الاشارة الضوئية تنظم حركة المرور فهي تسمح لمجموعة بالمرور وتمنع اخرى ثم تسمح للاخرى وتمنع من سمحت لهم وهكذا هي حركة المرور تسير بانتظام وبعدالة دون ان يعتدي طرف على طرف آخر ودون اية تجاوزات تضر بالنظام ولكن في حالة تعطل النظام في الاشارة الضوئية فانه سيكون هناك اختلاط للحابل بالنابل وتنتفي العدالة والمساواة وتصبح العملية "حارة كل من ايدو اله".
نظام الاشارة الضوئية يربك كل شيء ان تعطل ولا يمكن تعويضه الا بوجود شرطي مرور ينظم حركة المرور عوضاً عن الاشارة وهذا ما يحدث في معظم الحالات ولكن في بعض الحالات يتاخر رجل السير وبتأخره يتزايد الوضع تفاقماً ويتأخر اصلاح النظام ايضاً فيزيد من اعباء القائمين عليه لأن السرعة في الانجاز هي من يساهم في حل المعضلة والمشكلة الحاصلة.
ان تعطل الاشارة الضوئية لفترة من الوقت وتم اصلاحها بعد ذلك وان جيء بشرطي مرور ليصحح الخطأ القائم نتيجة هذا التعطل فهو امر طبيعي وعادي ويحدث باستمرار ويوجد من يتداركه، لكن الأصعب ان وصلت الاشارة الضوئية الى مرحلة عدم الاصلاح نهائياً او وجود عابثين يصرون على ان تبقى هذه الاشارة لا تعمل لانهم لا يريدون ان تكون الامور تسير بالوضع الطبيعي والصحيح فهم يريدون التخريب والاضرار بالنظام الموجود لتسيير حركة السيارات على الشوارع ويريدون ان "يرو" السيارات تصطدم ببعضها البعض وان يقوم السائقون بشتم بعضهم البعض واعتقد ان على اصحاب العقول المدبرة ان تعي حقيقة ما يدبر وان تعمل على وضع الاطر المناسبة لحماية الاشارة الضوئية وتسهيل انسيابية الحركة عليها فبدون ذلك فان الاشارة الضوئية تفقد هيبتها وتفقد مبررات وجودها.
التوجيهي هو اشارة ضوئية لمرور ابناءنا الى الجامعات فعلى الدولة ان تحافظ على ديمومة هذه الاشارة واصلاح اي خطأ فيها لان من يدفع ثمن الخطأ في النهاية هو الدولة فالتوجيهي هو منظومة قيم تربينا عليها ليبدأ الطالب مرحلة المراهقة ونبني عليها اسسا صحيحة ولا نبني اساسات لا يمكن ان تعلي البنيان فالمراهق عادة يكون في مرحلة يجب ان تعزز له القيم النبيلة في الحياة واساس القيم العدالة والمساواة واحترام الانجاز، فلا تقتلوا الانجاز بالغش فمن يحصل على معدل ثمانين بالمائة او تسعين بجهده انسان طموح ويجب ان لا يتساوى مع انسان فاشل فلا يمكن ان يلتقي الفشل مع النجاح والطموح فهما متضادان ولا يجب ان يجلس الفاشل مع الناجح في مقاعد الجامعة لان الجامعة هي طوح الناجح وليست طموح الفاشل وعندما يتحقق للفاشل والناجح نفس الطموح فعلينا ان نقرأ على الدنيا السلام.
في الحياة دائما للمعادلة طرفين متناقضين وان اصبح هناك تساوي بين المتناقضات فاعلم ان الحياة في طريقها الى الهلاك وسيهدم كل شيء وننتظر فترات طويلة لنبني ما هدم لان الهدم اسهل من البناء. فلا تهدموا العدالة والمساواة بالتعدي على حقوق الاخرين ولا تساهموا في التعدي على هيبة الوطن لان في ذلك تعدي على المواطن الذي يشكل اساس الوطن فلا هيبة لوطن تنتهك فيه العدالة من قبل من وضعوا الاسس للنظام.