عمون - (ا ف ب) -
قتل سياسي سوري موال للنظام في جنوب لبنان فجر الاربعاء برصاص مجهولين، في وقت تمكن مقاتلون اكراد في سوريا من طرد عناصر جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام من مدينة راس العين الحدودية مع تركيا.

وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "مجموعة ارهابية مسلحة" اغتالت "المحلل السياسي السوري محمد ضرار جمو رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب أمام منزله في بلدة الصرفند في جنوب لبنان".

وجمو من مواليد 1969، وهو مقيم في لبنان منذ 25 عاما، ومتزوج من لبنانية. وغالبا ما يظهر على شاشات التلفزة اللبنانية ليدافع عن نظام الرئيس بشار الاسد.

وقالت زوجته سهام يونس لصحافيين انها كانت عادت لتوها مع زوجها الى المنزل قبل موعد السحور واوقف زوجها السيارة قرب المنزل "وانزل منها مشتريات ودخل المبنى، وما هي الا لحظات حتى سمعت طلقات نارية غزيرة، ثم وجدته ممددا في مدخل البيت ومغطى بالدماء".

واضافت فيما بدا عليها الانهيار "كان يشعر بانه مراقب، وقد تلقى امس اتصالا هاتفيا من اصدقاء له في حزب البعث داخل سوريا دعوه الى ضرورة الانتباه الى نفسه والتزام الحذر".

وهي المرة الاولى منذ بدء الازمة في سوريا في اذار/مارس 2011 التي يتم فيها اغتيال مسؤول سوري على الاراضي اللبنانية.

ولجأ الى لبنان حوالى 600 الف سوري خلال اكثر من 28 شهرا.

ويشهد لبنان توترات امنية متنقلة على خلفية النزاع السوري، وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام السوري ومتحمس للمعارضة. وازدادت حدة التشنج في البلد الصغير منذ الكشف قبل اشهر عن مشاركة حزب الله اللبناني في القتال في سوريا الى جانب قوات النظام.

واصدر حزب الله بيانا تعليقا على عملية الاغتيال قال فيه "ان جريمة من هذا النوع الفظيع تدق ناقوس الخطر على الساحة اللبنانية، وتدفع إلى البحث عن الطريقة الأنسب لمواجهة هذه الجماعات الارهابية قبل ان يستفحل خطرها وتخرج عن كل طوق، ما يهدد السلامة والاستقرار في لبنان أولا وفي المنطقة بشكل عام".

ودان "الجريمة الإرهابية الخطيرة التي لا تمتّ إلى الدين والأخلاق بأي صلة"، داعيا "السلطات اللبنانية إلى القيام بكل الإجراءات الفورية اللازمة لاعتقال الإرهابيين المنفذين وسوقهم إلى العدالة، والبحث عن المخططين والمحرّضين لكي ينالوا جزاءهم".

ودانت وزارة الاعلام السورية "بشدة الاغتيال"، محملة "القوى الظلامية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة قانونيا واخلاقيا وسياسيا".

على صعيد آخر، سيطرت وحدات حماية الشعب (الكردية) بشكل كامل الاربعاء على مدينة رأس العين في محافظة الحسكة في شمال سوريا، عقب اشتباكات عنيفة منذ مساء الثلاثاء مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة انتهت بخروج المقاتلين الاسلاميين المتطرفين من المدينة بما فيها المعبر الحدودي مع تركيا المقفل منذ اشهر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

واسفرت المعارك الثلاثاء والاربعاء عن مقتل مقاتلين كرديين وتسعة اسلاميين ، بحسب المرصد.

وشهدت مدينة راس العين ثلاثة اشهر من المعارك في نهاية 2012 وبداية 2013 بين المقاتلين الاكراد ومقاتلين من الجيش الحر بعضهم اسلاميون، انتهت باتفاق مصالحة برعاية السياسي المعارض البارز ميشال كيلو، تم فيه الاتفاق على انسحاب مقاتلي الكتائب من المدينة وعلى توحيد الجهود ضد القوات السورية النظامية. وبقيت جبهة النصرة في حينه في مناى عن المواجهات ولم توقع على الاتفاق. وبينما انسحب مقاتلو الكتائب المنضوية في الجيش الحر من المدينة نتيجة الاتفاق، بقيت النصرة فيها.

وتقطن المدينة غالبية من الاكراد. ويسعى الاكراد الى ادارة مناطقهم وحدهم. ونقل ناشطون في راس العين عن سكان امتعاضهم من تصرفات جبهة النصرة والدولة الاسلامية، لا سيما منذ بدء شهر رمضان، اذ يمارس اعضاء الجبهة ضغوطا كبيرة لالزام السكان بالصوم، ويعترضون النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب، ويتشددون في تطبيق الشريعة الاسلامية.

ويأتي هذا التطور في اجواء من التشنج بين الجيش الحر والمقاتلين الجهاديين تجلى في مناطق اخرى في سوريا لا سيما في ادلب (شمال غرب) قبل ايام اشتباكات عنيفة قتل فيها العشرات.

في ريف دمشق، قتل سبعة اشخاص بينهم طفل الاربعاء في انفجار عبوة ناسفة موضوعة في سيارة في بلدة كناكر جنوب غرب العاصمة، بحسب المرصد.

واشار التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل من جهته الى انفجار "سيارة مفخخة مركونة عند جامع العمري في كناكر" والى سقوط ضحايا بينهم نساء واطفال، من دون ان يحدد عددهم.

في حمص (وسط)، ذكر الناشط المعارض يزن ان محاولات القوات النظامية اقتحام حي باب هود في وسط المدينة تجددت الاربعاء "بعد ثلاثة ايام من الهدوء"، وترافقت مع "تكثيف القصف على الحي".

وبدأت القوات النظامية قبل اكثر من اسبوعين حملة عسكرية على الاحياء التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في وسط حمص.

وفي وسط العاصمة دمشق قتل طفل وجرح خمسة اشخاص اخرون بينهم امرأة وثلاثة اطفال نتيجة سقوط قذيفة هاون قرب ساحة مشفى المواساة في منطقة الشيخ سعد في حي المزة الذي تقطنه اغلبية علوية، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويقصف مقاتلو المعارضة بانتظام احياء وسط العاصمة من معاقلهم في الاحياء المحيطة بها والتي يحاول الجيش النظامي اقتحامها.

في اسرائيل، اعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي الاربعاء ان مسلحين سوريين تسللوا ليلا الى ثكنة عسكرية مهجورة في المنطقة التي تحتلها اسرائيل من هضبة الجولان، واطلقوا النار باتجاه دورية للجيش الاسرائيلي ردت على اطلاق النار بالمثل.

وجاء ذلك غداة تقديم اسرائيل شكوى الى مجلس الامن الدولي احتجاجا على سقوط قذائف في الجولان المحتل مصدرها الاراضي السورية نتيجة اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة في قرى في هضبة الجولان السورية.

في لندن، عبرت لجنة برلمانية في تقرير نشر الاربعاء عن قلقها من كون بريطانيا تبيع تقريبا كل الدول المدرجة على لائحتها للانظمة التي تنتهك حقوق الانسان، بما فيها سوريا وايران، عتادا عسكريا.