خطاب جلالة الملك وأردنة الحوار بين السلطتين
ممدوح ابودلهوم
08-07-2013 09:09 PM
ليس مهما الربط بين الخطاب السامي أعلاه وبين الورقة النقاشية الرابعة بخاصة والأوراق الأربع بإجمال، وتفكيك عناصر التواشج الكيميائية بينهما وهل الخطاب تتمةً أو تعقيبا على الورقة أو الأوراق أم هو إعادة في محل تذكرة لبعض مفاصل الورقة، إذ المسافة الزمنية معقولة على صعيد النطق الشريف بين الطرحين الساميين بمعنى أن الخطاب لم يأت متسرعا كما رأت فئة قليلة، المهم هو مدى استيعاب ما جاء في الأوراق والأخيرة منها تحديدا أما الأهم فترجمتها فعليا على أرض الواقع فلا تبقى تنظيرا برسم الهواء الطلق..
مصطلح (الأردنة) في العنوان الذي يعتلي هذه السطور المتواضعة ليس يعني بحال من الأحوال موضوعة التجنيس إذ أننا على أديم هذه المعمورة الأردنية الهاشمية المحفوظة أردنيون من شتى المنابت والأصول كافة، وعليه فما نبالي بمن يناقض هذه الحقيقة المحسومة اليقين إذ هو غايب فيلة يخرط بالقتاد ويحتطب بليل..
لست وتبعا لذلك أبحر هنا بمجذاف الأردنة مع أنه حقي ابتداءً وانتهاءً وفي كل حين، تماما مثلما يفعلون في أمصار الدنيا عامة وأقطار العروبة خاصة كالسعودة والخلجنة والمصرنة (إلخ)، بل آتي به كي أوظفه للإرتقاء بالحوار بأردنته بمعنى النقاء والعراقة بين جميع أطراف العملية الإصلاحية، وصولا إلى التمكين الديمقراطي نحو الغاية العريضة وأعني الإستقرار السياسي في الأردن..
الحوار أجل بين النواب أنفسهم وبينهم وبين الحكومة ثم بينهم وبين كوادر الإعلام- أحيل هنا المتابع إلى مؤتمري العلاقة بين الإعلام والبرلمان 2006/2007، وبهذا المعنى فإن الحوار بين المعنيين آنفا حين يكون (أردنياً) فإنه إذن في خدمة المصالح العليا للدولة الأردنية..
بصراحة فإنه قد آن أوان ما أسميه بأوان القطيعة مع كل هذه الداءات الإجتماعية الوافدة على الأردن والأردنيين، كالمصالح الضيقة وأنا ومن ورائي الطوفان ويرث ولا يرث وما ورثناه من زمن العصملي الفارط والبيرقراطية والترهل والأهم الفساد الذي راح يحرق الأخضر قبل اليابس، إذ لا نملك ترف الوقت وهو ملحظ لكم كرره جلالة الملك مرارا في غير مناسبة وأكثر من خطاب، ناهيك بالذي حولنا في بعض دول الطوق والأقطار الشقيقة من أوضاع تعدت الفيتنامية، فنحن وسط حرائق الربيع العربي التي لم ينجُ منها سوانا في هذا الحمى العربي الكريم بفضل الله سبحانه ومن ثم بحكمة جلالة الملك، وهو بعضٌ مبدع من فيض عبقري مما يغدق به كتاب جلالته الأبيض أو الخطاب السياسي لديه، ما نتوسم خيره العميم في إهاب نهج الحكم لدى جلالته والذي هو بحمد الله ومن يمن طالعنا الأردني يعني أن العدل هو أساس الملك..
فبالحوار، خلوصا.. وللحديث بقية، لكن بلسان أردني مبين شرطا وبالخلق الأردني المشهود مذ كنا في العالمين، إذ حسبنا وكما جاء في الورقة النقاشية الرابعة التحاور تحت الأغصان الوارفة لدوحتيِّ (الإحترام) و(المروءة)، كمحضنين أخلاقيين أو قل كمرجعين إنسانيين ونهضويين أيضا لورش التمكين الديمقراطي، أرى تبنيهما وجوبا في ذات الإصطفاف النبيل للمبادئ الأربعة التي وضعها جلالته شروطا رئيسةً للنقاش في ورقته الأولى؛ (إحترام الرأي الآخر، وتبني الحوار والحلول الوسط، ورفض العنف، والشراكة في التضحيات والمكاسب)، فإننا آنئذٍ مع جلالة الملك حفظه الله وجه لوجه أمام الجواب الشافي لسؤال التحول الديمقراطي في البلاد..