نصر الله : "حزب الله" يده ممدودة ومستعد للحوار
20-07-2013 02:32 AM
عمون - دعا الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الجميع، في كل المناطق، "إلى الحذر والانتباه، ليس في بيئة المقاومة فحسب، لأن من يريد ان يصنع فتنة في البلد يمكن ان يضرب في كل مكان". وأعلن أن "حزب الله" يده ممدودة ومستعد للحوار"، مشدداً على أنه "إذا سقط الجيش لن تبقى دولة ولا استقرار ولا سلم".
وأشار نصر الله في كلمة متلفزة، ألقاها خلال حفل الإفطار المركزي الذي تقيمه "هيئة دعم المقاومة الإسلامية"، الى "دور المقاومة في السنوات الماضية وبعد عدوان تموز 1993 ونيسان 1996 وما بعدهما في تحقيق توازن مع العدو يحمي المدنيين"، مشدداً على أن "المقاومة قوية وراسخة في الذهن الشعبي وهي عصية على الكسر ونحن هنا لا نتحدث عن حزب الله فحسب".
وقال: "انا اؤكد ان هذه المقاومة تستند الى هذه الحجة وهذه التجربة وتستند الى الانتصارات التي تحققت والتي تثبت الجدوى من استمرار المقاومة فنحن نقدم وقائع وندعو لاخذ العبر منها لمواصلة حماية لبنان"، معتبراً ان "لا احد يستطيع اعطاء لبنان ضمانات لحمايته من الاخطار الاسرائيلية، وما يحمي هذا البلد هو الاعتماد على النفس وتأمين وسائل القوة التي تردع العدو".
وسأل: "هل بات لبنان خارج دائرة الاطماع والاخطار الاسرائيلية؟ هل يناقش احد في لبنان في ذلك؟ اذا كان احد يناقش ذلك يكون هناك "مصيبة"، مؤكدا ان "الاسرائيلي لا حدود لاطماعه". وأشار إلى ان "كل من حاول ويحاول كسر او عزل هذه المقاومة يفشل لانها ليست تنظيما وفصيلا بل ارادة شعبية عارمة مع استعداد كبير للعطاء"، لافتاً إلى ان "شرفاء البلد "استثمروا" في المقاومة بأعز ما لديهم بفلذات اكبادهم بدمائهم باعزائهم، لذلك فالمقاومة ليست فصيلا يمكنك ان تحاصره او تعزله". واعلن نصر الله ان "المقاومة قادرة على تجاوز كل الصعوبات الحالية والآتية والعدو يراجع كل خططه وحساباته امام ما جرى في الاشهر القليلة الماضية"، لافتاً إلى ان العدو في اي حرب مقبلة قبل ان تكون على بيروت ستكون عينه على الجليل، ولا احد بعد اليوم يستطيع ان يعتدي على لبنان من دون ان يدفع الاثمان".
وأشار نصر الله إلى ان "المقاومة التي حققت الانتصارات في 1982 وفي العام 2000 وفي العام 2006 استطاعت ان تحطم مشروع الشرق الاوسط الجديد ومن الطبيعي ان تتعرض للاستهداف ونحن الى جانب مواجهتنا للعدو عسكريا كنا نواجه الاستهداف الذي ينطبق على كل الصعد، سواء عسكريا او امنيا او ثقافيا او اجتماعيا". ولفت الى انه عندما لا تكون هذه المقاومة في دائرة الاستهداف فهذا يعني انها غير فاعلة ولا يحسب لها العدو أي حساب، ومن هنا من الطبيعي ان يستهدف كل من يقف الى جانبها ويدعمها وكذلك بيئتها وشعبها".
واكد "اننا دائما لدينا استعداد للحوار ضمن طاولة الحوار الحالية او اي صيغة اخرى لمناقشة الاستراتيجية الوطنية للدفاع والان قبل تشكيل الحكومة او بعده اذا كنتم تريدون حوارا نحن جاهزون"، لافتا الى "اننا عرضنا في احدى جلسات الحوار استراتيجية دفاعية لا احد ناقشها على طاول الحوار او خارجها لأن لا جدية في البحث عن استراتيجية وطنية للدفاع، بل لديهم موضوع واحد: "يا شباب اعطونا سلاحاتكم والله يعطيكم العافية"، ووصل الانكار الى حد قول ان حزب الله لم يقدم استراتيجية للدفاع". ولاحظ ان "هناك حاجة وطنية حقيقية جدية لأن يضع لبنان استراتيجية دفاع وطني في مواجهة الاخطار والتهديدات".
في الوضع الداخلي، دعا نصر الله اللبنانيين الى "الحذر الشديد على ضوء التطورات السياسية والامنية وحدّة الانقسامات في البلد"، واشار الى انه "اذا سقط الجيش او قُسم، لن يبقى سلم واستقرار في البلد، ولن تبقى دولة ولن يبقى بلد، لذلك نداؤنا الليلة ان نتفق على تحييد هذه المؤسسة التي ندعو الى تقويتها وتعزيزها"، أضاف: "فلنحافظ على الجيش ولا نشتته ولا نمزقه حتى لو حصلت اخطاء هنا وهناك، يجب ان تعالج بحدودها، لكن المؤسسة كمؤسسة يجب المحافظة عليها بكل جهد وهذا من اهم الواجبات الوطنية في هذه المرحلة، اذا اردنا ان نحافظ على اخر الضمانات".
وعن الوضع الامني، قال: "لا شك اننا في وضع جديد، ولا وقت لكي اناقش الان هل هذا من تبعات التدخل في سوريا او ليس من تبعاته"، متسائلا: "هل كان البلد بأفضل حال قبل ذلك؟"، ودعا "الى الانتباه والحذر، ليس في بيئة المقاومة فحسب، فمن يريد ان يصنع فتنة في البلد يمكن ان يضرب في كل مكان"، مؤكداً أن "الامن الداخلي مسؤولية الدولة اما الناس فيستطيعون ان يكونوا مساعدين".
وشدد نصر الله على ان "نظريات الاقصاء والعزل لا توصل الى مكان ونحن مدعوون إلى ان نتحاور ونبحث عن مخارج، ومهما كانت العداوة لا خيار الا ان نلتقي مع بعض". وقال: "اعلن في هذا الشهر، ورغم الخصومات السياسية او الاتهامات او الموقف النفسي، أن يدنا ممدودة ومستعدون لكل حوار وكل تلاقي لان الناس بالنهاية ستجلس مع بعضها، فلنستفد من الوقت.. هذا لا يعني اننا اذا ذهبنا الى نقاشات، فالامور ستكون سهلة لكن افضل من الوضع الذي نحن فيه".النهار.