المتتبع للاحداث التي رافقت امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة في المملكة يلحظ وبشكل واضح اهتما م الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم وبدعم كامل ومتواصل من وزارة الداخلية و الاجهزة الامنية لضمان سير الامتحان بكل سهولة ويسر وتوفير الاجواء العلمية اللازمة لابنائنا الطلبة لتأدية الامتحان دون ازعاج او تشويش لكن من جهة اخرى نلحظ العديد من الجوانب السلبية والتجاوزات التي تمس بسمعة الامتحان وسمعة الاردن التي نضاهي فيها الدول الاكثر تقدما في العالم .

فقد نشرت صحيفة الراي في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي 5-7-2013م تقريرا لخص سلبيات الامتحان وكان مدعما بشهادات معلمين وأولياء امور وطلاب حيث اكدوا ان محاولات غش انتشرت بصورة واسعة وتحديدا بنسب اكبر في المديريات التي تقع خارج العاصمة وقصبات المدن ، ومن الامثلة على ذلك ما صرح به معلم ومراقب في احدى المديريات القريبة من العاصمة اذ يقول أن الشعار الذي رفعه غالبية المراقبين ورؤساء القاعات وتحديدا في المناطق الساخنة هو»اسكت وغض البصر تسلم « موضحا ان هناك اصرارا وتحشيدا ومعركة خفية لا يفهمها المواطنون عما يجري في القاعات وتحديدا المناطق الصامتة .

وليس هذا فحسب بل ان الامور تعدت التهديد والوعيد وادخال الخلويات وحرق المدراس والمنشات العامة بل وصل الى تواطؤ مشترك بين الطلبة واولياء امورهم من جانب والمراقبين ورؤساء القاعات من جانب اخر حيث اصبحت الاغراءات والهدايا والاحتواء الناعم هو السبيل التوافقي بين الطرفين من اجل دفن العداوة والبحث عن المصلحة وركوب تيار بقية المناطق في نشر الغش بحسب احد رؤساء القاعات الذي فضل عدم ذكر اسمه .

والادهى من ذلك كله ما كشف عنه وزير التربية والتعليم الاحد الماضي من ان بكلا زرعت في شعر طالبات وساعات يدوية وزر الجاكيت والقميص ولواقط ذكية يقوم الطبيب بتركيبها تم ضبطها مع طلبة وكانت من اعلى درجات التكنولوجيا المتطورة التي حاول فيها طلبة الولوج للغش خلال الدورة الصيفية الحالية .

هذه نماذج من التجاوزات غير المقبولة وغير القانونية التي تم تسجيلها خلال الدورة الصيفة لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة مع العلم ان عدد المخالفات التي حررتها وزارة التربية بحق طلبة الثانوية العامة وصل الى 2000 مخالفة من حرمان مبحث الى حرمان دورة او دورتين وفق مصدر مسؤول في الوزارة ، ما يشعر بأن شرائح من شرائح المجتمع تحيك ما يمكن تسميته ب» المؤامرات « على الامتحان وعصابات – كما اسماها الوزير- تمتهن الغش مقابل حفنة من المال .

ما من شك في ان الوزارة والاجهزة المعنية الاخرى بذلت جهودا مشكورة هذا العام في هذا الاطار الا انها غير كافية ، فنحن نعلم ان لدى الوزارة دراسات لتطوير امتحان الثانوية العامة وبدائل عديدة له لكن الى ان تصل الى اعتماد اسلوب اخر للامتحان يضمن تطبيقة بعدالة لا بد من التأكيد ان امتحان الثانوية العامة الذي تقع مسؤولية نجاح تنفيذه على وزارة التربية والتعليم بالدرجة الاولى لا يمكن المحافظة على هيبته وسمعته دون تعاون جميع الفئات التي لها علاقة بالامتحان ابتداء من الطالب واسرته ومرورا بمدرسته ومجتمعه وانتهاء بالمسؤولين عن تطبيقه بما في ذلك الاجهزة الامنية والقضاء من اجل العمل على تفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه المتاجرة بعقول ابنائنا الطلبة وسرقة حقوق المجتهدين منهم لحساب الفاشلين وتطبيق اشد العقوبات القانونية الرادعة على كل من يحاول العبث بالامتحان .

tareefjo@yahoo.com
الرأي