اسرائيل تخطط لنكبة جديدة لفلسطينيي 1948
د. جورج طريف
19-07-2013 03:35 AM
تناقلت وكالات الانباء في الخامس عشر من تموز الجاري انباء اضرابات ومظاهرات واعتصامات ومسيرات يقوم فيها الفلسطينيون داخل الخط الاخضر (فلسطين عام 1948م) احتجاجا على المخططات الاسرائيلية التي تهدد الوجود العربي الفلسطيني في النقب حيث يعيش نحو 100 ألف عربي تسعى إسرائيل إلى تجميعهم في مساحة لا تزيد عن 1% من مساحة النقب بحجج امنية،
ويقوم المخطط الاسرائيلي على أساس مصادرة ما لا يقل عن 800 ألف دونم من الأراضي التي يسكن فيها العرب، وهو ما ينجم عنه هدم ما يزيد عن 36 قرية عربية اثر مصادقة الحكومة الإسرائيلية في جلسات سابقة على خطة أسمتها «تسوية أوضاع الاستيطان في النقب» واعتمدت في قرارها على تقارير أعدتها لجنة القاضي غولندبرغ وتقرير برافر لتنفيذ نقل سكاني للفلسطينيين في النقب، على أن ترصد الحكومة الإسرائيلية ميزانيات خاصة للمشروع بعد ان أقره الكنيست الإسرائيلي يوم 24 حزيران 2013 بناء على توصية من وزير التخطيط الإسرائيلي إيهود برافر عام 2011 لمصادرة مزيد من الأراضي العربية الفلسطينية في النقب.
مشروع حكومة نتنياهو الجديد او مشروع برافر يعتبر من اخطر المشاريع التي يواجهها عرب النقب عام 1948، الذي تشكل مساحته ثلثي مساحة فلسطين وهو اعتداء على حقوق وممتلكات عشرات الالاف من االفلسطينيين في إسرائيل، الذين يرفضون بشدة هذه المخططات الإسرائيلية بالتهجير والمصادرة فيما اطلق عليه نكبة جديدة الامر الذي دعا لجان المتابعة العربية في فلسطين عام 1948 م الى تنظيم الاضرابات والمسيرات والاحتجاجات في المدن والقرى العربية داخل الخط الاخضر تعبيرا عن رفضهم لهذه الممارسات .
لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في اسرائيل اعتبرت هذا المشروع بأنه اسوأ مخطط اسرائيلي في التاريخ حيث يسعى إلى تركيز أهالي النقب الأصليين في بلدات دون مقومات حقيقية،وينذر قانون المخطط بتدمير القرى وتهجير سكانها من المواطنين العرب بعد مصادرة اراضيهم، وتحتج إسرائيل في القانون بعدم وجود تراخيص للبنايات العربية في منطقة تقول إن مساحتها تبلغ نحو 14 ألف كيلومتر مربع، بما يعني مصادرة الدولة لـ50% من الأراضي العربية مع إعطائهم تعويضا ماليا هزيلا يقدر بنحو 2000 شيكل مقابل كل دونم ،وليس هذا فحسب بل يربط المشروع بأن تكون الأرض التي يتم التعويض عنها اراض سهلية، بما يعني عدم تعويض أرض الجبل والتل والوادي، علما بأن غالب أرض النقب جبال وتلال، ويفرض القانون في الوقت نفسه على المواطنين الفلسطينيين المتأثرين التنازل عن الأرض، على أن تقترح لهم مساكن بديلة بعد ثلاث سنوات تنظف فيها أرضهم من كل شيء .
جملة القول ان اسرائيل ماضية في تنفيذ مخططاتها العدوانية ضد الفلسطينيين داخل الخط الاخضر وخارجه وتضرب مثالا في التفرقة العنصرية (ابارثيد ) دون ادنى اعتبار للقوانين والاعراف الدولية حيث ان عملية مصادرة الأراضي وتهجير اهلها وهدم القرى والمدن العربية سياسة لن تتخلى عنها اسرائيل ما دامت لا تواجه من قبل الفلسطينيين والعرب والعالم بأكثر من الادانات والاستنكار والشجب .
tareefjo@yahoo.com
الرأي