موظفو الحكومة في رمضان !!
أ. د. حسين الخزاعي
07-07-2013 01:03 AM
سنوات طويلة خلت، والحكومات المتعاقبة تحدد ساعات دوام الوزارات والمؤسسات الرسمية خلال شهر رمضان المبارك من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر، وهذا الدوام يناسب موظفي الحكومة والقطاع الخاص، ولم يسبق ان حصل شكوى او تذمر من دوام الموظفين كونه منحهم الوقت الكافي للعمل والعودة لمنازلهم واستثمار الوقت للتحضير لمأدبة الافطار والقيام بالواجبات الاجتماعية والعزائم التي تكثر في هذا الشهر الفضيل.
هذا العام ، اختارت الحكومه ان تقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه الحكومة السابقة في السنة الماضية والتي اتبعت منهجا آخر ، وبدون سابق انذار او اشعار، فقد حددت الحكومة في بلاغ رسمي ساعات الدوام في شهر رمضان ليكون بدء العمل من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الثالثة بعد الظهر ، بينما كان لسنوات طويله يبدأ من التاسعة صباحا ولغاية الثانية بعد الظهر، نكتب ونعتب على هذه الحكومة الاقتصادية الترشيدية بانها وقعت في " فخ " التقليد الاعمى واستنساخ قرار الحكومة السابقة في موضوع تحديد دوام الموظفين في رمضان ليكون ضمن هذه الفترة الزمنية ، نعتب على مستشاري الحكومه الذين تم استشارتهم ليخرجوا علينا في هذا القرار هذا اذا استشارتهم . فهو قرار متخبط وغير مدورس فيه اهدار للطاقة والوقت والجهد والمال ، وله اثار اجتماعية واقتصادية ونفسيه على المجتمع الأردني ، واوجزها بما يلي :
1- هدر الطاقة الجسمية والنشاط العملي ، فسحب امساكية شهر رمضان للعام 2013 ، فأن الفجر سيكون (3:57) دقيقة فجرا وبزيادة دقيقة واحدة كل يوم او يومين طيلة ايام هذا الشهر الفضيل، وبما ان الله سبحانه وتعالى انعم علينا بموقع جغرافي جميل فان الشمس في ايام شهر رمضان ستكون عمودية وسيبدأ الشروق عند الساعة (5:37) دقيقة فجراً وبزيادة دقيقة واحدة كل يوم او يومين ، وبهذا فاننا سنضيع (5) ساعات هدر بعد شروق الشمس للالتحاق في العمل.
2- دوام الموظفين الساعة العاشرة صباحا يتسبب في ازمات سير خانقة، وهذه هذه الأزمات تستفحل كثيرا خلال شهر رمضان المبارك والسبب هو انتهاء دوام موظفي الحكومة وعدد كبير من الشركات والمؤسسات الخاصة في نفس الوقت أو في وقت متقارب كما أن البعض الذين قد يكونون متوترين بعض الشيء بسبب الصيام يخالفون أنظمة المرور بشكل متعمد في محاولة للخروج من أزمات السير الخانقة وهذا التصرف من البعض يزيد من الأزمات المرورية ويجعلها أكثر تعقيدا.
3 - الساعة التي سيبقى بها الموظفين في بيوتهم لن يستفاد منها في اي انجاز او عمل داخل المنزل او خارجة كون المولات والبقالات والاسواق ومحلات الخضروات لم تكن قد فتحت ابوابها وتنزيل بضائعها.
4 - مغادرة الموظفين عملهم الساعة الثالثة بعد الظهر، يعني وصولهم الى بيوتهم الساعة الرابعة بعد الظهر اذا كانوا من سكان عمان ، والساعة الخامسة او الخامسة والنصف اذا كانوا من سكان المحاقظات وخاصة الشمالية او الجنوبية.
5 - المراجعين للوزارت والدوائر سيتكون مراجعتهم محصورة في ساعتين فقط ( العاشرة وحتى الثانية عشرة فقط " ، ولن يحضروا بعد الساعة الثانية كون اثار الصيام تبدأ بالثاثير عليهم والتسبب بمزيد من التعب والارهاق، لهذا سيكون التاجيل سيد الموقف.
6- الدراسات تشير الى ان (75%) من افراد المجتمع ومنهم موظفي الحكومه مدخنين ، وهؤلاء سيكون الاكثر عرضة لاعراض العصبية والنرفزة والتململ والتذمر بسبب التوقف عن التدخين وشرب القهوة والشاي والزهورات واليانسون وساندويشات الفلافل.
7- المتضرر الكبير من هذا الاجراء الحكومي الخاطيء المرأة الاردنية الموظفة ، وخاصة انها ستعود للمنزل مرهقة من العمل ، وتدخل في سباق مع الزمن لانهاء متطلبات الافطار قبل الموعد المحدد.
8 - لمواجهة اي تأخير في اعداد وتجهيز موائد رمضان ، سيلجأ ارباب الاسر من الموظفين والموظفات الى طلب المغادرات والاجازات ( المرضية والعرضية والادارية والتخجيلية) والخروج من العمل تحت اي مبرر ووسيلة ، واذا اخذنا في عين الاعتبار ان عذر " عندي اليوم عزومه" مقبولا لطلب الاجازة والمغادرة وخاصة ان شهر رمضان ، شهر الكرم والمعامله الحسنة ، والمدراء ورؤساء الاقسام هم جزء من المجتمع وهم ايضا عندهم عزائم وولائم وصلات رحم وعلاقات اجتماعية، وهذا يؤكد الاضرار الاقتصادية التي ستلحق بالدولة والوازرات والدوائر الرسمية بسبب تعطل الموظفين عن العمل.
9- هناك فئة من الموظفين والموظفات يلجأون الى تجميع اجازاتهم لشهر رمضان ويأخذونها دفعة واحدة ، وهذا يربك العمل ويلحق الاذى والتذمر من المواطنين المراجعين للوزارات والدوائر الرسمية.
وبعد ،،، القرار الاستنساخي التقليدي الذي اتخذته الحكومه في تحديد دوام الموظفين في شهر رمضان من العاشرة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر ، قرارا خاطئا، والقرار الانسب اجتماعيا وجسميا واقتصاديا ونفسيا اعادة الامور كما كانت في السنوات السابقة من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية بعد الظهر. او ابقاء الدوام من الساعة الثامنة صباحا وتخفيض ساعات الانتهاء من العمل الى الساعة الواحدة ظهرا مع التأكيد والحرص على استثمار القيم النبيلة في شهر رمضان التي تحث على العمل والانجاز والاخلاص في العمل والبعد عن الكسل والتراخي - والتحجج - بالصيام.
مسك الكلام: نؤكد اعادة النظر في بلاغ الحكومة ، واعتماد توقيت يستثمر وقت وجهد المواطنين والموظفين بدلا من استنزاف وقتهم وجهدهم بدون فائدة، ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك، ابارك لكم قدوم هذا الشهر ومتعكم الله في الصحة والسلامة .
ohok1960@yahoo.com