هل سينتهج الحكم القطري الجديد نفس السياسة الخارجية ؟:
12-07-2013 03:49 AM
عمون - نبيهة الدقاق وهي مديرة شركة (Saudia Arabia) تقول تعليقا على سؤال : هل سينتهج الحكم القطري الجديد نفس السياسة الخارجية ؟:
يبدو أن هناك تغيير في سياسة قطر فيما يتعلق بملفات المنطقة العربية وملف عصابة الاخوان المتأسلمين ولكنه تغيير يأتي على رأي المثل بعد خراب مالطا، تغيير متأخر جداً ويفرضه الواقع أكثر من كونه خياراً بالنسبة لقطر. الأمر الايجابي في هذا الموضوع يتعلق باستقالة أمير قطر أو تنازله عن الحكم وما يمثله ذلك من اعتراف بسوء إدارته وتبنيه خيارات خاطئة وكارثية في منطقة نادراً ما يعترف فيها أحد بخطأه فما بالك بدفع ثمن ذلك الخطأ. السؤال الأصعب هل سيتبنى حاكم قطر الجديد سياسات خارجية أفضل من والده على المدى الطويل؟ أمر مشكوك فيه لأن الحاكم الجديد شاب صغير السن، يملك سلطة شبه مطلقة في دولة صغيرة وتملك أمكانيات مالية هائلة، كما أنه نشأ في عائلة لا يمكن وصفها بالمتواضعة والعاقلة. هذا المزيج عادة ما يؤدي لكوارث أولاً لدول الجوار وثانياً للعالم ثم ينتقل أثره المدمر على الدولة نفسها فنحن لم نعرف بعد القصة الكاملة لتنازل الأمير الوالد عن الحكم ولا كل اسبابها التي على الأغلب ستظهر مع الوقت. ما نعرفه حتى الآن أن المنطقة العربية تعاني وأن بعض الدول التي استثمرت فيها قطر أموالها بدأت تفتح ملفات الفساد والرشاوي كذلك الأمر بالنسبة لملف كأس العالم لكرة القدم وغيره وغيره. لنأمل أن يكون حاكم قطر الشاب استثناءً عن القاعدة وأن لا يغريه كرسي الحكم ورفاق السوء بالمضي في سياسات خاطئة كوالده فما أشبه اليوم بالأمس. أما من يدفع الثمن الفعلي لتصرفات أمير قطر السابق الخرقاء فهي دول الخليج التي تثبت للعالم يوماً بعد يوم أنها شريك موثوق وأنها دول تحترم التزاماتها. الجديد في الأمر ظهورها على الساحة الاقليمية وحسن إدارتها لملفاتها الشائكة يبقى فقط أن تحسن تعريف نفسها وأنظمة حكمها للعالم لتبعد عن نفسها صفة الديكتاتورية التي توصف بها ظلماً لتتمكن بذلك من انجاز تحالفات حقيقية، استراتيجية وطويلة الأمد مع الدول الغربية خاصة ثم مع العالم.
عن مركز الدراسات العربي الاوروبي.