عمون - ربى الخصاونة - اعتادت ام علا ء ان تشتري اللحوم من منطقة الحسبة الواقعة بجانب مسجد اربد الكبير، لانها ترى ان سعرها مناسبا، مشيرة الى انها اشترت حاجتها لشهر رمضان الفضيل من هذه المادة الغذائية بمقدار خمسين دينارا من اللحوم الحمراء، و20 دينارا من اللحوم البيضاء.
وقال المواطن سعيد الحتاملة مع ارتفاع اسعار اللحوم المحلية الطازجة كان لابد من الاتجاه الى اللحوم المستوردة، اذ يتراوح سعر كيلو اللحم الطازج بين 11و12 دينارا، ولا يمكن لاصحاب الدخل المتوسط من شرائه رغم اهميته الغذائية .
لكن كثيرا من المواطنين في اربد لا يدركون ان أكثر اللحوم التي تباع من قبل بعض التجار وبخاصة في الحسبة لا تصلح للاستهلاك الادمي، بحسب ما اكد لـ(بترا) اليوم مدير مديرية الشؤون الصحية ببلدية اربد الدكتور محمود الشياب .
ويقول الشياب : من المفروض ان معظم اللحوم يجب ان تحفظ بدرجة حرارة 18 تحت الصفر في حين ان غالبية اللحوم تذويب بفعل درجة حرارة الطقس لان درجة التبريد غير مناسبة ؛ الامر الي يؤدي الى تكاثر الجراثيم والميكروبات وتحول اللحوم من مادة غذائية مفيدة الى مادة لا تصلح الاستهلاك البشري.
ويشير الى ان بعض التجار اصحاب النفوس المريضة يضعون اللحوم في محال جيرانهم، مبينا انه تم ضبط بعض التجار يضعون اللحوم في صناديق للاحذية او في صناديق سيارتهم، وبعضهم يخلط اللحم الجيد مع اللحم المجمد الفاسد ثم يبيعه .
مندوبة (بترا) جالت في سوق الحسبة لترى واقع الحال، ولاحظت وجود بعض اللحوم والدجاج محفوظة في اكياس بلاستيكية بعضها مثقوب مما يعرض اللحوم للفساد.
وتقول انها توقفت عند ملحمة تعرض لحوما مجمدة خارج الثلاجة، والمفروض ان تبقى في حالة التجميد وبخاصة اننا في شهور الصيف ، وسألت صاحبها لماذا لايضع اللحوم في الثلاجة، وعن سعر كيلو اللحم، قال: 4 دنانير و45قرشا وهي لحمة دبي مبديا استيائه مضيفا:( شو جاية تعملي تحقيق معي ) .
وتبين انها رأت تاجرا قطع الدجاج لسيدة، ووضعه في سلال كان الدم ينزل من ثقوبها مشيرة الى ان ما نطلق عليها ثلاجة مجازا كانت الحرارة فيها عادية بسبب قدمها .
ويؤكد الدكتور الشياب:" ان هذه اللحوم لا تصلح للاستهلاك البشري اذ انها محفوظة ضمن ثلاجة بشكل غير صحي ، ومخالفة لشروط التخزين ، و هي غير صالحة للاستهلاك البشري ويجب اتلافها بعد فحصها من قبل مديرية الصحة " .
يذكر أن مديرية الشؤون الصحية تشهد نشاطاً ملحوظاً في الاونة الأخيرة لمتابعة بيع اللحوم بانواعها , وهو ما تجلى في ضبط أطنان من اللحوم في عدة مستودعات مخالفة داخل المدينة وعلى أطرافها.
ويوضح ان تعرض الكثير من اللحوم يعود لعدم توافر شروط التخزين الصحية وتعرض الكثير منها لحرارة الصيف والاتربة واعادة التجميد عدة مرات مما يفقدها الشروط والصلاحيات اللازمة للاستهلاك البشري وبالتالي تعريض صحة وسلامة المستهلكين لاضرار وربما لامراض .
ويشير الى احتمالية وجود عوامل مسببة للمرض مثل تعرض هذه اللحوم للحرارة اذ اغلبها مجمد ويترك ليذوب ثم يجمد مرة اخرى اذا لم يتم بيعها، بالاضافة الى تعرضها للجراثيم بالتعامل معها باليد الملوثة .
ويذكر ان هذه المواد تخزن بالتبريد ولها تاريخ صلاحية محددة ويجب ان تستهلك قبل نفاذ تاريخ الصلاحية لاحتمالية تلف المادة الغذائية وفسادها ونمو الجراثيم فيها، واضاف ان الحال نفسه ينطبق على لحوم الاسماك التي يجب ان تستهلك في فترة محددة.
ويبين ان ارتفاع اسعار اللحوم المحلية ادى الى اقبال الناس على شراء اللحوم المستوردة لرخص سعرها وهي ليست لحوما بكل تاكيد اذ انها فاقدة العنصر الاهم وهو البروتين ولذلك تتحول الى مجرد الياف.
وتقول اماني عبد الله ان احد الباعة يعرض منتجات اللحوم في الهواء الطلق وكأنها غير مجمدة بسبب تعرضها لاشعة الشمس المباشرة لانهم يستخرجونها من البرادات لعرضها امام المارة.
وتضيف :"عندما طبخته والدتي في اليوم التالي اصيب اخي الاصغر 10 سنوات ووالدتي باسهال شديد وقيء نقلوا على اثرها الى المستشفى لتلقي العلاج"، واثبتت التحاليل تعرضهم لحالة تسمم نتيجة تناولهم غذاء فاسدا ، اذ تأكد لنا ان السبب بذلك هو اللحوم المستوردة التي اشتريتها من الحسبة ).
وتؤكد عبدالله: منذ ذلك الوقت لقد امتنعت عن الشراء من تلك الاماكن واخبرت زميلاتي في الجامعة بذلك كي لا تصاب اسر اخرى بالتسمم.
وتنتشر من سوق الحسبة روائح كريهة تزكم الأنوف؛ لطرح التجار فضلات بضائعهم في الشوارع حيث يرى الزائر لذلك المكان أو المجاورة له "مكرهة صحية".
ويقول المواطن علي سويطي الى أن الأمر لا يتوقف على تكدس النفايات فحسب مشيرا الى روائح كريهة تنبعث من الحسبة والمناطق القريبة منها نتيجة تعفن النفايات المتكدسة وانتشار المياه الملوثة .
ويطالب بلدية اربد الكبرى وهي الجهة المسؤولة عن الحسبة بتكثيف الرقابة على السوق وتوجيه المخالفات للتجار الذين يطرحون النفايات في السوق وتكثيف جولاتها على الحسبة وزيادة عدد عمال النظافة.
--(بترا )