سوريا : توازنات الموت .. حازم الضمور
16-07-2013 01:51 AM
في الأسبوع الماضي نُشرت دراسة تفضي بأن هناك خيار أمام النظام السوري بانشاء دولة خاصة بالعلوييين، مساحتها تصل إلى نحو 18700 كيلومتر مربع، ومن المرجح أن يصل عدد سكانها في حال تم التأسيس تحو 4 مليون مواطن، موزعين على النحو الاتي: 55% من أبناء الطائفة العلوية، و37.5% من أبناء الطائفة السنية المواليين للنظام السوري و 8.5% من أبناء الطائفة الإسماعيلية، و5% من المسيحيين.
هذا الطرح لا يمكن أن يكون بأي حال من الاحوال عشوائي أو فراغي، لان موازين القوى في سوريا تختل تارة وتتوازن تارة بين 3 جهات : النظام السوري والجيش الحر والجماعات الجهادية بانواعها التي فرضت وجودها بشكب قوي بين العراق وسوريا بقوة، والتي كانت اصلا من ايجاد النظام السوري.
ان اشكالية المعادلة تكمن في سيطرة النظام السوري على دوام قدرته في اختراق الجماعات الجهادية وعلى راسها "جبهة النصرة" التي تستخدم اليوم لتصفية قيادات الجيش الحر المخترق اصلا من قبل اجهزة النظام الاستخباراتية.
التوازن الموجود على ارض المعركة هو توازن موت، بحيث أن لا تطغى فئة على أخرى، الهدف من ذلك أن يستمر الاقتتال إلى اخر قطرة دم مواطن سوري. لذلك يجب التنوية إلى خطورة الموقف في المرحلة التي تسمى "ما بعد بشار الاسد"؟
عودة إلى دوة العلويين فان قامت ذلك يعني وجود دولتين جديدتين في المنطقة، دولة لسوريا المحررة من نظام الاسد تشمل ما تبقى من سوريا، ودولة لا حدود لها تقوم على تمويل هو الاخطر من نوعه لعدم بيان مصادره، دولة تحكمها الجماعات الجهادية بايدلوجيتها التكفيرية التي لا منطق لها ولا اساس.
هذه الدولة ستكون مصدر قلق للشرق الأوسط لسنوات قادمة، وكاننا نقول أن النظام السوري الذي استعان بالجماعات الجهادية خلال الفترة الماضية، سيفقد السيطرة على "النصرة" ، وستعلق اجهزة دول المنقة بمعالجة هذه الاثار التي ستطول.
لماذا سيفقد الاسد السيطرة على هذا الحليف ؟ السبب و بكل بساطة ان هذا النوع من الجماعات وخصوصا "جبهة النصرة" تقدم خدماتها كمرتزقة لمن يدفع أكثر بعيدا عن شعارات الدين والجهاد، وفي حال نضوب مصادر التمويل المادي النظام السوري وانحساره بدولة علوية، ستبقى خدمات لاعبي "النصرة " متاحة لمن يرغب بها .
وبالتالي علينا أن ندرك واقعا مريرا أن هناك من يسعى بكل قوته لان تكون منطقة الأوسط بقعة ساخنة لا تهدا، وبوجود تمويل مادي كبير يقدر بعشرات الملايين من قبل رجال اعمال متدينين سيبقى الوضع اشبه بصفيح ساخن، وستبقى توازنات الموت هي سيدة اللعبة!!
حازم سالم الضمور
صحفي وباحث – دبي