رؤى جلالة الملك بعيدا عن موازين التشكيكيين
ممدوح ابودلهوم
20-07-2013 07:37 AM
ليس من الإنصاف بدايةً قراءة ما جاء من محاور في المقابلة الملكية مع صحيفة الشرق الأوسط قراءة عجلى وفق المقولة البائسة وأعني مرور الكرام، وثانيا التموضع عند أي من محاورها تغليبا أو تبسيطا أو محاورها جملة في معزل عن باقي حلقات سلسة النطق الشريف لجلالة الملك، أو حتى عن سلسة الاحتشادات الملكية المتواصلة بتنامي وتطور حلقاتها الفكرية في الخطاب السياسي لدى جلالة الملك بوجه عام..
وسطي راجح وراشد أيضا أن نرى دائما مع جلالة الملك إلى الكأس الملأى لشؤوننا الوطنية، والتي أحسب أننا انتمائيا لا نفصل بين الخاص فيها وبين العام، ولو من باب التفاؤل والذي نحن مأمورون به شرعاً وذلك في الحديث الشريف (تفاءلوا بالخير تجدوه)، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام (يعجبني الفأل) وحين سألوه: وما الفأل يا رسول الله أجاب عليه الصلاة والسلام (الكلمة الطيبة)..
غير أن المتابع النجيب لوقع خطى جياد الطموح الملكي نحو مشارف الغد الأردني الأنموذج، منذ اليوم الأول لتسلم جلالته سلطاته الدستورية عام 1999ملكاً على عرش البلاد في عهدها الهاشمي الرابع الميمون، ومنذ تلكم الإطلالة الأولى لجلالته على شاشة ال(CNN) الأميركية مع الإعلامي الذائع الصيت (لاري كنج)، والتي أفصحت آنذاك عن أمرين حيويين على درجةٍ من الإعتبار والجدلية أولهما قيمة سامقة الشأن وثانيهما هدف عريض..
الأول حمل تبشرةً لا أعمق ولا أعرق وهي التي تمثلت في إهاب عبقرية البساطة في الفكر السياسي لدى جلالة الملك حفظه الله ورعاه، أما الثاني فالتبشرة أيضا بالحلقة الأولى في سلسلة نهج الحكم لدى جلالته وتحديدا في باب التنمية الشاملة والإصلاح السياسي في الأردن، إذ قال جلالته يومذاك ما زبدته أن الخطوة الأولى في إهاب واجب جلالته الأول، هو التأكد من العيش الكريم عبر توفر وجبة الطعام على مائدة المواطن الأردني، أجل منذ تلكم الإطلالة مروراً بغير مقابلة وأكثر من لقاء وصولاً بعد 14 عاما إلى المقابة الأخيرة مع الشرق الأوسط اللندنية..
أقول، بإختصار- فللحديث صلة من قريب، بأن هذا المتابع لا بد وأن يتجاوز مع جلالة الملك سقوف الراحة والإسترخاء ونوم الضحى وفق موازين باردة وضعيفة، أو قل هي مقاربات هشة مستنيمة إلى المقولات العاجزة منذ عهد العصملي، حول الوصفات الجاهزة في صيدلية جدتي كالرضا الخادع والقبول بالنصيب والإكتفاء بالقليل كما الحمل الكاذب وما لف لفه بتقاطع تام مع شروط الحسم البراغماتي، إذ ليس في كتاب الطموح الملكي الركون مثلا إلى حقيقة كأسنا الأردنية الملأى أمنا وأمانا، وهي حقيقة رغم قلة الموارد وتواضع الإمكانات ماثلة للعيان ساطعة كما الشمس لا يخطئها بصر مراقب ولا تنكرها بصيرة منصف، مقارنةً مع كؤوس الآخرين من الأشقاء العرب نسأل الله لهم النجاة من واصب ما يشعلون وبه يشتعلون..