وفاة صديق الاردن "جيلكو مالنار"
mohammad
14-07-2013 06:06 AM
عمون - كتب : د . ياسين رواشدة - توفي أمس الاول واحد من اكبر رجالات الثقافة والاعلام والصحافة والفنون في اوربا وهو الكرواتي جيلكو مالنار .
وبوفاة السيد مالنار تخسر الاردن واحد من اكبر اصدقائها والمعجبين بتراثها حيث كان قد صور عشرات الافلام الوثائقية عن طبيعة الاردن خاصا وادي رم والبتراء والصحراء الاردنية والقبائل التي تعيش فيها حيث قدمهم في اعماله السينمائية والادبية في ابهى واجمل الصور .
لقد كان مولنار رحالة معروف في الاوساط العالمية حيث كان قد قام بسبعين رحلة على دراجة من بلده كرواتيا مارا بالشرق الاوسط ليصل الهند التي درس فيها الفلسفة والروحانيات وتسلم شهادة افضل طالب اجنبي من يد رئيس جمهوريتها في بداية العقد السادس من القرن الماضي .
وقد بدأ عشق الرحالة مالنار بالاردن عندما قام باول رحلة له في مايو عام 1965على صهوة جواد اسمر انطلق به من مدينة كرواتيا ليصل الاردن ويقيم في منطقة وادي رم في ضيافة القبائل البدوي قرابة شهر متنقلا بين القبائل والمناطق في جنوب البلاد ليخرج باول افلامه الوثائقية الذي نال بسببه جائزة افضل فيلم وثائقي في مهرجان / بولا السينمائي / في عام 1966 . كما كتب سلسلة من المقالات عن الاردن نشرها في مجلة / فوس /الاسبوعية المصوره .
وواصل اعجابه بالاردن حيث قام بعد عامين بزيارة اخرى للملكة على متن دراجه ليقوم بعدها مرة كل عامين بزيارات مع اصدقائه مرة على متن حصان او دراجه / .
وقد طاف المغامر مولنار العالم كله عدة مرات خلال رحلاته ما بين عام 1965 -1995. خرج منها بسبعين فيلما لكن اعجابه الشرق الاوسط والاردن خاصة فاق كل الرحالة ممن سبقوه سواء بحجم ما كتب وعرض من اعمال سينمائية او اعلاميه او من خلال صداقاته الواسعة مع الاردنيين خصوصا من هواة الخيول والفروسية .
بلغت الافلام الوثائقية التي صورها عن الاردن حوالي عشرين فيلما اتسمت بالصدق والجمال والمحبة والاعجاب بالاردن واهله في البادية خاصة .
ولقد كان لي شرف صداقة هذه الشخصية الفذه / حيث كنت اشاهد في منزله صورا له مع جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه ومع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم .
لقد كان السيد جيلكو مولنار صديقا لكل الاردنيين وكان قد كتب عدة مقالات وحلقات تلفزيونية عن قوات حفظ السلام الاردنية التي كانت تعمل في بلده كرواتيا حيث كان يتواصل بمحبة واحترام مع قائدي تلك القوات الفريق غازي الطيب والفريق عيد الروضان . وكتب عن نشاط وجهود وكفاءة تلك القوات باعجاب منقطع النظير .
لقد كتب مولنار كتابا تحدث فيه عن تطلعاته الانسانية العميقة وفلسفته للحياه سماه / البحث عن المدينة الزجاجيه " ويقصد المدينه التي يعيش سكانها على سجيتهم وصدقهم لا يخفون ما يضمرون بل يكونوا طاهرين وصادقين و " شفافين " كما هي صفيحة الزجاج التي لا تخفي شيئا خلفها .
رحم الله الرحالة الكبير والكاتب والاديب الفنان القدير صديق الاردن والاردنيين وكلمة وفاء بحقه نقولها .. متمنين له رحمة واسعه . وبان يتم ترجمة ونشر اعماله امام الراي العام الاردني قريبا .