أحد رموز أزمة المال العالمية يمثُل أمام القضاء الأميركي
14-07-2013 01:23 PM
عمون - تنطلق الاثنين في نيويورك محاكمة الوسيط المالي السابق في مصرف الأعمال «غولدمان ساكس» فابريس تور في استعادة للعوامل التي فجرت الأزمة المالية عام 2007.
وأصبح تور، الفرنسي الجنسية البالغ من العمر 34 سنة والمعروف بلقب «فاب»، رمزاً من رموز التجاوزات التي تسببت باندلاع الأزمة، إلى جانب برونو إيكسيل من مصرف «جي بي مورغان تشايس» وجيروم كيرفيال من مصرف «سوسيتيه جنرال».
وفي حين مثّل كيرفيال وإيكسيل المجازفات المسرفة في هذا القطاع بإقدامهما على رهانات هائلة تسببت بخسائر طائلة لمصرفيهما، فإن تور يرتبط بالعمليات والمنتجات المالية المعقدة التي أثارت فورة الرهن العقاري العالي الأخطار والتي انهارت صيف 2007. وكان تور ابتكر لمصرف «غولدمان ساكس» مطلع عام 2007 أحد هذه المنتجات المالية وهي أداة استثمارية معقدة لتوظيف الأموال في القروض العقارية أطلق عليها اسم «اباكوس»، إلا أن المستثمرين لم يبلّغوا بأن صندوق التحوط «بولسون» أثر على مضمون أداة «اباكوس» وكان يراهن فيها على تراجع السندات. ومن بين هؤلاء المستثمرين بنك «إي كاي بي»، أول مصرف ألماني قضت عليه الأزمة.
وكانت اللجنة الأميركية للإشراف على الأوراق المالية والبورصات، التي تلاحق تور بتهمة «الاحتيال»، كشفت القضية منتصف نيسان (أبريل) 2010، وبعد أسبوعين رفض تور الاعتذار خلال جلسة استماع أمام الكونغرس حظيت بتغطية إعلامية واسعة، مثيراً سخط الصحافة الأميركية التي وصفته بأنه متعجرف ومعتدّ بنفسه.
واستفاضت الصحف حول الحفلات الباذخة التي تقام في شقته في نيويورك البالغ إيجارها أربعة آلاف دولار شهرياً، والمليوني دولار التي قيل أنه جناها من العملية، كما جرى تداول رسائل إلكترونية خاصة نقلها لهم مصرف «غولدمان ساكس» تُظهر خبثاً لجهة قدرة تور على توقع الأزمة، إذ يصف المنتجات التي كان يبتكرها بـ «فظاعات» ويشبهها بـ «فرانكنشتاين» صغيرة، ويسخر من «المقترضين الصغار الفقراء العديمي الملاءة الذين لن يصمدوا».
وركزت وسائل الإعلام على رسالة وجهها في كانون الثاني (يناير) 2007 إلى صديقته وجاء فيها أن «المبنى برمته مهدد بالانهيار في أي لحظة... ويبقى فاب الناجي الوحيد المحتمل، واقفاً وسط كل هذه المعاملات المعقدة ذات مفعول الرافعة القوي التي ابتكرها من دون أن يدرك بالضرورة كل عواقب هذه المسوخ».
واعتُبرت هذه الرسالة رمزاً لانعدام الأخلاق في القطاع المالي، إلى حد أن محامي الدفاع سعوا هذا الأسبوع إلى سحبها من الأدلة ولكنهم فشلوا. وتبدأ محاكمة تور غداً أمام محكمة في مانهاتن برئاسة القاضية كاثرين فورست، ويُتوقع أن تستمر ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
وأكد محامو الوسيط باميلا شيبيغا وشون كوفي في بيان أن «تور لم يُقدم على أي عمل مضر، وهو مقتنع بأن هيئة المحلفين سترفض اتهامات لجنة الأوراق المالية والبورصات بعد الاطلاع على كل الأدلة». وفي حال إدانته، سيواجه عقوبات مالية أساساً وسيُطلب منه إعادة تسديد الأرباح التي جناها في شكل غير مشروع مع دفع غرامة، كما قد يـمـنع من مـمارسـة مهنته. وترك تور نـهـائياً مصرف «غولدمان سـاكس» الذي يســتمر في دفع بدلات محاميه، وعاد إلى الدراسـة في جامعة شيكاغو بعدما عمل لبعض الوقت في المجال الإنساني في رواندا. الحياة اللندنية