الحاجة إلى هذه المغامرةخالد محادين
25-02-2007 02:00 AM
التعديلات الحكومية التي أجريت على قانون التربية والتعليم، وتمت إحالتها إلى المجلس النيابي، كما اعتقد، هي بعض ما تاخرنا في دراستها وبحثها والخروج منها بقانون يؤكد أول ما يؤكد ادراكنا لمآزقنا التعليمية، وحرصنا العملي على معالجتها، حتى تستقيم العملية التربوية والتعليمية في بلدنا، بدءا من صفوف الروضة الاولى وانتهاء بسياسة منح درجة الدكتوراة، فيما يحدث الآن ونعاني منه هو وجود خلل واسع وعميق ومسكوت عليه في هذه العملية، أدى بما أدى اليه الى تراجع العملية وانتفاء كل تمير كان لها، بل ومواصلة الفخر بعدد الخريجين، الذين ننقلهم من مرحلة الى اخرى، حتى بات الواقع لدينا مدارس وهيئات تدريسية تملأ رؤوس ابنائنا بكم هائل من المعلومات، التي سرعان ما يتخلص منها هؤلاء الأبناء بعد اجتياز مرحلة الى اخرى، وبات ابناؤنا مجرد اشرطة تسجيل بكم هائل من المعلومات التي لا تحتاج الى وقت طويل، قبل ان تسقط من العقول او تتحول الى اوراق وملفات وكتب تم وضعها داخل صندوق حديدي ألقيناه في بحر عميق.لقد اشارت التعديلات التي ستحال الى لجنة التربية والثقافة والشباب في مجلس النواب، الى جزئيتين ندرك أهميتهما لكننا لا نعتقد انهما جوهر المشكلة، المشكلة الجزئية الاولى هي تحديد السقف الأعلى للرسوم، والجزئية الثانية تحديد الحد الأدنى لأجور العاملين في المدارس الخاصة، وفي ظل التنافس اللاتربوي واللاتعليمي واللا انساني بين المدارس الخاصة، يمكن ادراك ان الاستثمار في التعليم المدرسي ليس مرتبطا بالتزام وطني جاد وممارس، وان شكلا من اشكال النجومية الدعائية بات الوسيلة لجذب القادرين على الحاق ابنائهم ببعض المدارس تحت الحرص على الاستعراض او الرغبة في التميز او على قاعدة (ان الله يحب ان يرى أثر نعمته على عباده) والامر المؤسف ان هذه القاعدة شكلت عامل جذب للاثرياء وابنائهم، لا من اجل الحصول على تعليم مميز وانما على مدرسة متميزة بأبنيتها وزيها وتعليم اللغة الاجنبية مع اهمال متعمد او اهتمام محدود بلغتنا العربية، التي بتنا نتعامل معها كلغة ثانية ليس من الضرورة تعلمها وحسن استخدامها وتشكيلها لانتمائنا الوطني والقومي.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة