في معارك القدس الشريف (3)
د. معن ابو نوار
16-07-2013 12:27 AM
عند فجر يوم 18 أيار وصلت بقية سرايا كتيبة المشاة السادسة من منطقة الخان الأحمر ؛ إلى منطقة القدس الشريف. وتقدم قائد الكتيبة ؛ وكيل القائد عبد الله التل مسرعا إلى الروضه ؛ حيث إجتمع مع السيد أحمد حلمي من الهيئة العربية العليا ؛ والرئيس فاضل عبد الله الرشيد من جيش الإنقاذ ؛ والسيد خالد الحسيني من الجهاد المقدس ؛ الذين كانوا سعداء بتسليم قيادة جميع القوات في القدس الشريف إلى عبد الله التل ؛ لتوحيد قياداتها والدفاع عنها. وحالما تولى القياده نشر وحدات الكتيبة في المواقع التاليه:
قيادة الكتيبه: في عمارة الروضه
سرية المشاة الأولى: بقيادة الرئيس محمود موسى ؛ وفئاتها بقيادة الملازمين نواف الجبر ؛ ومصطفى أبراهيم ؛ وحسين مفلح الغرايبه ؛ ورستم يحيى ؛ في منطقة باب النبي داوود.
سرية المشاه السادسه: بقيادة الرئيس ضرغام الفالح ؛ وفئاتها بقيادة الملازمين فريد القطب ؛ محمد خير إدريس ؛ حسن محمد ؛ وتلتحق بقيادة محمود الموسى في باب النبي داوود.
سرية المشاة الثامنه: بقيادة الرئيس عبد الرزاق عبد الله ؛ وفئاتها بقيادة الملازمين ؛ هذلول ساير ؛ جدعان مجيد ؛ وتركي عبد الله ؛ وتتخذ مواقعها في باب الجديد ؛ وباب الخليل.
السرية المسانده: بقيادة الملازم غالب رضيمان ؛ ومحمد العرموطي؛ وكانت مؤلفة من فئة هاون عيار3 بوصات ؛ وفئة مدافع 6 رطل مقاومة للدبابات ؛ ومدفعين هاوزر عيار 7،3 ؛ وفئة مدرعات انتشرت في جبل الطور وراس العمود.
كان مجموع قوة الكتيبه ما يلي:
قيادة الكتيبه 30
سرية الأمن الأولى 194
سرية المشاة السادسه 190
سرية المشاة الثامنه 209
السرية المسانده 100
المجموع 723
بالرغم من جراحه الجديدة ؛ ذهب محمود موسى إلى الروضة لمقابلة عبد الله التل ؛ وقدم له تقريرا عن قوات العدو ومواقعها. وأصدر عبد الله إنذارا إلى اليهود بواسطة لجنة الهدنة القنصليه خلال عصر يوم 18 أيار قال فيه:
"باسم صاحب الجلاله الملك عبد الله بن الحسين ؛ أدعو اليهود في القدس أن يستسلموا بدون سفك الدماء. وإذا لم يستسلموا سأكون مضطرا لقصف الحي اليهودي وتدميره."
ولما رفض اليهود الإستسلام ؛ أمر عبد الله السرية المساندة بفتح النار البطيئة والمتقطعة على أهداف داخل المدينة القديمه وخارجها. وفجأة إرتفعت معنويات المقدسيين العرب ووثقوا بالجيش العربي الأردني ؛ وازداد تعاونهم معه ؛ وأصدر الملك عبد الله إرادة ملكية بتعيين عبد الله التل قائدا عاما لمدينة القدس الشريف ؛ ووضعت الوحدات التالية تحت قيادته:
كتيبة الحسين من جيش الإنقاذ: حوالي 250 جنديا بقيادة الرئيس فاضل عبد الله الرشيد وسريه من المناضلين السوريين
كتيبة الجهاد المقدس: حوالي 400 جندي بقيادة خالد الحسيني ؛ وضباط الكتيبه بهجت أبو غربيه ؛ وحافظ بركات ؛ وقاسم الريماوي ؛وداوود الحسيني ؛ وفوزي القطب ؛ ومحمد نمر عوده ؛ وكامل عريقات ؛ وأبو الخليل جنحو ؛ ومحمد النجار ؛ وصلاح الحاج مير؛ ورؤوف درويش ؛ وسعيد بركات ؛ وعبد الحليم الجولاني.
وحدة من رجال الشرطة الفلسطينية السابقين: حوالي 100 شرطي بقيادة منير أبو فاضل ؛ وعدد من ضباط الشرطه : إبراهيم جرجوره ؛ وجميل العسلي ؛ وسليمان عازر ؛ ومحمد داوود ؛ وصادق النظيف ؛ وهاشم نجم.
المجموع 750 مقاتل فلسطيني
في فجر يوم 19 أيار ؛ قامت كتيبه من لواء البالماخ هاريل بهجوم على باب النبي داوود واحتلته ؛ وأمر الرئيس محمود موسى الملازم نواف جبر أن يقوم بهجم معاكس على باب النبي داوود ؛ واختار حضيرة مشاه للقيام بهجوم معاكس بقيادته ؛ وتحت نار مساندة قام بمفاجئة البرج وتطهيره بواسطة القنابل اليديويه ؛ وتقدم الملازم نواف جبر واحتل البرج بفئه ؛ وتقدم محمود الموسى نحو الحي اليهودي ؛ لكنه جرح مرة ثالثة وانسحب مع جندي واحد بعد أن استشهد أربعة من جنوده وجرح خمسة آخرين. ودخل الامستشفى للمرة الثالثة ؛ بعد أن أمر بالدفاع عن البرج لآخر رجل وآخر طلقه.
وعند الغروب من ذلك اليوم وصلت سرية المشاة السادسة إلى قيادة محمود الموسى؛ وحالما اتخذت مواقعها ؛ قام اليهود بهجوم خارج سور المدينة القديمه ؛ ومن الحي اليهودي داخلها ؛ على باب النبي داوود . وبعد معركة شديدة استمرت عدة ساعات ؛ صد الجنود الأردنيون الهجوم ؛ وكبدوا العدو خسائر فادحة ؛ وخلال الدفاع عن الباب تكبد حي الأرمن خسائر فادحة في الأرواح ؛ وصمد البطريرك الأرمني ؛ والمجتمع الأرمني ؛ الذين كانوا وسط المعركة صمودا باسلا ؛ وتعاونوا تعاونا كاملا مع رجال كتيبة المشاة السادسة.
وفي يوم 20 أيار ؛ إحتل محمود الموسى مواقع جديدة في حي الأرمن ؛ تطل على الحي اليهودي من الغرب ؛ وبوجود سرية مشاة في باب النبي داوود ؛ أصبح الحي اليهودي محاصرا حصارا كاملا من قبل الكتيبة السادية. وحاولت القوات اليهودية مرة أخرى احتلال الباب والإختراق إلى الحي اليهودي ؛ لكنها فشلت وتكبدت خسائر فادحة.
أعد شالتيل قائد لواء الهاجناه في القدس خطة لإختراق القدس القديمه من باب الخليل ؛ بالتعاون مع لواء البالماخ بقيادة إسحق رابين. وكان شالتيل واثقا من نجاح خطته لدرجة أحضر معه علما ليرفعه على برج النبي داوود. ونجح هجومه المخادع في احتلال منطقة في جبل صهيون ؛ لكن الجيش العربي الأردني لم ينخدع وكان على استعداد كامل مع إخوانه المناضلين لصد الهجوم. كان المناضلون يدافعون عن بيوتهم وحياتهم ؛ وكان رجال الجيش العربي الأردني يطلبون الشهادة في سبيل الله ؛ وأولى القبلتين ؛ وثالث الحرمين الشريفين . وانتصروا.