ هذا ما كان يَتَمَتَعْ بِهِ النِظَام الهِتْلري...غُموضْ و عُنْصُرِيَة و سَفْكِ الدِمَاء، مُحَاوَلَة امْبِريالِيَة لِفَرْض دَوْلَة إسْلامِيَة تَكْرَهُ باقي الدِيَانات و تُمَارِسْ عُنْصُرِيَة ضِدَهَا و بِطَريقَة لا تَرْضَى عَنْهَا الإرداة الدُوَلِيَة و الشَرْعِيَة الدُوَلِيَة و تُمَارِسْ قانون عُقوبَات لا توصي بِهِ الأُمَمْ المُتَحِدَة...مِنْطَقَتُنَا الى آين ذاهِبَة بهذا الفِكْر الإمبريالة؟ هَلْ نَقِفْ و نُفَكِرْ قليلاً بِهَذِهِ الكَلِمَات؟

هل المقصود هُوَ اضْعَافْ الأُمَمْ المُتَحِدَة و احداث تَصَدُعْ بِجِدارِهَا المَتينْ ابْتِداءاً مِنْ المِنْطَقَة العَرَبِيَة؟ هَلْ يَقْصِدْ مَنْ يرعى الربيع العربي افْتِعَال حَمَلاتْ امْبِريالِيَة ديبنِيَة لإمْتِحَان الشَرْعِيَة الدُوَلِيَة و المَبَادِئْ التي تُنَادي بِهَا الأُمَمْ المُتَحِدَة؟ فَمِنْطَقَتُنَا حَقْل صِراعَات لِقُوَةْ سِيَاسِيَة غَريبَة لا شَأْنَ لها بِمِنْطَقَتُنَا العَرَبِيَة فَمَدُ شيعي مِنْ جِهَة و رَبيعْ عَربي يَمْتَاز بالعُنْصُرِيَة مِنْ جِهَة و كَيَانُ صُهيوني يَرْعَى أُمورْ مُريبَة بِأُمَتِنَا...قفوا يا عَرْب و امْتَثِلوا لِلْعَقْل قَليلاً...لا أَحَدْ سَيَنْتَزِعْ اسْلامَكُمْ و جَوامِعَكُمْ و شَريعَتَكُمْ مِنْكُم فَهذا حَقًكُمْ...و لَكِنْ يَجِبْ ان نَتَعَلًمْ مَتَى سَنَقولْ لا لِتَبْقَى انْسَانِيَتُنَا و حَضَاراتُنَا كَبَشَرْ بِلُحْمَة مَعْ بَعْضِهَا البَعْض...ليس إلا...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :