السيسي حذر هاجل من زعزعة استقرار الاردن
12-07-2013 12:34 AM
عمون - قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، الخميس، إن قناة الاتصال بين وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، ونظيره المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أصبحت أساس الاتصالات بين الولايات المتحدة ومصر في الفترة الأخيرة، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أنه «منذ الإطاحة بحكم محمد مرسي، الأسبوع الماضي، يتولى (هاجل) مهمة حث الجيش المصري على استعادة النظام والديمقراطية بطرق ترضي معايير واشنطن، والرسائل الخاصة والمكالمات الهاتفية في الأيام الأخيرة بين (هاجل) و(السيسي)، تم وضع نقاطها من قبل صانعي السياسات من مختلف أرجاء الإدارة، بما في ذلك البيت الأبيض ووزارة الخارجية»، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي بارز قوله، إن «صناع السياسات الأمريكيين يعتبرون أن (السيسي) بمثابة (نقطة الارتكاز) في مصر، ما يجعل قناة الاتصال بينه وبين (هاجل) الأكثر أهمية»، بحسب الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن «الأزمة الحالية التي تشهدها مصر كشفت عن حدود العلاقة العسكرية بين البلدين، فوفقاً لأحد المسؤولين الأمريكيين، فإن وزير الدفاع الأمريكي كان قد أبلغ نظيره المصري سراً اعتراض الولايات المتحدة على الإطاحة بمرسي»، بحسب الصحيفة.
وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة إن «علاقة (السيسي) و(هاجل) تعود لأكثر من 30 عاماً، حينما كانا يشتركان في دورة تدريبية في المشاة الأمريكية، في جورجيا، عام 1981، وعلاقتهما بدت (واعدة) في 24 أبريل الماضي، حينما تناولا الغداء سوياً لمدة ساعتين في القاهرة، أثناء زيارة هاجل الأخيرة»، بحسب الصحيفة.
وأكد المسؤولون أنه «من أول الأشياء التي قالها السيسي لـ(هاجل) أثناء غدائهما هو أنه لا يحب الفظاظة الأمريكية»، الأمر الذي أشارا إلى أنه أحد القواسم المشتركة بينهما.
وأوضحت الصحيفة أنه «خلال الغداء تحدث (السيسي) مطولاً مع (هاجل)، باللغة الإنجليزية، وليس من خلال مترجم، وركز خلال تلك المحادثة على الحرب في سوريا والخطر المتزايد بأن يمتد الصراع خارج الحدود السورية، ما يزعزع استقرار الأردن والمنطقة على نطاق أوسع»، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن «وزير الدفاع الأمريكي أكد لمساعديه، بعد عودته للولايات المتحدة، أنه يجب على واشنطن العمل مع (السيسي) بشكل وثيق»، بحسب الصحيفة.
ووفقاً لأحد المسؤولين الأمريكيين، فإن «المكالمات التى تمت بين الجنرالين، في الأيام التي سبقت عزل مرسي، أظهرت حدود نفوذ الولايات المتحدة على الجيش المصري، ففي المكالمة الأولى، في أواخر يونيو، حذر هاجل السيسي بـ(لطف) من الانقلاب، وبعد أن حذر السيسي مرسي علناً، في 1 يوليو، أن الجيش سيتدخل إذا فشل في حل الأزمة السياسية في البلاد في غضون 48 ساعة، اتصل به (هاجل) مرة أخرى، لكن هذه المرة حذّره بـ(قوة أكبر) من الآثار المحتملة للانقلاب على العلاقة بين الولايات المتحدة ومصر، بما في ذلك قدرة واشنطن على الاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية»، بحسب الصحيفة.
وأكد المسؤولون أن رد «السيسي» كان «مبهماً»، حيث ترك إدارة «أوباما» تخمن ما سيفعله الجيش المصري، مشيرين إلى أن «السيسي ومسؤولين عسكريين آخرين أكدوا لنظرائهم الأمريكيين أنهم لا يريدون التدخل، لكن سيقومون بما هو ضروري لاستعادة النظام في الشوارع»، بحسب الصحيفة.
وقال مسؤول أمريكى آخر إن «السيسي، مثل هاجل، مباشر جداً، وهو أمر مألوف بالنسبة للأمريكيين، ويسهل من التعامل معه»، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن «المكالمات الهاتفية بين السيسي وهاجل، بعد عزل مرسي، أصبحت طويلة ومفصلة، كما تجاوز الأخير قضايا العلاقة العسكرية بين البلدين، وقبل كل مكالمة، تنسق مستشارة الأمن القومي، سوزان رايس، ومساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، ديريك شوليت، ومستشارين آخرين، جولات في الإدارة، ومن ثم إطلاع هيجل، الذي يتحدث يومياً مع سفيرة الولايات المتحدة لدى مصر، آن باترسون، على ما تريده الولايات المتحدة»، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة: «يتم إعداد نقاط الحوار لـ(هاجل)، لكنه لا يلتزم بالتعليمات بشكل وثيق في المكالمات»، الأمر الذى يعتبره أحد المسؤولين الأمريكيين جيداً وأكثر عفوية، بحسب الصحيفة.
ووفقاً لأحد المسؤولين الأمريكيين البارزين، فإن «المكالمات الهاتفية الثلاث الأولى، في أعقاب عزل مرسي، بين الوزيرين، كانت مكالمتين، الجمعة الماضي، وواحدة السبت، التي دامت لأكثر من ساعتين، ركزت على الحكومة الانتقالية، وعلى ضرورة الإفراج عن بعض قادة الإخوان المسلمين الذين تم اعتقالهم، حيث كانت الرسالة التي وجهها لـ(السيسي): (عليك أن تكون شاملاً سياسياً)»، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن «السيسي استخدم مكالماته لجس نبض الأمريكيين حول اختيارات حكومته»، مشيرة إلى أن «الأخير حثه على اختيار مدنيين، لكنه لم يدفعه لتحديد اسم بعينه»، بحسب الصحيفة.
وقال مسؤول أمريكى بارز إن «المكالمة التي تمت بينهما، الإثنين، في أعقاب اشتباكات الحرس الجمهوري، كانت أكثر توتراً، فحث (هاجل) السيسي خلالها على ضبط النفس، قائلا إنه (من المهم منع التجاوزات العسكرية، وأن المساعدات الأمريكية في المستقبل ستتوقف على استعادة الديمقراطية بسرعة وعلى سلوك الجيش)»، بحسب الصحيفة.
وأضاف المسؤول: «في مكالماتهما الأخيرة، بعث هاجل رسائل صعبة إلى السيسي ضد محاولة استخدام الاضطرابات الحالية لكسر ظهر جماعة الإخوان المسلمين، قائلاً إن الاعتقالات التعسفية لقادة الجماعة من شأنها أن تدفعها تحت الأرض من جديد، مما يزيد التوترات في المستقبل»، بحسب الصحيفة.
وتابع: «كما أكد الوزير لـ(السيسي) أن الولايات المتحدة تعتقد أن الجيش المصري يسمح بانتشار نظريات المؤامرة حول انحياز واشنطن للإخوان، حيث قال له إنه حتى لو كانت المؤسسة العسكرية لا توجه هذه النظريات، فقد سمحت لها بأن تتفاقم، وهو ما يجب أن يتوقف»، بحسب الصحيفة.(المصري اليوم)