عندما "يلجأ المتعوس الى خايب الرجا"!!
د. وليد خالد ابو دلبوح
09-07-2013 10:05 PM
عن أي دروس وعبر تتكلمون؟!
اني لا أعجب لشيء عجبي ... لرجل فاشل يًسدي دروسا في أسباب النجاح للاخرين... أو لرجل فقير يعطي دروسا في فنون "كيف تصبح غنيا" يوما ما... ولرجل أُمّي يعطي دروسا في تعلم القرأة وفن الكتابه ... ولرجل مقعد يدلل لنا تجربته في الفوز في سباق الماراثون ... ولرجل مستبد أو يستظل بظلالها... ويلقي لنا دروسا في الحرية والديموقراطيه!!
واني أيضا أشفق ما أشفق ... لأردني يقبع ويعتاش من ثمار الصوت الواحد, فشل في تعديله بعد ماراثونه للبحر الميت للاصلاح وبالعكس, ولم ويحرك في القانون قيد أنملة, ولم يستطع ان يقدم فاسدا واحدا للعدالة, ولم يستطع أن يرفع رأسه الى أبعد من ظل حلقات قيده, ومن ثم ان يُنظر علينا وعلى المصريين, في جمال الديموقراطيه وأصولها وثوابها ... وهو جالس من بعيد في عتمة خيبته!!
وهناك أيضا من الناس, من يعتاش تحت انظمة لا تعرف الدستور ولا المجالس ولا الشورى ولا الحوار ولا المؤسسات ولا المرجعيات ... وتُنظر على الاردن وتُسدي له النصائح في الاصلاح والدروس والعبر والعبرات!! عجيب أمر هؤلاء الناس في هذه البقعة من الأرض, في عصر ذروة الانفتاح والعولمه, وبعض الاقلام لا تزال تخط بمداد العصور الوسطى وأساطير الأولين!! ان احدى فضائل الربيع العربي بلا شك, أن بيّن لنا طبيعة أنفسنا وحقائق ضمائرنا .. فكشف زيفها وكذبها ... حيث تتكسر الأقلام يوما بعد يوم ... أقلام لرجل ...فاشل ...وفقير ...وأمي... ومقعد ... ومستبد!!
عن أي دروس تتكلمون: ماذا يطالب الأردني البسيط اليوم؟
استغرب من هول الدروس الملقاة على الاردن والاردنيون وكأننا نطالب الحكومة بسابع المستحيلات أو نطالبها بالجلوس في القمر في عطلة نهاية الاسبوع .. كل الذي يناضل من أجلة الاردني اليوم هو ... شئ من العدالة ... وتشكيلة "وقية" من الحريه ... وقضمة صغيرة من مكافحة الفساد .. وما تيسر من الاصلاح ... في ظل نظام أجمعنا عليه جميعا... فأين الخوف وهل هذا بالكثير على المواطن اليوم؟ هل يستحق المواطن أقل من هذا الاستحقاق ... خاصة بعد أن "عاف" المواطن في الأمم المتقدمه الديموقراطيه و"مل" ممارستها؟! عتبي على رجالنا الذين سافروا وتعلموا في الخارج في شتى الميادين وتذوقوا حلاوة الديموقراطية ومارسوها فقط هناك ... ولكنهم سرعان لبسوا عقال الاستبداد فور عودتهم وهبوطهم أرض المطار ونالوا من بني جلدتهم ما نالوا!
الحكومة "مبسوطة" على أحداث مصر!!
نازعت فرحة حكومتنا بأحداث مصر ... فرحة الدول المتقدمة في ابتكاراتها وصناعاتهم وتفوقها, وكأن حال حكومتنا يقول " وين تتركينا لوحدنا يا مصر ... ارجعي الى الوراء معنا وحيث كنتي... مافي حد أحسن من حد". بلغت فرحة الحكومة بالخبر المصري جلية, وكأننا سددنا العجز والمديونية, وشققنا طريق الباص السريع, ورددنا أموال الفقراء من جيوب الفاسدين وأقرضنا البنك الدولي الملايين... أيعقل أن نفرح عند انتكاس ديموقراطيتهم وعند اعادة الابتسامة على وجه مبارك من جديد... هل هذا منطقي ومعقول؟! وجمعوا كيدهم وكيد أقلامهم وأتوا ... فقالوا في الاقتصاد ما قالوا ... وكأن اقتصادنا أفضل حال منهم, ولولا الفتات من هنا وهنا ويد العليا للبنك الدولي, لأصبحنا في أسفل الأسفلين! وهم يعلمون انها السياسة وخبث بناتها من الفلول ورموز الفساد وقد فعلوا فعلتهم في ظلمة الليل... وتكلموا عن الشرعية و"تصحيح" الشرعيه و"تصحيح" الثورة ومدى قانونيتها وشرعيتها ... ونسوا أن القوي أوالعسكر هو الذي يكتب القانون ويكتب التاريخ كيفما يشاء ويشطب الماضي وبجرة قلم حيثما يشاء.. عن أي قانونية وقانونية نتكلم ... وجل الشعوب المقهوره ليس لها من دساتيرها شئ .. لا في المقروء ولا في المكتوب؟!
عجيب أن نرى فقط الدول القابعة في الحضيض هي فقط من هنأت مصر بنزع ردائها الديموقراطي الجديد والذي لم يمض عليه عام... وعجيب أن نرى ان افريقيا كان لها موقف من الديموقراطية افضل منا .. حيث المنظمة الافريقيه جمدت عضوية مصر لديها... كم نحن بحاجة من السنين والعقود حتى ننهض بعقولنا وضمائرنا وفكرنا ولنصل الى ما وصلوا اليه الافارقة اليوم؟!! لا أستبعد ان تهافت الحكومة في المباركه "لحكومة العسكر" , دور استفزازي في تفجير انانيب الغاز القادم الى الاردن.. ولكن "مش مهم" من مبدأهم القائل .. اذا كان المواطن استطاع ان يرضخ لارتفاع اسعار الكهرباء, سوف يستطيع قادرا دفع اخطاء سياستنا الخارجيه ودفع فارق ارتفاع اسعار الغاز ايضا!!
الخاتمة: كفانا القاء الوعظ للاخرين ... ولنبدأ "بالتشاطر" على الاخرين بمنجزاتنا!
أحمد الله الذي بلغني علامات القيامة الصغرى والمتوسطه منها .. لأرى فعلة السياسة واصحاب السياسة المتقلبون والقابلين للقلب ... الاحياء منهم والاموات!! وأحمد الله الذي لم يجعلني تابع لأي طرف من الاطراف هنا او هناك ... ولم يجعل قلبي ومدادي مستودعا ومدفعا لأحد... مع اعجابي من بعيد... بجمال ... جمال ناصر مصر ... "قتلوك يا اخر الانبياء" .. ولكن يجب ان نتعلم ثقافة "الاختلاف وتقبله" وأن نقول ان هنالك خطأ ما يحدث بين ظهرانينا...حتى وان كان هذا يتعارض مع مصلحتنا الشخصية ... وخاصة عندما تصب هذا التوجه في المحصلة في المصلحة العامه للوطن وللجميع... لانني ساكون انا المستفيد يوما ما اذا نظر الاخرين بنفس التوجه والمنظار الذي كنت انظر منه في السابق.. وصدق فولتير حين قال "مستعد أن أقدم حياتي فداءا لصوت معارضي".
كما أحمد الله الذي بلغني واياكم رمضان .. كل عام وانتم واردنكم وأهلكم ومحبيكم بالف خير مع حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا وعليكم اعواما مديده .. نرزق فيها حلاوة راحة البال والصحة والعافيه والاهم من ذلك ... ان لا تكونوا يوما تحت رحمة أحد خاصة عندما تتقلب فيه القلوب والابصار... سوى وجهه الكريم ... قولوا امين !
Dr_waleedd@yahoo.com