توقفت مطولا أمام خبر رحيل مقر رابطة الكتاب الأردنيين من اللويبدة إلى الشميساني ؛ حيث حزنت قبل فترة وجيزة لانتقال بيت الأهل في اللويبدة إلى منطقة أخرى من عمان . ولعل ما زاد قلقي أيضا بعدي عن اللويبدة مسافات طويلة هنا في بريطانيا ، ولهذا أيضا أحببت الكتابة عن أصالة الذكريات ومتعة عيشها مع كافة المراحل وتذوق طعمها الشهي وتوثيق مجمل ذلك من خلال قصص الأجيال وكتابة التاريخ الحي لمعالم الذاكرة ومن ضمنها الثقافية ولعل رابطة الكتاب التي كانت ملاصقة لبيت الأهل في اللويبدة ، قريبة من ذكريات الأجيال الثقافية بكافة اتجاهاتها السياسية والفكرية والحزبية ، بل قريبة أكثر للنظر إلى المستقبل من خلال شرفة الرابطة ومشوارها المتعاقب للهيئات الإدارية المتعددة وقصتها مع جبل عريق ومنطقة مميزة للسكن والراحة .
علمت عن دمعية أصدقاء اللويبدة والتي أتمنى لها النجاح والتوفيق في أهدافها وغاياتها المنشودة لتعزيز الأهمية الوجدانية للويبدة وسكانها عبر تاريخ عمان وتطور مراحلها العمرانية والثقافية والاجتماعية .
تغيرت معالم اللويبدة كثيرا نتيجة العمران الحديث ولكن ولحسن الطالع بقيت بعض المعالم الأصيلة من البيوت والطرقات والمحلات والمراكز والمطاعم والمخابز والبقالان ، وكنت أتمنى قبل السفر إلى الخارج تصوير اللويبدة من خلال فيلم توثيقي أقدم فكرته الآن وعبر المسافات إلى المهتمين ، كوني بعيدا مكانيا عن اللويبدة لفترة قد تطول أو تقصر .
بعيدا عن اللويبدة وعلى غرار المدن الثقافية اقترح على أمانة عمان اعتبار اللويبدة مركزا للثقافة والتي ما تزال تضم العديد من الهيئات الثقافية مثل هواة الطوابع ، المركز الثقافي الفرنسي ، ومحلات بيع الأعمال التراثية والعديد من محلات التصوير الفوتوغرافية والمجلات الأدبية والثقافية والنوادي الرياضية والاجتماعية لا يتسع المجال لسردها في هذا المقام وكنت قد ذكرتها في مقالات سابقة لي عن اللويبدة .
بالطبع اختص اللويبدة بالذكر وجميع المناطق في عمان والأردن الغالي عزيزة علينا ، ولكن القرب من الذكريات في مكان الصبا والشباب والوعي والعلاقات الاجتماعية المميزة هي الدافع وراء الكتابة عن اللويبدة وراء المسافات وخلف الزمن المتبقي من عام 2007 .
لعل قصة اللويبدة تستحق الذكر في أكثر من مناسبة وموقف يتجدد من خلاله الوفاء للأردن وقصة الكفاح الرائعة لعيش كافة الظروف والتحديات والنجاح من خلال قصص نجاح تستحق الذكر لرواد اللويبدة .
تحية للجميع والمودة والاحترام والى موعد اللقاء ثانية ، للويبدة الحنين ! .
fawazyan@hotmail.co.uk