اختراق أمني الكتروني رفيع في اسرائيل
17-07-2013 03:44 AM
عمون - صفعة مجلجلة جدًا تلقتها الدولة العبرية، التي تتباهي وتتفاخر بقدرة أجهزتها المخابراتية، فقد كشفت صحيفة ‘معاريف’ العبرية النقاب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تلقى يوم الأحد من هذا الأسبوع، مكالمة هاتفية مفبركة من وزير الأسرى في دولة فلسطين ، شكره فيها على نيته إطلاق سراح 120 من الأسرى الفلسطينيين.
علاوة على ذلك، جاء في تفاصيل النبأ الذي أوردته الصحيفة العبرية أن نتنياهو ووزراء حكومته تلقوا رسالة مسجلة مفبركة بواسطة الكوابل، باسم عيسى قراقع، وزير الأسرى في السلطة الفلسطينية، يشكر فيها نتنياهو على نيته إطلاق سراح 120 معتقلاً امنياً من الفلسطينيين، الذين يقبعون في سجون الاحتلال.
وجاء في المكالمة المفبركة، التي نشرت الصحيفة رابطها الصوتي على موقعها الالكتروني ما يلي: مرحباً، أنا عيسى قراقع وزير الأسرى الفلسطينيين، إنني أريد أن امتدح قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، من المهم جدًا له أن يعمل على التقارب مع رئيسنا محمود عباس (أبو مازن)، ولكن من اجل تحقيق هذا التقارب، يجب إطلاق سراح زملائنا المعتقلين في السجون الإسرائيلية، لكي يعودوا إلى بيوتهم، وتابعت المكالمة: صحيح أنهم، أيْ الأسرى الفلسطينيين قاموا بالقتل، ولكن ذلك كان يهدف الوصول إلى إقامة دولتنا، ماذا حصل إذا قتلوا عددا من الإسرائيليين، فكل ما يريدونه هو العودة إلى بيوتهم، وكل ما نطلبه هو 120 معتقلا، شكراً نتنياهو، بهذه الكلمات انتهت المكالمة المفبركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ولفتت الصحيفة العبرية في سياق تقريرها الحصري إلى أن هذه المكالمة تأتي في إطار حملة مكثفة تشنها منظمات يمينية متطرفة في الدولة العبرية، ضد نية الحكومة الإسرائيلية، إطلاق سراح أسرى ممن تصفهم الأوساط الإسرائيلية بـالملطخة أيديهم بالدماء، كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
علاوة على ذلك، أوضحت (معاريف) أن هذه الحملة التي تأتي بمبادرة من منظمتي (إسرائيل لي) و (آلماغور) وعائلات القتلى من الإسرائيليين، مشيرةً إلى أن الحملة كانت قد بدأت يوم الخميس الماضي، بتوزيع رسائل لأعضاء الكنيست من حزب الليكود بقيادة نتنياهو، تم من خلالها عرض المواقع الافتراضية للمعتقلين المحررين، على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
وذكرت أيضا الصحيفة أن أهالي القتلى الإسرائيليين في العمليات الفدائية الفلسطينية أبدوا تخوفهم من خضوع رئيس الوزراء نتنياهو للضغوط، وإقدامه على إطلاق سراح المعتقلين، الذين قاموا بعمليات أسفرت عن مقتل إسرائيليين، جدير بالذكر أن عباس يُطالب نتنياهو بإطلاق سراح الأسرى الذين تم اعتقالهم قبل التوقيع على اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في أيلول (سبتمبر) من العام 1993، وهو الطلب، الذي أكدت وسائل الإعلام العبرية، على أنه تم رفضه من قبل نتنياهو.
في سياق ذي صلة، كشفت صحيفة ‘معاريف’ عن قضية عجيبة غريبة تؤكد على أن اختراق الشخصيات الإسرائيلية المهمة جدا من المستويين الأمني والسياسي باتت سهلة جدًا، ومباحة أكثر.
وقالت الصحيفة إن فتاة يهودية في السادسة عشر من عمرها، من مدينة تل أبيب، توجهت إلى شركة الهواتف المحمولة (بيليفون) بالقرب من مكان سكناها لتصليح جهاز الأيفون خاصتها، وبعد فحصه من قبل الاختصاصيين في الشركة أبلغوها أنه بحاجة إلى البقاء عدة أيام في المختبرات الخاصة بالشركة لكي يتم إصلاحه، وبموجب الاتفاقية بين الشركة والزبونة، فقد قامت الشركة بإعطائها جهاز محمول بديل، حتى تستعمله إلى حين الانتهاء من تصليح الجهاز المعطوب.
وقالت الفتاة للصحيفة إنها عادت إلى بيتها، وبدأت تستعمل الهاتف البديل، وعندما دخلت إلى مخزن الأرقام والأسماء فوجئت للغاية بعد أنْ وجدت داخله الأرقام السرية والشخصية جدا لعدد كبير من القيادات الإسرائيلية، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء نتنياهو، رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجية)، تامير باردو، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك الإسرائيلي) يورام كوهين، وساقت قائلةً إن الجهاز بقي في حوزتها لمدة أسبوع كامل، ولم يسأل أحد عنه، وبعد تصليح جهازها أعادته إلى الشركة وحصلت على جهازها الأصلي.
وقالت الصحيفة إن الناطق الرسمي بلسان شركة (بيليفون) عقب على هذه الفضيحة بالقول إن الشركة تقوم بفحص الموضوع، على حد قوله.
جدير بالذكر أن الصحيفة العبرية نشرت صورًا للأشخاص مثل نتنياهو وباردو وكوهين، ولكنها قامت بشطب الأرقام، لافتةً إلى أن الجهاز شمل أرقام شخصيات فلسطينية لم تذكرها. (القدس العربي)